بتكليف من الأمين العام للاتحاد، الأخ عبد السلام جراد ونيابة عن كافة هياكل المنظمة ومناضليها، قدّم المحاميان رشاد المبروك وحسين الباردي اللذين كانا مدعومين بالمحاميين الفرنسيين »بيار بودوان« و »ميشال توبيانا« مساء الاربعاء الماضي الى عميد قضاة التحقيق بباريس ملف قضية في »التباهي بارتكاب جريمة حرب« ضد الضابط الفرنسي »انطوان ميليرو« وذلك استنادا الى مقتضيات القانون الفرنسي في الغرض. وقد اتصلنا بالأخ محمد السحيمي الأمين العام المساعد للاتحاد مسؤول العلاقات الدولية حال تقديم الملف الى عميد القضاة في كتابة المحكمة الابتدائية بباريس فأفادنا ان وفد الاتحاد قدّم القضية في اطار كامل من الاستقلالية وتعاطف كبير من منظمات المجتمع المدني التونسية والفرنسية ودعم النقابات الفرنسية وعدد كبير من المنظمات الصديقة. وأضاف الأخ محمد السحيمي أن سعادة كبرى غمرت عائلة الشهيد فرحات حشاد حيث قال له ابنه نور الدين حشاد بكثير من التأثر ان هذه السعادة مردها حماس الاجيال الجديدة من النقابيين الذين تمسكوا بالدفاع عن مؤسس اتحادهم وملاحقة مغتاليه، وفي هذا العمل، تعلق شديد بالوطن ودفاع مستميت عن حياضه وعن رموزه وخاصة عن أبطاله الذين دفعوا حياتهم ثمنا لاستقلاله وحرية شعبه. وبنفس المناسبة صرح لنا الأخ الهادي الجيلاني رئيس »جمعية الحق والعدالة« التي كانت هي الأخرى قدّمت قضية في نفس الغرض أنه شعر بنخوة كبيرة هو ومن معه من أقرباء الشهيد ومن مناضلين يرفعون تلك القضية. ويذكر ان القضية انطلقت بعد اعتراف »انطوان ميليرو« عبر قناة الجزيرة التي كانت في 18 ديسمبر الماضي بثت شريطا وثائقيا حول حياة فرحات حشاد وظروف اغتياله وتضمن الشريط اعترافا ل »أنطوان ميليرو« أحد اعضاء تنظيم »اليد الحمراء« أقرّ فيه مسؤوليتها عن عملية الاغتيال في 5 ديسمبر 1952. وقال الضابط الفرنسي »إن ما قمنا به عمل شرعي ولو كان ينبغي عليّ إعادته لأعدته، وان عملية اغتيال حشاد هي بالتأكيد من تنفيذ »اليد الحمراء« وباتفاق مع مسؤولين فرنسيين في تونس«. وقد أثار محتوى الشريط سخط الرأي العام الوطني في تونس، وخلق ديناميكية وطنية حول مطلب »محاسبة المسؤولين عن جريمة اغتيال حشاد«. على رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل الذي انبرى مدافعا عن حق مؤسسه ورمزه فرحات حشاد، ومن خلاله عن حق الشعب التونسي في ملاحقة المسؤولين عن هذه الجريمة قضائيا. كما شهدت ساحة الهجرة في فرنسا، حركية مماثلة من أجل »الحقيقة والعدالة لفرحات حشاد«، حيث بادر عدد من مناضلي الهجرة ببعث جمعية بهذا الاسم، يرأسها الاخ المناضل الهادي الجيلاني، الهدف منها توحيد كل طاقات الساحة الجمعياتية في الهجرة لهذه الغاية. ومن جهته، أفادنا الأخ فتحي التليلي رئيس اتحاد العمال المهاجرين التونسيين بباريس »ان انخراطي شخصيا، وانخراط عدد من مناضلي اتحاد العمال المهاجرين التونسيين في هذه المبادرة، يأتي انطلاقا من ايماننا بالدور الذي يجب ان تلعبه الحركة الجمعياتية بالمهجر ومناضلوها، في النضال من اجل الحقيقة والعدالة لفرحات حشاد«. وفي هذا الاطار، تمّ يوم الثلاثاء الماضي تقديم قضية عدلية امام القضاء الفرنسي، لملاحقة المدعو »انطوان ميليرو« بتهمة التباهي بجريمة. وفي نفس الوقت قام عدد من مناضلي الهجرة من مختلف الانتماءات، بالتظاهر امام قصر العدالة بباريس، بحضور الاخ محمد السحيمي. وقد شهد هذا الحشد الذي حضره عشرات المناضلين التونسية تغطية اعلامية هامة من طرف قنوات فضائية عربية وفرنسية. كما لابد ان نسجل التضامن التام الذي عبرت عنه النقابات الفرنسية، التي سجلت حضورها وعبرت علنيا عن مساندتها لهذه المبادرة وللاتحاد العام التونسي للشغل في كل المبادرات التي سيقوم بها في هذا الاطار. وفي الختام، لا يمكننا الا ان نقف إجلالا لذكرى الشهيد والزعيم الوطني فرحات حشاد، إكبارا لتضحيته من اجل تونس حرة مستقلة، ومن اجل اتحاد عام تونسي للشغل مناضلا ومستقلا، وان كان هو القائل »أحبك يا شعب«، فنحن اليوم وبكل فخر نقول »نحبك يا حشّاد«. يُذكر أيضا أن قناة الجزيرة عادت الى نفس الموضوع في برنامج جديد بثّته يوم الخميس، وشارك فيه بالخصوص الأخ عبيد البريكي الامين العام المساعد للاتحاد مسؤول التكوين النقابي والتثقيف العمّالي.