في مثل هذا اليوم من السنة الفارطة فارقنا أخ عزيز علينا فقدناه وهو في عزّ العطاء، فقدناه والجهة في حاجة إلى أي نقابي مهما كانت مسؤوليته ومهما كانت مساهمته في الفعل النقابي، فقدنا الأخ المرحوم محمد هادفي قنيش بعد مرض عضال ألم به ولم يمهله طويلا. لقد تحمّل الأخ المرحوم محمد هادفي المسؤولية النقابية بكل روح ونضالية سواء كان ذلك على المستوى القطاعي في النقابة الأساسية والنقابة الجهوية للتعليم الأساسي أو على المستوى الجهوي كعضو بالمكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل بتوزر ثمّ كاتبا عاما له وكان دائما محل تقدير واحترام من جميع زملائه والكل يشهد بذلك. لقد فقدنا أخًا لم يدخّر أي جهد في جميع المحطّات للحفاظ على وحدة الصف النقابي والاستماتة في الدفاع عن المطالب المشروعة للعمّال وصيانة مكاسبهم. لقد عرفناه مفاوضا مقتدرًا حريصا على تحقيق المزيد من المكاسب ولقد نجح في جميع الملفات التي خاضها فنذكر على سبيل الذكر لا الحصر ملف عمّال »صوداد« وملفات بعض النزل في الجهة. إنّ تحلّيه بكل هذه الخصال النبيلة وتشبعه بالحس النقابي وتسامحه مع من يشكّك في قدراته جلب له احترام النقابيين على المستوى الوطني فكان تتويجه بالتوسيم في غرّة ماي 2003. لقد كان فقيدنا دائما متفائلا ومرحا ومتتبعا للمسيرة النقابية بالجهة وذلك رغم مرضه ومعاناته ناهيك وأنّه وفي الأسبوع الذي سيفارقنا فيه كان يتابع بكل دقة سير المؤتمرات وأبى إلاّ أن يشرف على اجتماع المكتب التنفيذي الجهوي في إحدى المرّات التي كان فيها متواجدا بالجهة في فترة نقاهة. سنة كاملة تمرّ اليوم على رحيله وروحه مازالت بيننا وإنّنا وبهذه المناسبة نعاهدكم بأن نسير على خطاه وبأن نحافظ على الإرث الذي تركه وسنعمل على تطويره وذلك في سبيل المحافظة على مكاسب الشغالين بالجهة والسعي لمزيد الإحاطة بمشاغل العمّال والتحلّي بالروح النضالية وذلك وفاء لروح فقيدنا العزيز ولأرواح جميع شهداء الحركة النقابية وعلى رأسهم مؤسس الإتحاد العام التونسي للشغل الزعيم النقابي والوطني فرحات حشاد. رحم اللّه فقيدنا وأسكنته فراديس جنانه