تؤكد مصادر من وزارة الصحة العمومية أنّ البلاد التونسية أدركت مرتبة البلدان المتقدّمة في مستوى الخدمات والموارد البشريّة من أطبّاء وإطار شبه طبّي من ذوي الكفاءات العالية في مختلف الاختصاصات والمستويات وقد عكست شاشة التلفاز جملة من البرامج والملفات الحيّة لعديد الإنجازات هذا ما شاهدناه أخيرا في برنامج »الرابعة« ليوم الأربعاء 14 أفريل 2010 في استضافة مدير عام بوزارة الصحة العموميّة. كلّنا اعتراف بما تقوم به الدولة لفائدة القطاع الصحّي، لكن بتمايز بين الجهات على قاعدة المردوديّة الاقتصاديّة والاجتماعيّة والإحاطة المؤسساتيّة والفنية وقوّة الإرادة السياسيّة المحلّية ومراكز الضغط السياسي. خلاصة القول أنّ ولاية الكاف تبدو مفتقرة إلى من يدافع على حظوظها ويدفع في إتجاه أن توليها الإدارة المركزيّة ما تستحقه من عناية واهتمام في إطار تأهيل القطاع العمومي وعدالة الخارطة الصحية حتى ينعم أهالي الكاف بكرامة وحياة أفضل في القرن 21. متى نخرج من الظلمات إلى الدور؟ لترفع عنّا التسميات ذات المعنى الواحد: مناطق ذات أولوية، مناطق محرومة، مناطق ضعيفة، مناطق الظّل... ما معنى منحة 700 دينار حافز تشجيع لأطباء الإختصاص للعمل لمدّة في هذه المناطق واستقبالهم في مقر الولاية وكأنّهم جاؤوا في نطاق برنامج الأممالمتحدة للنهوض بالشعوب الفقيرة الإفريقية والآسيوية. ماذا عن تطبيق القانون الأمر عدد 3449 لسنة 2008 المؤرخ في 10 نوفمبر 2008 الفصل 16؟ الدعوة إلى انتداب طبيب عيون نظرا لعدم استمراريّة العمل في الحالات الإستعجاليّة وذلك لوجود طبيب واحد، انتداب طبيب جلديّة، طبيب أعصاب والضرورة الأكيدة إلى طبيب أشعة. متى يقع استغلال آلة التصوير بالصدى والتي تسلّمها المستشفى منذ ست سنوات؟ هل كتب عليها هي الأخرى أن تعيش في الظل مثل أهالي الولاية؟ ولعلمكم أنّها تجاوزت مدّة الضمان ولربّما تجاوزتها التكنولوجيا والسبب عدم وجود طبيب أشعّة. والعكس صحيح فإنّ وجد الطبيب غابت المعدّات. هذا حال وضعية طبيب مختص في تحاليل الخلايا الذي انتدب في بداية هذه السنة، فبتوفّر هذه المعدّات نجعل المستشفى الجهوي بالكاف قطبا لنوعيّة هذه التحاليل مشعّا على الولايات المجاورة وهكذا يكون لهذا الإختصاص مردوديّة فعليّة. تقادم آلات المخبر ونقص أعوانه وزد على ذلك عطب آلة تحاليل الأملاح وعدم مصداقيّة النتائج لعدّة أنواع من التحاليل. فالرجاء تجسيم الوعود والخطاب المعلن على أرض الواقع بتوفير الآلات الموعودة فمن غير المعقول وجود طبيب مختص في الغدد منذ أكثر من عامين دون توفير آليات العمل، مع العلم أنّ المخبر كان يقوم بهذه التحاليل في السنوات السابقة. نقص الأعوان الفادح في المخبر على غرار بقيّة الأقسام الراجع إلى شحّ الانتدابات وعدم تعويض المتقاعدين والأعوان المتوفين. لماذا لا يقع الأخذ بتوصيات تقرير المتفقد الجهوي للصحة بالكاف في ديسمبر 2009 وتقرير متفقدي وحدة المخابر البيولوجية الطبية في أفريل 2008؟ متى سيقع تهيئة وحدة بنك الدم بتوفير مقر مستقل عن المخبر وتزويدها بالإطار شبه الطبي المستقل والعمل بمنشور 11 أكتوبر 2005 المتعلّق بضبط الشروط الفنيّة لسير هياكل الدمّ؟ لماذا لا نعمل بتوصيات تقرير مدير الوحدة المركزيّة لنقل الدم وبنوك الدم على إثر زيارة التفقّد 2007؟ متى يقع استغلال قسم جراحة العظام بعد إقراره من طرف اللجنة الطبية ومجلس المؤسسة؟ إنّ الضرورة الاستعجاليّة لفتح هذا القسم بإطاره شبه الطبّي المنتدب الجديد دون المسّ بأعوان الأقسام الأخرى ووجود ثلاثة أطبّاء اختصاص في جراحة العظام وتجنّب الإكتضاض والعدوى السريرية في قسم الجراحة العامة الذي يأوي حاليا دون مرضى الجراحة العامة كبار وصغار مرضى المجاري البولية مرضى جراحة العظام ومرضى الحروق دون الفصل بين ماهو »خمجي« ونظيف كلّ هذه مبرّرات لفتح هذا القسم وتدعيمه بالمعدّات الضروريّة وأسرة متحرّكة وموارد بشريّة مع العلم أنّ القسم موجود وشاغر حاليا مهيأ ومجهّز بأسرة عاديّة. ضرورة بعث قسم استعجالي جديد بكل المقاييس الحديثة نظرا لعدم قدرة الإستعجالي الحالي لتوفير خدمات ترتقي لطموحات أهالي الكاف ولكم حجم النشاط لسنة 2007، 65 ألف حالة ❊ سنة 2008، 67 ألف حالة ❊ سنة 2009 76 ألف حالة أي بمعدّل 208 حالة يوميّا ونلاحظ أنّ عدد الوافدين لقسم الإستعجالي في تزايد من عام إلى آخر وهو خير دليل للنهوض بهذا القسم وبتشييد قسم جديد. متى تنطلق أشغال بناء وحدة اSMURب التي اطّلع على مثال بنائها السيد الوزير في زيارته الأخيرة والمقرّرة بداية أشغالها في أوت 2009؟ يبدو أنّ حظوظ ولاية الكاف ضئيلة ليس في باب التنمية والصحة فقط بل حتى في باب الإرتقاء المهني ففي آخر دورة للإرتقاء بالملفات لرتبة ممرّض رئيس كان حضّ أعوان الولاية ثلاثة أعوان وهو ما اعتدنا عليه في كلّ أصناف الإرتقاء. أخيرًا وليس آخرا هذا الجرد الموجز لأهم الإشكاليات المعيقة للنهوض بالخدمات الصحية بالجهة يضيء الطريق للوزارة والدولة من أجل وضع إجراءات مصاحبة تكون كأحسن هديّة تقدّم بمناسبة مئوية المستشفى في انتظار التأهيل الشامل والحقيقي للقطاع.