تفيد البحوث والدراسات التاريخية والانتربولوجية الى أن التواجد البشري بجهة تطاوين يعود الى أكثر من عشرة آلاف سنة ويظهر هذا الامتداد التاريخي في المتحجرات التي عثر عليها في عديد الفضاءات الطبيعية والمواقع الأثرية والمناطق الكثيرة بولاية تطاوين مثل «وادي دكوك» و «وبئر عمير» و»خشم الرمان» إضافة الى الرسوم التي احتوتها بعض المغازات والتي تعود تاريخها الى حقبات ما قبل التاريخ مثل حدائق انسفري بغمراسن. كما عرفت هذه الجهة الحضارة الرومانية وشواهدها موجودة بمناطق تلالت والفطناسية وتيليباري ودقيانوس وفي القرن السابع الميلادي وعبر سهل الجفارة توافد على تطاوين الفاتحون المسلمون والعرب وفيها برزت قرى جبلية وقلاع في قمم الجبال مثل شنني والدويرات وقرماسة وحمدون ونفيق للاحتماء فيها ثم امتزج في اتلاف العرب البدو بسكان المناطق الجبلية وتأسست القصور السهلية كمخازن للمحصول الزراعي بعد التخلي عن الترحال والبداوة نسبيا. وتننقسم المواقع والمعالم الأثرية الطبيعية والثقافية التاريخية بولاية تطاوين الى عديد الحقبات منها معالم ومواقع أثرية ما قبل تاريخية، ومعالم ومواقع اثرية رومانية وقلاع قديمة، وقرى جبلية وقصور وزوايا ومساجد . وقد حظيت جميع هذه المواقع والمعالم باهتمام وزارة الثقافة والمحافظة على التراث والسلط الجهوية والمحلية حيث شرعت سلطة الاشراف منذ سنة 1993 في رصد مبلغ 60 ألف دينار لترميم القصور الصحراوية وذلك بالتعاون مع الجمعيات المختصة (كما هو الحال في قرية الدويرات)وتحت إشراف المعهد الوطني للتراث وقد بلغت الاعتمادات المرصودة من قبل وزارة الثقافة والمحافظة على التراث لترميم هذه المواقع والمعالم التاريخية والعناية بها أكثر من 400 ألف دينار وشملت 15 قصرا منها ما وقع ترميمه ترميما كاملا (كقصر العواديد وقصر الزهرة وقصر أولاد سلطان بمعتمدية تطاوين الشمالية والقصر القديم بالمزطورية بمعتمدية تطاوين الجنوبية وقصر بني غدير بمعتمدية غمراسن) أو ترميمها جزئيا (كقصور أولاء دباب وأولاد عون والمقابلة بمعتمدية تطاوين الجنوبية وقصر الحدادة وقصر الفرش بمعتمدية غمراسن وقصر أولاد محمد بمعتمدية تطاوين الشمالية وقصر أولاد بوبكر بمعتمدية البئر الأحمر وقصور العين وعون وكرشاوي بمعتمدية الصمار) وذلك من مجموع 64 قصرا بالولاية. وقد أفادنا الأستاذ علي المرموري (المندوب الجهوي للثقافة والمحافظة على التراث بولاية تطاوين) أنه تم في الايام الأخيرة إمضاء اتفاقية ترميم 7 قصور صحراوية مع مشروع التنمية الزراعية والرعوية والنهوض بالمبادرات المحلية والمعهد الوطني للتراث باعتمادات جملية تقدر ب 125 ألف دينار وستمكن هذه الاتفاقية من إحداث 3 مقاولات صغرى مختصة في ترميم القصور الصحراوية كما أشار محدثنا الى أن إمضاء هذه الاتفاقية يندرج في اطار دعم التوجهات الرئاسية السامية لإحداث مواطن الشغل والعناية بالتراث وكذلك دفع عجلة الاستثمار في مجال الساحة الثقافية مع دعوة المستثمرين الى استغلال الإمكانيات الأثرية والمعمارية التي تزخر بها ولاية تطاوين. ويذكر أنه بموجب هذه الاتفاقية سيتم ترميم قصور أولاد عون والقديم والزهرة وأولاد سلطان وأولاد عبد الواحد وأولاد محمد وقطوفة.