غيّب الموت يوم الأحد 5 سبتمبر 0102 الزميل العزيز المولدي الحريزي طيّب اللّه ثراه ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان... كان لقائي به منذ ثلاثة أشهر خلت، رفقة الفاضل بلحاج الكاتب العام لنقابة عملة وموظفي الإتحاد وصالح بوجليدة... كان الحريزي معاتبا لكن في لطف وأخوّة، اذ تربطني به «عشرة» أمتدت على أكثر من خمس وعشرين سنة تنقلنا خلالها الى أغلب مناطق الجمهورية لتغطية أنشطة نقابية أو اجراء تحقيقات و«ريبورتاجات». الحريزي كان مشاكسا، يريد أن يكتب في مواضيع يراها هو مناسبة لكن للادارة فيها رأي آخر.. قد يغضب المولدي وقد يتغيّب ليوم أو لأكثر لكنه يعود بعدها ضاحكا بشوشًا. للعزيز المرحوم المولدي الحريزي حكايات وحكايات في عمله بجريدة «الشعب» وله في ظروف العمل وآلياته رأي وكلمة... للعزيز الراحل خصومة وتشكيات وتظّلم من غياب وسائل التبريد، الحريزي كان يطالب بمروحة فقط تجفّف بعضا من عرقه المتصبب دائما فتنقّل «الشعب» من مقر الى آخر قبل أن تستقر في مقرّ لائق بنهج علي درغوث رافقه افتقارها وحاجتها الى الأثاث الذي يليق بها كمؤسسة اعلامية صوت حال أعرق منظمة نقابية عمالية تونسية. اجتماعات التحريرلا تخلو منها واحدة لم يكن للمولدي فيها رأي حول مقال أو تحقيق نشر أو «ريبورتاج» مقْترح... الحريزي كان صديق الجميع لان قلبه لا يعرف الحقد والضغينة... كان متمسكا بحقه وبحق الآخرين وفي التمتع بالاحترام والتقدير من المتعاملين مع الجريدة من عمال ونقابيين وغيرهم، لم يكن متسامحا أبدا في أن تخدش كرامة أي واحد من أسرة جريدة «الشعب»... حبّه للاتحاد العام التونسي للشغل ولزعيمه الراحل الحبيب عاشور لا يوصف.. كان المرحوم المولدي الحريزي غيورا وعطوفا وكريما تجاه المحتاجين، كان يتألم عندما يرى عاملا مطرودا أو لحقه عسف من مشغله أو أهين من هذا المسؤول أو ذاك. لقد غيّب الموت المولدي الحريزي بعد صراع مرير مع المرض و«تلك مشيئة اللّه» لكن سيبقى اسم الحريزي بيننا نحن أسرة جريدة الشعب وسنذكره بخير... عزاؤنا نرفعه لأسرته، لأولاده ولرفيقة دربه ولكل أحبابه وأصدقائه.. وطيّب الله ثراك يا مولدي.