رأس الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد وفد الاتحاد الى مؤتمر الكنفدرالية النقابية العالمية في دورته الثانية الذي انعقد «فانكوفر» لكندا من 21 الى 25 جوان 2010 وقد ألقى كلمة في المؤتمر بيّن فيها ان أنظار العالم تتجه نحو «فانكوفر» متطلعة الى موقف نقابات العمال من الازمة الراهنة التي تعصف بالاقتصاد العالمي. لقد أعطى مؤتمرنا التأسيسي منذ خمس سنوات بعض الأمل الى الشغيلة العالمية بتوحيد الحركة النقابية العالمية ردا على عولمة الاقتصاد. فأية رسالة سنوجهها اليوم الى عمال وشعوب العالم لتعزيز ثقتهم في قدرتهم على مجابهة قوى الرأسمالية العالمية والدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم؟ لقد كان لاتحادنا العالمي مساهمة قيّمة في صياغة الميثاق العالمي للتشغيل الذي تبنته منظمة العمل الدولية، وبرغم أهمية هذا الميثاق كأداة توافق عالمي لمواجهة الأزمة فإن الشغيلة العالمية تنتظر منا استراتيجية عمل مجدية لوقف حالة التدهور الاجتماعي التي تفرزها الازمة وتطوير أشكال راقية للتضامن النقابي العالمي في اطار جبهة اجتماعية عالمية مناهضة للنمط الليبرالي المجحف. لقد تناول الرفيق «قاي رايدر» في تقريره العام مجمل هذه التحديات مقدما لنا مقترحات جيدة لرسم معالم المستقبل، واذ أشكره على هذه الوثيقة الجوهرية التي تتوج مسيرته النضالية الموفقة، فإني أؤكد ان الانتقال من الازمة الى العدالة العالمية يتطلب مراجعة لعديد المفاهيم السائدة ومنها ان العولمة هي مصدر ثراء دائم للبلدان المتقدمة وما على البلدان النامية الا مجاراة هذا النسق العالمي. لقد انهارت هذه المقولة تحت وطأة الازمة واصبحنا جميعا نواجه مشاكل المديونية والبطالة وتقلّص فرص العمل وتراجع الحماية الاجتماعية وهو امر يحتم علينا التفكير بلغة واحدة من اجل ارساء نظام اقتصادي عالمي جديد يرتكز على التكامل بين الشمال والجنوب عوضا عن منطق التبادل التجاري غير المتكافئ الذي تقوده الشركات المتعددة الجنسيات في اطار سعيها المحموم لنهب ثروات الشعوب والتلاعب بمعايير العمل الدولية. وإذ تظلّ بلدان الجنوب بحاجة الى حوكمة عالمية جديدة تضمن لها مسايرة التقدم العالمي فإن القارة الافريقية على وجه الخصوص تحتاج الى وقفة دولية حازمة وتضامن نقابي عالمي حقيقي لمساعدتها على التخلص من الفقر بما يحمي شبابها من مخاطر البطالة والهجرة السرية وغيرها من الآفات. كما أن المنطقة العربية بحاجة الى اهتمام خاص لمصاحبة النقابات وقوى المجتمع المدني في نضالها من اجل احترام الحقوق والحريات النقابية ودعم التحولات الديمقراطية بالبلدان العربية، واذ ندعو الى تنفيذ التوصيات الصادرة عن الاجتماع الهام الذي عقده الاتحاد النقابي العالمي بمنخرطيه العرب منذ شهرين بتونس بهدف خلق ديناميكية نقابية جديدة بالمنطقة، فإننا نؤكد على ضرورة الاسراع بتحويل مكتب عمان الى ممثلية اقليمية وارساء مرصد للحقوق النقابية بالمنطقة واعتماد اللغة العربية في مختلف الوثائق والاجتماعات وتخصيص فضاء داخل هياكل الاتحاد النقابي العالمي لتبادل الآراء والخبرات بين النقابات العربية. غير انه يجب الاعتراف بأن الاحتلال يشكل عائقا امام التنمية والديمقراطية بالمنطقة العربية مما يحتم على قوى السلام في العالم وفي مقدمتها حركتنا النقابية اتخاذ مبادرات عملية لإدانة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة ضد الشعب الفلسطيني وآخرها الهجوم الوحشي على أسطول الحرية. إن الاحتلال الاسرائيلي هو اليوم عبء ثقيل على المنطقة العربية وعلى العالم بأسره، وعلينا ان نوحّد جهودنا لتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة فضلا عن تحرير أراضي سوريا ولبنان واحترام سيادة العراق بما يدعم الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط. وختاما نأمل ان يكون مؤتمرنا الثاني خطوة هامة الى الامام على درب تعزيز التضامن النقابي العالمي وتطوير برامج التعاون بين اتحادنا العالمي ومنخرطيه في كافة القارات بما يتيح لاتحادنا البروز في صورة منظمة نقابية عالمية موحدة وقوية ومصممة على الدفاع عن قيم المساواة والعدالة في العالم.