بمناسبة انعقاد مؤتمرها أيام 18 و19 جانفي 2010، استضافت نقابة (UIL) لجهة »لازيو وروما« الأخ فتحي التليلي رئيس إتحاد العمال المهاجرين التونسيين بباريس، الذي شارك في عدد من الأنشطة على هامش المؤتمر وكانت له لقاءات مع عدد من نشطاء المجتمع المدني والنقابيين الإيطاليين والأوروبيين. وتأتي هذه الاستضافة كمواصلة لحوار بين نقابيي ونشطاء المجتمع المدني في عواصم دول البحر الأبيض المتوسط، والذي كان سبق له الالتقاء في روما وفي باريس في السنتين الأخيرتين حول عدد من القضايا التي تمس مجالات المواطنة والمساواة والعدالة الإجتماعية. وفي إطار التزامها بمواجهة كل أشكال العنصرية والتمييز ضد الأجانب، وعلى خلفية الأحداث الاخيرة التي عرفتها إيطاليا، والاعتداءات العنصرية التي استهدفت العمال المهاجرين من أصول مغاربية وإفريقية، إختارت نقابة روما، افتتاح مؤتمرها بندوة حول »المواطنة وحق التصويت للعمال المهاجرين«. وفي إطار هذه الندوة تقدم الأخ فتحي التليلي بمداخلة، تطرق من خلالها الى الوضع الذي يعيشه العمال المهاجرون في أوروبا في ظل تنامي خطاب عنصري معاد للاجانب، كما تطرق الى مطلب منح حق التصويت في الانتخابات المحلية على النطاق الأوروبي، مؤكدا على ان هذه الخطوة ضرورية لدعم اندماج العمال المهاجرين في دول إقامتهم، خاصة وأن الدول الاوروبية تمنح هذا الحق للاجانب من أصل أوروبي دون غيرهم، في تمييز صارخ، خاصة أن العمال الاجانب من أصول غير أوروبية، يساهمون مثل غيرهم في التنمية الاقتصادية لدول إقامتهم، وأنه من حقهم الإدلاء برأيهم في تسيير الحياة على الاقل على المستوى المحلي.. كما تعرض الأخ فتحي التليلى، الى المعركة التي تخوضها مكونات المجتمع المدني الفرنسي، من أجل الحصول على هذا الحق، عبر حملة سنوية كان المناضل التونسي الراحل سعيد البوزيري من أبرز منشّطيها تهدف الى تحسيس الرأي العام والضغط على الجهات الحكومية من أجل القيام بالخطوات القانونية اللازمة لذلك، وأشار الى انخراط جمعيات الهجرة، ومن بينها اتحاد العمال المهاجرين التونسيين في هذه الحملة السنوية، والتطور الإيجابي لتعامل الرأي العام الفرنسي مع هذه المسألة مؤكدا على أن عددا من الدول الأوروبية الأخرى منحت هذا الحق للعمال المهاجرين، بل إن بعضها يذهب بهذا الحق الى ماهو أبعد من الانتخابات المحلية. كما كانت للأخ فتحي التليلي لقاءات مع عدد من ممثلي النقابات الفرنسية مثل (CFDT) و(FO) والنقابات اليونانية والاسبانية والبرتغالية، كما أبدى أصدقاء الاتحاد بنقابة (UIL) الإيطالية اعجابهم بالمشروع السنوي المشترك الذي يسهر على تنفيذه الاتحاد العام التونسي للشغل بالاشتراك مع اتحاد العمال المهاجرين التونسيين بباريس، والذي يتوجه أساسا الى شباب الهجرة، كما تم الاتفاق على مواصلة الحوار بين هذه المنظمات من أجل إعداد ندوة حول قضية »الشباب والهجرة« تجمع بين نقابيي ونشطاء المجتمع المدني من ضفتي المتوسط.