- دعا نائب الامين العام للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين والمفتي العام لسلطنة عمان الشيخ حمد بن حمد الخليلي في سلسلة من المحاضرات القاها في تونس الى تجاوز الخلافات المفتعلة بين المسلمين بسبب تعدد المذاهب والفرق والاجتهادات الفقهية والدينية. وأورد مفتي عام سلطنة عمان وهو من اهم المرجعيات العلمية والفقهية لأنصار المذهب الأباضي في العالم الاسلامي بما في ذلك في تونس -الجزائر وليبيا ان «المسلمين باتوا اليوم مقسّمين ومشتتين ويتورطون في معارك تضعفهم لأسباب عديدة من بينها بعض المعارك التي لا مبرر لها بين أتباع مختلف المذاهب والخلافات في بعض الاجتهادات التي كان العلماء في العهد الاسلامي الأوّل لا يضخمونها ويؤمنون بأن خلافات المسلمين رحمة.. لكن الأوضاع الحالية لمناطق عديدة في العالم الاسلامي تؤكد استفحال الفرقة التي لا مبرّر لها حتى كاد يصحّ علينا الحديث النبوي الذي يشير الى عهد تتمزق فيه الامّة الاسلامية الى اكثر من 70 فرقة».. تجربة الدولة الرّستُمية وأشار الشيخ حمد بن حمد الخليلي في حوارات نظمت معه في جامعة الزيتونة بحضور الدكتور الجليل سالم رئيس الجامعة والدكتور فرحات الجعبيري استاذ الحضارة في الجامعة التونسية الذي أعد رسالتي دكتوراه مرحلة ثالثة ودولة عن تاريخ الاباضية في المغرب والمشرق العربيين الى ان « تجربة الاباضية وعلمائها في التاريخ الاسلامي تؤكد انهم كانوا مع التسامح والاعتدال « واستدل بتجربة الدولة الرستمية في شمال افريقيا ( 777 - 909 م) التي كان قادتها من انصار المذهب الأباضي» وكانوا مثالا للتعامل السلمي مع خصومهم مثلما تؤكده الوثائق التاريخية». رموز العلماء المعتدلين كما استدل الخليلي بمجموعة من الاعلام المعتدلين من رموز المذهب الاباضي في تونس وليبيا والعراق وسلطنة عمان مثل العلامة الكبير المصلح الوطني الشيخ سليمان الباروني في ليبيا والدكتور فرحات الجعبيري في جربة .وكان الشيخ حمد الخليلي ألقى سلسلة محاضرات في جامعة الزيتونة بحضور رئيس الجامعة والسيدين راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو والمستشار الثقافي الايراني بتونس الاستاذ الصادق الرمضاني وهو من بين الناطقين بالعربية والمختصين في الفكر العربي الاسلامي. تالشريعة والدستور كما ألقى مفتي عام سلطنة عمان بمناسبة زيارته الى تونس سلسلة من المحاضرات أمام مئات من المثقفين ورجال الأعمال والشبان في مقر جمعية «تواصل» التي يرأسها الدكتور فرحات الجعبيري وفي جامع «الهنتاتي» في العاصمة تونس جوار جامع الزيتونة وجامع « الشيخ « بجزيرة جربة بحضور ثلة من الشخصيات العلمية التونسية بينها الدكتور فرحات الجعبيري والشيخ يونس بن شعبان والاستاذ محمد المنصف الباروني. وقد حضر الشيخ الخليلي الحوار الذي دار في جامعة الزيتونة بين السّيدين راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو من جهة وعدد من الجامعيين والطلبة والمثقفين من جهة ثانية حول قرار حركة النهضة عدم المطالبة بإدراج «الأحكام الشرعية» في الدستور القادم لتونس والاكتفاء بالفصل الأول من دستور 1959 الذي ينص على أن تونس دولة حرة مستقلة «الإسلام دينها والعربية لغتها والجمهورية نظامها». بين تونس وسلطنة عمان وألقى نائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين بالمناسبة محاضرة عن علم الأصول في الإسلام تمّيزت بالتأكيد على مقاصد التشريع الإسلامي التي تدعو الى الاعتدال والتسامح والوسطية والى وحدة صف المسلمين وتجنب الخصومات والتشرذم والصّراعات الهامشية تحت يافطات مذهبية وإيديولوجية . يذكر انّ مئات من الطلبة العمانيين يدرسون حاليا في الجامعة التونسية العمومية والخاصة بعضهم في مرحلة إعداد الدكتوراه وقد تحسّن مستوى التعاون العلمي والتربوي بين تونس وسلطنة عمان بعد الثورة، علما أن زيارة الشيخ الخليلي الى تونس هي الاولى من نوعها منذ 1988.. بالرغم من العلاقات المتطوّرة بين البلدين في مجالات التعاون الفني وانتداب رجال التعليم والتعليم العالي التونسيين للتدريس في سلطنة عمان. كمال بن يونس