مع نهاية شهر جوان تكون حمى الامتحانات و الاستعداد لها قد شهدت انخفاضا ملحوظا بعد أن أميط اللثام عن أغلب نتائج الامتحانات و لم يبق منها إلا القليل. و نظرا لما تحتله حركة النقل من أهمية كبيرة في حياة الكثير من الأساتذة إذ هم يعيشون عذاب التنقل كل يوم أو كل أسبوع من مقر سكناهم الأصلي إلى مقر عملهم مما يجعلهم يعيشون عدم الاستقرار الاجتماعي فضلا عن المصاريف المادية من كراء و تنقل أرهقت جيوبهم طفا هذا الموضوع على السطح و غدا الخبز اليومي في الساحة النقابية بالجهة لكل من يهمه الأمر. و في هذا الإطار اتصلنا بالأخ الحبيب الأرقش عضو اللجان الإدارية المتناصفة فأجابنا مشكورا: » إن المقاييس المعتمدة من قبل وزارة التربية في حركة النقل في ظاهرها موضوعية و خاصة في الحركة الرسمية و لكن إذا تعمقنا في قراءة منظومة حركة النقل لوجدنا أن آليات الحركة تغيب الكثير من الحقائق و خاصة منها الشغورات التي تحدد عدد الأساتذة مما يجعل هذه الحركة بعيدة عن حاجيات كل جهة أكان ذلك في الحركة الرسمية الأولى أو الثانية والتلاعب الكبير في الحركة يكون بما يسمونه المتابعات حيث نرى مثلا في جهة صفاقس عدد الأساتذة الذين ينتقلون من مركز إلى آخر يفوق بكثير المنتقلين داخل الحركة الرسمية بطرق أغلبها تكون على حساب مستحقيها. لقد طالبنا على امتداد السنوات الماضية بتطبيق معايير موضوعية في ترتيب الأساتذة الراغبين في النقلة و الرجوع إلى هذا الترتيب كلما حصل شغور و تمكين الذين لم يتحصلوا على النقلة حسب الأولوية استنادا إلى هذا الترتيب، إلا أن العملية لازالت تطبق حسب أهواء من بيده الحل و الربط و نرى أساتذة يتحصلون على مراكز ذي أفضلية على حساب زملاء لهم هم أحق بها. و سنحاول كلجان إدارية متناصفة التدخل من جديد لإصباغ الحركة بأكثر من العدالة والشفافية و خاصة تجاه الأساتذة الذين يتمتعون بنقلة لا يستحقونها نتيجة الولاءات أو التدخلات. إن حركة نقل أساتذة التعليم الثانوي تكتسي أهمية بالغة عند العديد منهم و خاصة من لهم أقدمية تصل إلى 17 سنة بعيدا عن مقر سكناهم الأصلي و ذويهم و يأملون استقرارا اجتماعيا و ماديا فضلا عن عديد الحالات الإنسانية الحقيقية و التي يستغلها البعض في تمرير ملفات ملفقة لبلوغ مآربهم«. الأخ المنصف بن حامد عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس فقد قال لنا: " إن الحركة الوطنية و تقريب الأزواج التي خرجت نتائجها بتاريخ24 جوان الماضي كانت دون المؤمل ولم تتجاوز 10٪ إجمالا و على ضوء الهرم النهائي ننتظر إنجاز حركة أخرى بعنوان تقريب الأزواج وحركة وطنية في دورتها الثانية في موفى شهر جويلية و نأمل أن تكون نتائجها مرضية حتى نتمكن من تلبية رغبات العديد من الأساتذة. و قد وردت علينا عديد المطالب استعدادا لحركة النقل الجهوية و سوف نعمل جاهدين على تكريس العدالة و الشفافية بعنواني الحركة النظامية و حركة تقريب الأزواج و سوف يقع الترتيب تفاضليا بين كل الراغبين في النقلة، و المجموع والشغورات هما المحددان في نتائج الحركة، و الأخذ في دورة أخيرة بتحديد نسبة معينة لبعض الحالات الإنسانية الحقيقية) مرض السرطان و الذين يعانون من أمراض مزمنة أو حالات اجتماعية حادة و حارقة ( و نظرا لأهمية حركة النقل و المآسي التي يعيشها بعض الزملاء و ما يتكبدونه من ضرر بدني و مادي فالنقابة وجب عليها أن تكون جهاز رقابة لكل التجاوزات و الانحرافات التي قد تحصل و تضر بالتالي بمصداقية و شفافية الحركة لأن أغلب الأساتذة يراهنون على الطرف النقابي رهانا أساسا لتكريس الديمقراطية و العدالة بين كل الأساتذة في كل المواد بعيدا عن المحسوبية والانتهازية و بعض الممارسات التي تحبط عزائم الكثير خلال سنوات دراسية تبذل فيها أقصى مجهودات لفائدة الناشئة.