مساهمة منها في الأنشطة الخاصة بشهر التراث، اتحدت جمعيات جزيرة جمعية التنشيط الثقافي وجربة الذاكرة وجمعية صيانة جزيرة جربة في تنظيم ندوة علمية بعنوان »التراث ومستقبله في جزيرة جربة« وتكريم الدكتور ذائع الصيت في كلية الآداب 9 افريل بتونس ومؤسس الدراسات الخاصة بالمذهب الاباضي بالبلاد التونسية ابن الجزيرة فرحات بن علي الجعبيري عن مجمل أعماله وذلك يوم السبت 15 ماي بالمركز الثقافي والسياحي المتوسطي بالمدينة، بحضور المحتفى به وأساتذة تقدموا بمداخلات وجمهور لا بأس به من حيث العدد. فقرات الأمسية افتتح الجلسة السيد زهير تغلات ووضع المناسبة في اطارها ثم نوّه بروح التعاون التي أثمرت الأمسية بين الجمعيات الآنفة الذكر وبعد ذلك نوّه بخصال الدكتور الجعبيري وخاصة اضافاته المعرفيّة حول المذهب الإباضي بجزيرة جربة التي تعتبر أحد أو أكبر تجمع لمتبعيه بتونس. وتلا ذلك شريط قصير أنجزته وحدة البحث والتوثيق بجمعية الصيانة حول أشغال الترميم المنجزة من قبلها لعدد من المساجد التاريخية، حفظا لها من الانهيار والتلف الى جانب عدد من المعالم المميزة الأخرى كدور الحياكة ومعاصر الزيت تحت الأرض. وتناول الكلمة المدير الحالي للجمعية السيد الناصر بوعبيد ليتقدم برؤية الطرف المسؤول عنه للتراث ومستقبله في الجزيرة والتي تعتمد أساسا على التصدي الحازم لكل أشكال طمس الخصوصية التراثية بكل مكوناتها، وكانت الفقرات الثلاثة الموالية، مداخلات قدمها كل من ساسي بن يحياتن والسيد بشير بن غازي والسيد فتحي بوعجيلة. كلمة الجعبيري اختار المعني بالأمر مداخلة بعنوان »مستقبل البحث العلمي في شأن التراث الإباضي«، وقد وصفه بالمبشر بكل خير، اذ أن سكة البحث فيه تسير في طريق جيد، خاصة في مستوى البحوث والأطروحات الحالية الجامعية، التي هي بصدد تناول ودرس كل ما يعثر عليه من مخطوطات وآثار لهذا التراث العريق لا فقط بتونس ولكن بالجزائر والمشرق وخاصة بسلطنة عمان، حيث تعتبر المدرسة التونسية مدرسة عمل وفضل، واضافة جد مفيدة وذات صيغة علمية معرفية غاية في الدقة والعقلانية الديكارتية المتحرية، وقد قدّم أمثلة حيّة لعناوين مواضيع بحوث تجرى حاليا كما أنه يتم حاليا نفض الغبار عن التراث الإباضي لفرقة مستاوة (النُكّارْ) المرادف الثاني للإباضية الوهابية التي يدافع عنها هو بالذات من خلال مجمل أعماله. زيارة مواقع في اليوم الثاني من التظاهرة تم تنظيم رحلة استطلاعية وجولة ميدانية لزيارة بعض المعالم الأثرية بالجزيرة، وهي على التوالي: جامع البرداوي، جامع ولحي، حوانيت الحياكة بوادي الزبيب، حانوت الصقال بمعامل الفخار بقلالة، جامع فوزر، معصرة بن يحياتن وجامع الباسي. نشير أخيرا الى انه وخلال حصة إلقاء المحاضرات، تم عرض مجموعة من الكتب ألفها الدكتور الجعبيري ونشرت في تونس وأخرى بسلطنة عمان، كما تم عرض كتاب للسيد علي البوجديدي، الناشط بالجمعية، هو عبارة عن بحث معمق لنيل الدكتورا، تزامن في السنة الماضية مع الاحتفال بعلي الدوعاجي، عنوانه »السخرية عند علي الدوعاجي مفهومها وتجلياتها«.