نظّم الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس يوم السبت الماضي بمقر الاتحاد الجهوي تجمعا عماليا ضدّ مشروع التقاعد الذي تقدمت به الحكومة وقد شهد التجمع حضورا عماليا ونقابيا لافتا يؤكد تمسك النقابيين والعمال بتقاعد يضمن حقوقهم المكتسبة، وشهد التجمع العام رفع عديد الشعارات الرافضة لاصلاح نظام التقاعد ورفع شعار »لا تمس تقاعدي« وقد لبس عدد من النقابيين أقمصة تحمل ذلك الشعار وتعالت الهتافات العماليّة المطالبة بحق العمال في تقاعد يضمن لهم حقوقهم. وقد أشرف الاخ محمد سعد الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم المالية والادارة على هذا التجمع العمالي وأكد أنّ الاتحاد يرفض مشروعا يمكن ان يمسّ الحقوق المكتسبة للعمال مبرزا أنه لا يمكن ضرب المكاسب التي حققها الشغالون طيلة سنوات من النضال مشيرا الى فشل عدة مشاريع اصلاحية نتيجة التسرّع وعدم الاخذ برأي وموقف الاتحاد العام التونسي للشغل. وأكد الاخ محمد سعد أهمية المقترحات التي قدمها الاتحاد والمطالبة بمعالجة أسباب العجز داخل الصناديق قبل الحديث عن إصلاح ملف التقاعد مؤكدا على ضرورة الدفاع عن مواقع الشغل القارة بعيدا عن الاشكال الهشة للتشغيل وبعيدا عن السمسرة باليد العاملة. كما دعا الأخ محمد سعد الى ارساء نظام جباية عادل يكفل مداخيل إضافية لميزانية الدولة ويوقف التهرب الجبائي في ظلّ تزايد الضريبة الموجهة على الاجراء في حين أن أصحاب المؤسسات يتهربون من دفع الجباية بشكل أضرّ بميزانية الدولة. وطالب الاخ الامين العام المساعد بضرورة التصدّي لتهرب عدد من المؤسسات الاقتصادية من دفع مناباتها في الضمان الاجتماعي مما يزيد من عجز الصناديق وهو ملف يتطلب تدخلا صارما من قبل أجهزة الرقابة داخل الصناديق. وأكد الأخ محمد سعد أن الاتحاد سيتصدّى لكل المشاريع التي تضرب حقوق العمال، داعيا النقابيين الى مزيد من الوحدة والنضال دفاعا عن مصالح الشغالين. ومن جهته أبرز الأخ محمد المسلمي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس أهميّة هذا التجمع العمالي ورمزية الحضور الغفير للعمال وللنقابيين دفاعا عن ملف يعدّ من أخطر الملفات المطروحة على المنظمة الشغيلة، مؤكدا أنّ الاتحاد الجهوي بكافة مناضليه وإطاراته النقابية وعماله متجند للتصدّي لأيّ مشروع تقاعد من شأنه ضرب حقوق العمال ويزيد من تدهور وضعيتهم الاجتماعية ومقدرتهم الشرائية وأبرز الأخ محمد المسلمي أنماط العمل الهشّة التي تفشت داخل العلاقات الشغلية وتزايد الاعتماد على السمسرة باليد العاملة في مواقع شغل قارة مما أفرز تدهورا في العلاقات الشغلية وتراجعا في الحقوق الاجتماعية للعمال وهو ما يتطلب تصديا نقابيا واضحا ضد أنماط التشغيل الهشّة.. وأكد الأخ الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس ضرورة التمسك بشرح أسباب عجز الصناديق ومعالجة الوضع قبل الحديث عن الترفيع في سنّ التقاعد أو في المساهمات باعتبارها حلولا ترقيعية لا تنهي الأزمة بل تؤجلها. وشدّد الأخ المسلمي على أنّ عدّة مسائل تتطلب المراجعة وفتح حوار اجتماعي حولها من أجل وقف عدّة تجاوزات أضرت بالعمال على غرار تهرب الاعراف من التصريح لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أو عدم دفع الجباية بالشكل القانوني المطلوب. وشهد التجمع العمالي رفع العديد من الشعارات العماليّة المطالبة بالعدالة الجبائيّة وبرفض كل إصلاح لانظمة التقاعد يضرب الحقوق المكتسبة ويزيد من تدهور الوضع المادي والاجتماعي للعمال ، كما شهد التجمع العمالي تنظيما محكما أدارته الهياكل النقابية الجهوية التي ارتدت أقمصة كتبت عليها شعارات تعبّر عن رفض العمال للمس بحق التقاعد. أكد التجمع العمالي على تمسك النقابيين والعمال الكبير بتقاعدهم وبضرورة تغيير أنماط التشغيل وبإصلاح جذري لنظام الجباية وبإعتماد مواقع العمل القارة وبإحترام مجلة الشغل والتشريعات الشغلية مع القضاء على المرونة والسمسرة باليد العاملة حماية للصناديق الاجتماعية ودفاعا عن حق العمال في عمل لائق بعيدا عن الاستغلال وضرب الحقوق.