احتضنت مدينة »أكادير« بالمغرب الاقصى بداية شهر جوان الماضي فعاليات أول لقاء مغاربي فرنسي حول المدن والتغيرات المناخية وبحث أربعة محاور هي: الطاقة النظيفة والتهيئة العمرانية المستدامة، البناء الايكولوجي، التنوع البيولوجي الحضري، التنقل الحضري المستدام والتصرف حيال الكوارث والفيضانات. وينتظر ان يعقد لقاءان آخران الاول في الجزائر والثاني في تونس سنة 2011 وتختم السلسلة بفرنسا سنة 2012 بمناسبة الاحتفال بمرور عشرين سنة على »قمة الارض« ب »ريو جنيرو« بالبرازيل. من بين اهداف هذا اللقاء الاعلام والتحسيس ومد اصحاب القرار بآخر مستجدات البحوث والتجارب الناجحة في هذا المجال ودفع النقاش بين الخبراء لمزيد تسليط الضوء على هاته المواضيع واستخلاص النتائج المفيدة للمدن وسكانها لضمان نوعية عيش رفيعة وتنمية مستدامة ويعني هذا الاعلام بالاساس الجامعيين، الجمعيات والصحافيين بلفت انتباههم للمصاعب والرهانات التي تواجه المدن المتوسطية لتحقيق الاستدامة لنموها وتمكين مختلف المتدخلين في حياة المدن من مقارعة آرائهم وتجاربهم حول السبل العملية التي تضمن استدامة التنمية الحضرية والحثّ على دفع الشراكة بين مدن ضفتي المتوسط وتشجيع التعاون اللامركزي اي بين المدن مباشرة حول التنمية المستديمة. تجاوز عدد المتدخلين 50 من خبراء دوليين وبمشاركة تجاوزت 200 مشارك من مختلف القطاعات المهتمة بحياة المدن من ضفتي المتوسط. وتمحورت النقاشات حول مبادئ عامة من أهمها: الاستباق والتخطيط: فمدينة الغد يقع الاعداد لها من اليوم والأوكد من ذلك وضع المخططات القطاعية في مجال الطاقة والمواصلات والتنقل والبنية التحتية والمساحات الخضراء. التناسق: ضرورة البحث عن آليات عمل جديدة تتماشى والتطور المستمر للمدن وحاجيات المتساكنين المتنوعة والمتجددة باستمرار في فضاء ومساحة مهيأة سلفا لذلك. التصرف الرشيد: بما يقتضيه من وضوح في العلاقة بين الطاقم الفني الذي يتولى الانجاز والهيئات المنتخبة والتي تعبر عن رغبة المتساكنين وضرورة دعم مشاركة المجتمع المدني واعطاء المزيد من الاولوية لما هو محلي وتقنين حق المشاركة والحوار في الشأن العام مع التأكيد على أهمية تشجيع اعضاء المجالس البلدية على أخذ المبادرات الجريئة والخلاقة مع تحقيق المساواة بين السكان في مدينة مستدامة للجميع. التبادل بين المدن: ان يصبح نشاطا مستمرا وليس موسميا شاملا وليس محدودا متنوعا ومتعدد الإبعاد منفتحا على الآخرين تنتج عنه ديناميكية تنموية مستديمة مع تعميق المفاهيم حول الاشكاليات التي تواجه هاته التنمية.