تعاضدية الخدمات الفلاحية بمجاز الباب المعروفة اختصارا باسم اCOSAMب تأسّست سنة 1981 ويتمثّل نشاطها الأساسي في تجميع الحليب وبيعه وفق معايير علمية وقانونيّة محدّدة، دخلت منذ فترة منعرجا خطيرا حيث تشير العديد من الوقائع والمعطيات إلى إمكانية إعلان إفلاسها قريبا هذا إن لم تكن قد أفلست بالفعل! وقد اتصل بنا عمّال الشركة وأبلغونا بحقيقة الأوضاع التي يعيشونها وتتمثّل أساسا في أنّهم في حالة توقّف اضطراري عن العمل بحكم إغلاق الشركة لأبوابها وعدم تلقّيها لمادة الحليب التي هي العنصر الرئيسي في مداخيلها ولم تبق مفتوحة سوى الإدارة التي يوجد بها موظّفان حالهما ليس بأحسن من البقيّة. كما أكّد لنا العمّال أنّهم لم يحصلوا على المنح التي يكفلها لهم القانون كمنحة الإنتاج والراحة السنوية منذ سنوات ممّا حدا ببعضهم إلى تقديم قضايا عدلية لآستيفاء حقوقهم وهي الآن من مشمولات القضاء المُختصّ. أمّا راهنًا فإنّ العمّال يشتكون من عدم خلاص أجورهم ل 3 أشهر متتالية كما لم تسدّد تعاضدية الخدمات الفلاحية مبالغ التغطية الإجتماعية لدى الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي للسنة الحالية 2010. وأمام استفحال الأمور وسيْرها نحو الأسوإ، أرسلت وزارة الفلاحة والموارد المائية لجنة لتقصّي حقيقة الأوضاع تتركّب خاصّة من خبراء في المحاسبة سوف ترفع تقريرها إلى السيد وزير الفلاحة لاتخاذ الإجراءات المناسبة فيما بعد. وبسؤالنا لبعض العارفين بالميدان عن أسباب ما آلت إليه المؤسسة المذكورة أُفِدْنا بأنّ أصل الداء ناتج عن تراكم الديون »المتبادلة« (الفلاّحون مدينون للتعاضدية وهذه الأخيرة بدورها مديونة لهم) ويبدو أنّ مديونية التعاضدية هي التي تفاقمت أكثر ممّا أدّى إلى انعدام الثقة بينها وبين المزودين من الفلاّحين الكبار خاصة الذين امتنعوا عن تزويدها بالحليب ممّا أنتج الأزمة الحالية، ومن وجهة أخرى لا يجب إنكار عامل نقص الكفاءة والخلل في التسيير. ويبقى العنصر الأضعف على الإطلاق في معادلة هذه الأزمة العمّال الذين عبّروا لنا عن عميق حيرتهم وانشغالهم إذ أنّهم لا يبصرون ولو بصيصا ضئيلا من النور في نهاية الطريق وقد دخلوا في نطاق مصير غامض يتهدّدهم ويعرض معاش عائلاتهم للخطر خاصّة وأنّ معظمهم قد تجاوز سن الخمسين وهم الآن بدون عمل ولا أجور ولا تغطية اجتماعية... أرسلوا الشكاوي في كل اتّجاه ولكن مَا من مجيب إلى حدود هذه اللحظة. * اAGROMEXب 2 ... إتفاق »توضيحي« على إثر حالة التذمّر التي أبداها العمّال من تنكّر إدارة شركة اAGROMEXب لما تمّ الإتفاق عليه في 12 جوان 2010 (راجع مقالنا المعنون: »شركة اAGROMEXب. وعود في مهب الريح« جريدة »الشعب« العدد 1094، السبت 2 أكتوبر 2010 ص 9)، انعقدت يوم الثلاثاء 5 أكتوبر الجاري بمقر الوحدة المحلية لتفقدية الشغل والمصالحة بمجاز الباب جلسة عمل ترأسها السيد رئيس الوحدة المحلية للشغل والمصالحة وحضرها الأخ حمّادي الدريدي الكاتب العام للإتحاد المحلي للشغل بالمدينة إضافة إلى السيد الرئيس المدير العام للشركة. وقد وُصفت هذه الجلسة بالتوضيحية لما تمّ الإتفاق في شأنه بمحضر جلسة العمل التي انعقدت بتاريخ 12 جوان 2010. وبعد النقاش وتبادل الآراء تمّ الإتفاق على الآتي: * ترسيم 13 عاملا من الذين يتوفّر فيهم شرط 4 سنوات مسترسلة. * تحديد النّسَبِ بالنسبة لمنحة الأقدمية لمن تتوفر فيه الشروط القانونية من العمّال بحسب سنوات عملهم بالشركة. * الإتفاق على النظر في منحة جمع الصابة والتثبّت من مستحقيها في أجل أقصاه موفى سنة 2010. ولآستجلاء حقيقة الأمر بعد إمضاء هذا الإتفاق إتصلنا بالمكتب المحلّي للشغل بمجاز الباب وبِعَدَدٍ من العمّال الذين أبلغونا آرتياحهم المشُوب بكثير من الحذر مُسجّلين عدّة ملاحظات على ما تمّ الإتفاق عليه ومن أهمّها: أوّلا: فيما يخصّ التّرسيم، يرى مصدر من النقابة المحلية للشغل أنّ إصرار الإدارة على التمسّك بفترة الأربع سنوات كشرط وحيد »ومقدّس« للترسيم فيه إلتفاف واضح على القانون وانتهاك لحقوق الكثير من العمّال حيث أنّ قانون الشغل في بلادنا يعتبر أنّ أيّ عامل قد اشتغل مدّة 24 ساعة بدون عقد عمل يدخل ضمن إطار (CDI) أي العقد غير محدّد المدّة، لذا فإنّ من يحقّ لهم الترسيم أكثر بكثير من ال 13 المقترحين! ثانيا: يبدي العمّال تخوّفًا من عدم الإلتزام بتواريخ محدّدة لتنفيذ ما تمّ الإتفاق عليه، فما عَدَا مُوفّى 2010 في مسألة منحة جمع الصابة قد ينالها العمّال وقد لا ينالونها! لا يوجد أي تاريخ لعمليّة الترسيم أو أي عمليّة أخرى. ثالثا: أفادنا الأخ الكاتب العام للإتحاد المحلّي بأنّ الرئيس المدير العام للشركة أبلغه بأنّه غير معني بمسألة المفعول الرجعي لمنح العطل الوطنية والدينيّة الخالصة الأجر وأنّه مستعد لدفع المبالغ المتخلّدة بذمّة الشركة لسنة 2010 لا غير مع إمكانية »النظر« بعين العطف لسنة 2009! وقد عبّر لنا العمّال عن خشيتهم الصريحة من أن يكون هذا الإتفاق بمثابة »المُسكّن« وأن يبقى مثل غيره حبيس الأدراج بعد أن يتمّ كما جرت العادة تزْويقُهُ بتعهّد ووعد وأعرب عن استعداده للنظر... وما لفّ لفّهَا من عبارات التسويف والإنتظار!!