في العيون المتلألئة أمل وفي الأعناق الممتدّة تنصت للشعر أمل وفي الأكفّ المتلاطمة طربًا أمل وفي الأكتاف المهتزّة أمل نعم هناك أمل وجذوة لم تخب كانوا هناك ذات أمسية جاؤوا من وراء الغيم جاؤوا ومن عميق الحبّ جاؤوا جاؤوا مساندين ومتعاطفين ومؤمنين جاؤوا للثقافة وللكتابة وللأحلام جاؤوا لدرويش وذكراه جاؤوا لنقابة الكتّاب الفتيّة وجاؤوا للأصدقاء جاؤوا من الجغرافيا وجاؤوا للتاريخ جاؤوا ليعيشوا في الكلمات وللكلمات نعم حلّق في أركان القاعة الغاصّة بالجمهور وطار مجتمعًا إلى كلّ الفضاء فامتلأ الشارع الكبير بالأحلام والذكريات وتجدّد الشباب في ذوات من خانتهم الحقيقة والعمر وترعرع الحبّ في الوافدين إلى الأحلام
كانوا طلبة جددًا وكانوا طلبة قدامى كانوا في تلك الأمسية شعراء وكتابا وحبيبات ومساندات ومناضلات ومبدعات كانوا هناك وكنّ لإنشاء الأمل نعم ومازال للأحلام متسّع
ملّوا بالتأكيد ثقافة التحنيط والكراسي الفارغة والقاعات التي لا صوت فيها غير رجع الفراغ، فجاؤوا آملين في ثقافة بديلة وصوت مغاير وطعم أزكى نعم جاؤوا حالما تأكّدوا أنّ الحلم ممكن وأنّ في الأفق إصرار على الجدّية حتى وإن تعثّرت الخُطى
إذن لأنّ حبيبتي الخضراء كلّما خلناها انكفأت على الخواء كذّبتنا وضحكت منّا في عليائها لتدفع بأبنائها وبناتها الحالمين إلى قلبها إلى قلبها الخافق بطيور المساء والمحتفل بالشعر والموسيقى وفلسطين والشباب والكتابة والحبّ رغم الثرثرة ورائحة الأمراض في بعض المحطّات
ثمّة بالتأكيد أمل لأنّ كلّ ألوان الطيف كانت هناك فقط من أجل الإبداع ودرويش كم انتعشنا وكم فرحنا وكم تداعينا مع الذكريات كم كان تواصل الأجيال رائعا في صوت يافع يقرأ شهادة لرفيق مرحلة من مراحل درويش هي حصار بيروت قرأها نيابة عن والد حجبه المرض إلى حين ثمّ سيعود متألّقا للشعر والحياة
وكم كان تواصل الأجيال رائعًا في الرؤوس المتمايلية مع الشيخ واحد يُطلّ بأنغامها على السبعينات وآخر على الثمانيات وعاشرٌ على المدرّج في التسعينات
لأنّهم كانوا جميعا هناك
شاعرات وطالبات وحالمات ومناضلات ومساندات كلّ في أبهى زينة وأجمل استعدادٍ لإحتضان الأحلام والذكريات كنت تراهم متحلّقات حول الرفاق والأصدقاء يفرحون ويتساءلون ويجدّدون الأمل ضمنا
كان شاب وحيوي يصافح الجميع ويسلّم على الجميع ويذكي جذوة الجميع من أجل الانخراط طوعا وقسرًا في سياسة الأحلام والاختلاف والأفكار