) Massacre (Haymarket في ولاية »شيكاغو« في عام 1886, عندما اطلق أفراد شرطة »شيكاغو« النار على عدد من العمّال أثناء إضراب عام مطالبين بحدّ أقصى لعدد ساعات اليوم الواحد لا يزيد عن ثماني ساعات، وقد راح ضحيّة تلك الحادثة العشرات من أولئك العمال. في عام 1904, ناشد المؤتمر الاشتراكي الدولي، الذي عقد في »أمستردام« تظاهر كافة المنظمات الاشتراكية والديموقراطية واتحادات العمال من جميع الدول في الأول من ماي من أجل وضع حدّ أقصى لساعات العمل اليومي لا يزيد عن ثماني ساعات، من أجل مطالبات طبقة »البروليتاريا، والسلام الدولي« ولأن أفضل طريقة للتظاهر هي بالإضراب، طالب المؤتمر بأن »يكون إجباريا على منظمات البروليتاريا من جميع الدول أن لا تعمل في الأول من ماي، إلا إذا كان هنالك ضرر واضح على العمّال«. في الجانب الآخر من العالم، ناضل تجمع »الستونماسون« (Stonemason Society) فيما كان يسمى آنذاك مستعمرة »فيكتوريا«، والتي تسمى الآن ولاية »فيكتوريا باستراليا« للحصول على يوم الثماني ساعات عمل، وهو ما كان بمثابة إنجاز هام في بدايات عمل نقابات العمال بحلول 1856, حصد العمّال »الأستراليون« ما زرعه تجمع »الستونماسون«، ففي نفس السنة، تم الاعتراف بتلك المطالبات في ولايات »نيوساوث ويلز« وبعدها »كوينزلاند« في عام 1858, وولاية جنوب استراليا في 1873. أقيم نصب تذكاري في »ميلبورن« نحتت عليه الأرقام 888, وتمثل ثماني ساعات للعمل اليومي، وثماني ساعات للاستجمام، وثماني للراحة. عيد العمّال لطالما كان محل اهتمام بالنسبة للعديد من التقدميين وقد شهد مذابح ارتكبت بحق مشاركين، مثلما حصل في 1977 ب»تركيا«. ❊ إجازة رسميّة الأوّل من ماي إجازة رسمية في عدد كبير جدا من بلدان العالم ولكن الإحتفالات به في الولاياتالمتحدة تتنوع في شكلها من منطقة لأخرى، فمن أجل فك الارتباط بين العمّال الامريكيين ونظرائهم من بقية دول العالم وخاصة التقدميين، فضّلت الولاياتالمتحدة أن يكون الاحتفال بعيد العمال في أول يوم إثنين من كل سبتمبر بدلا من الأول من ماي وقد تمت محاولات عدة من أجل ان يتوافق موعد العيد مع باقي دول العالم، ولكنها فشلت جميعها في عام ,1958 جعل الرئيس الأمريكي »ايزنهاور« من الاول من ماي عيد الولاد وعيد القانون Loyalty Day) (Law Day. بالرغم من الاحتفال الرسمي في بداية سبتمبر بالعيد، فإنّ ثمّة بعض النقابات في الولاياتالمتحدة، خصوصا المتواجدة في الضواحي، التي عادة ما تشهد دعما أكبر من قبل قاطنيها من العمال للنقابات، حاولت الحفاظ على التواصل مع حركات العمال في العالم وذلك من خلال احتفالهم غير الرسمي بالأول من ماي، أحد أهم الامثلة على ذلك، تجلّى في ما يعرف بالكساد العظيم إبّان ثلاثينات القرن العشرين عندما تجمهر آلاف العمال وتظاهروا في الأول من ماي في ميدان اتحاد »نيويورك« .(Union Square New York's) كذلك ايضا فعلت »كندا« حيث أعلنت حكومة رئيس الوزراء »جون سبارو ديفيد تومسون« (John Sparrow David Thompson) منذ عام 1894 بأن أول يوم إثنين من كل سبتمبر هو عيد العمال الرسمي في »كندا«. يعود بدء الاحتفال بعيد العمال في »كندا« الى ثورة عمال مطبعة عام 1872 بإقليم »تورونتو«، حين حاول العمال تحديد عدد ساعات العمل الأسبوعية ب »54 ساعة« في ذلك الوقت، كان النشاط النقابي غير قانوني وكان منظموه يزج بهم في السجن. وقد أدت مظاهرات الاحتجاج في النهاية برئيس الوزراء حينها »جون أي، ماكدونالد« (John A.Macdonald) إلى إبطال قوانين حظر النقابات وضمان حقّ النقابات في التنظيم. وفي الهند نظم أول عيد للعمال برعاية حزب العمال »الكيساني« ( party Labour Kisan في هندستان، وذلك في 1 ماي .1923 أما في اليابان فإن الحكومة اليابانية لا تعترف بعيد العمال كعيد رسمي. ولكن لأن الاول من ماي يقع ما بين عطلتين رسميتين، فإنه يعتبر يوم إجازة بالنسبة لكثير من العمّال اليابانيين، كما أنّ العديد من أصحاب العمل اليابانيين يعطون عمالهم إجازة في ذلك اليوم. العمال في اليابان يأخذون الأول من ماي كإجازة عمل ليس من أجل الخروج في مسيرات في الشوارع وللتجمع في النقابات، بل من أجل قضاء عطلة قصيرة في الثقافة اليابانيّة، أن تأخذ بعض الأيام لتتمتع بإجازة يعد سلوكا غير مقبول. ❊ مسيرات ومظاهرات في يوم العيد، عادة، تنظم أهم النقابات العماليّة مسيرات ومظاهرات في »طوكيو، أوساكا وناغويا في 2008«، خرجت مسيرة نظمتها إحدى أكبر الاتحادات العماليّة ووصل عدد أفراد المسيرة الى 44 ألفا كما في الولاياتالمتحدة فإن ثمّة محاولات لتغيير يوم العيد من أجل تحييد العمّال اليابانيين عن زملائهم في بقية دول العالم. في البرتغال، كان النظام الفاشي الدكتاتوري يقمع بقسوة احتفالات الأول من ماي، ولكن منذ عام 1974, يحتفل دوريا بتلك المناسبة بتنظيم عدد من الاحزاب السياسية اليسارية من خلال مسيرات ومظاهرات، لقد غدا الأوّل من ماي فرصة لبعض جماعات العمّال للتعبير عن عدم رضاهم عن أوضاع العمل. في إيطاليا، أوّل احتفال بعيد العمال في إيطاليا كان عام 1890. لقد بدأ الأمر كمحاولة للإحتفال بإنجازات العمال في نضالهم من أجل حقوقهم ومن أجل الوصول إلى أوضاع إجتماعيّة وإقتصادية أفضل ولكن النظام الفاشي ألغى كل ذلك، بيد أن الاحتفالات عادت للظهور فورا بعد الحرب العالميّة الثانيّة. يعد عيد العمّال عيدا مهما جدا في إيطاليا كما يعتبر »كونشيرتوديل بريمو ماغيو« (Concerto del Primo Maggio) »حفلة الأول من ماي« التي تنظمها النقابات العماليّة الإيطاليّة في »بيازا سان جيوفاني« (Giovanni piazza San ) اكبر مظاهر الاحتفال. يحضر تلك الاحتفالات أكثر من 300 ألف شخص كل عام، ويتخللها مشاركة فرق موسيقيّة مشهورة يتمّ بثّ تلك الاحتفالات في القنوات التلفزية الإيطاليّة المعروفة. في »السويد، فنلندا، النرويج وآيسلندا«، يعتبر عيد العمال عطلة رسميّة، وحدها الدانمارك لا تعد عيد العمال عطلة رسميّة. أمّا في روسيا فقد كان يحتفل بالأول من ماي بشكل غير قانوني حتّى اندلاع ثورة فيفري التي سمحت بأوّل احتفال في عام ,1917 بعدها أصبح عيد العمال مناسبة رسمية مهمة في الاتحاد السوفياتي، يحتفى بها بإقامة مسيرات شعبية في أهم المدن. ابتداء من 1992, أعيد تسمية العيد »يوم الربيع والعمّال« ,(The Day of Spring and Labour) ومازال مناسبة مهمة في روسيا حتى الوقت الحاضر. ومما يلاحظ في السنوات الأخيرة، ان العديد من الحركات المناهضة للرأسمالية تستغل الأول من ماي لتنظيم المسيرات الاحتجاجيّة، وقد حصل ذلك بشكل خاص في كل من »لندن، غلاسغو، إدينبيرغ ودونكاستر بالمملكة المتحدة«، في مدينة لندن نتج عن تلك المسيرات اشتباكات بين أفراد الشرطة والمتظاهرين في عام 2000, أدت صدامات خلال مظاهرات مشابهة الى أحداث شغب تجسدت في تكسير أحد فروع محلات »ماكدونالدز«.