بين بطحاء سيدي عبد القادر الشلاّخي قبالة مقرات جمعية صيانة جزيرة جربة ومركزها للتوثيق، والقاعة الكبرى للعروض بالمركز الثقافي السياحي والمتوسطي بمدينة حومة السوق، تجسمت ومن 4 جويلية الى 9 منه، فعاليات الدورة الثانية للأيام الثقافية بجربة، بإشراف من هيئة شبابية من الطلبة والمتخرجين القدامى يقودها كل من محمد بن غازي وسهام ڤوجة وعبد الحكيم بدير، رغبة منهم في تحريك الساحة وايجاد نوع من التنشيط يخرج عن النمطية. برنامج متنوع واحتوى الأمر على مجموعة من الفقرات هي الموسيقى والمقطوعات العالمية، الرسم الفني، العروض السينمائية للأشرطة القصيرة خاصة، والتصوير الفوتوغرافي، وقد تمت بالتعاون مع جمعية التنشيط الثقافي والجمعية المشار إليها سابقا، والبلدية والجامعة التونسية لنوادي السينما والجامعة التونسية للسينمائيين الهواة، وسعى المنظمون الى التوجه مباشرة للجمهور بدعوته لحضور الورشات والمشاركة في الابداع وتعلم التقنيات المخبرية والرقص على ايقاع الآلات الموسيقية الغربية التي عزفت الأغاني الخالدة لعدد من رواد الأغنية العالميين، دون تمييز في الجنس أو العمر، وكانت جميع العروض مجانية. وجاء حفل الافتتاح في شكل عرض فرجوي موسيقي أمنته فرقة فيصل بن عطية (أخ نجاة عطية) وبحضور الفنان الشعبي الحبيب الجبالي كفيف شرف، وجاء المشهد في شكل مقطوعات وهي »الطبل« و »الدربوكة« و »القانون« و »الأورغ« و »الغيطة أو الزكرة نصف قطعة« وتم اسماع الجمهور مقطوعات من أغاني تراثية من جربة وغنى الضيف أشهر ما عرف به في مناسبات الأعراس. العروض الموسيقية تم تقديم ثمانية عروض بين »الروك« و »الراب« و »الألكترو« و »الريڤي« و »البلوز« و »الفلامنكو« و »الجاز« من انجاز فرق ومجموعات شبابية هاوية. العروض السينمائية 3 أشرطة قصيرة وثائقية لسينمائيين هواة. 12 شريطا (خياليا) 1 شريطا طويلا »سجنان« لعبد اللطيف بن عمار. 1 شريط »صيف في جربة« من انتاج ورشة السينما التابعة للأيام هذه، وكانت هذه العروض دائما مصحوبة بنقاش في النهاية يبقى الى ساعة متأخرة من الليل. الورشات والمعارض السينما وكتابة السيناريو التصوير التصوير الفني، وقد تم عرض لوحات من انجاز اطفال في بهو جمعية الصيانة وشريط سينمائي قصير من تصويرهم ايضا. جمهور شبابي الشريحة العمرية التي واكبت الفعاليات تكونت أساسا من الطلبة والتلاميذ وبعض الأولياء دون ان يكون العدد منتظم كل ليلة وقد تفاعل بإهتمام خاص مع الموسيقى العالمية المقترحة وصفق للأفلام المقدمة على شاشة كبيرة أعدت للغرض، مع الملاحظ ان اغلب الحاضرين منهم هم من المناطق المجاورة واحياء المدينة وليس جزيرة جربة في أعماق معتمدياتها الثلاثة نظرا لعدم توفر وسائل النقل العمومي ليلا، مع بعد المسافة. تعليق إن هذا العمل محاولة كانت وللمرة الثانية جادة للتميز، أبرزت رغبة صادقة وطموحا، وهو مشروع يهدف الى التأصل والبحث عن خصوصية، وهو مرشح لمزيد الترسّخ اذا ما كتب له أنه يتواصل، وقد ظهر ذلك في مجمل التدخلات التي أعقبت الحفل الاختتامي في حلقة النقاش المنظمة للغرض وشارك فيها الرئيس وكاتب عام جمعية صيانة جزيرة جربة، وتم التأكيد على ضرورة وجود خيط رفيع رابط في الخلف بين مجمل التعبيرات المقدمة للجمهور، ليشكل بذلك البعد النظري والفلسفة التي عليها أنبت هذه الايام.