"نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    الرابطة الأولى (الجولة 28): صافرتان أجنبيتان لمواجهتي باردو وقابس    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاخ عبد السلام جراد: نحن مع التعددية النابعة من الارادة الواسعة للعمال وليس من اقلية تغذيها ابعاد سياسية
في الجامعة النقابية الخامسة للشباب العامل المغاربي على النقابيين ان يكونوا صوت منظمتهم داخل الأحزاب وليس صوت الأحزاب داخل الاتحاد
نشر في الشعب يوم 06 - 11 - 2010

تحت شعار »من أجل دور فاعل للشباب المغاربي في تطوير التنظيم النقابي وتنمية المجتمع وتحديثه«، نظم الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي بالتعاون مع اتحاد النقابات النرويجية الجامعة النقابية الخامسة للشباب العامل المغاربي وذلك يومي 26 و27 أكتوبر 2010.
افتتح الأخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل والامين العام للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي اشغال هذه الندوة مطالبا عموما النقابيين بأن يكونواأكثر نضجا واقبالا على تجاوز المعوقات وفقا للمبادئ والقيم التي توحّد كلّ الفئات وتجمع كلّ الحساسيات والتأكيد على قدرة قوى الانتاج على تحمل المسؤولية التاريخية لتحويل حلم الشعوب المغاربية الى واقع من خلال منظمات ديمقراطية حرّة ومستقلة تغذي الثقة بالنفس لدى الشباب وتفتح لهم آفاقا رحبة للتكوين والنضال تكون خير محصن لهم ضدّ ما تدخله التحولات الاعلامية والتطورات التكنولوجية من تشويش على أذهنة الشباب من إغراء يخرجهم من انظمة المثل والقيم والمبادئ الانسانية السامية.
وفي سياق تعرّضه الى قضية الاستقلالية بين الامين العام ان المنظمات النقابية القوية والمستقلة والحرّة لا تكون منغلقة على الحكومات ، بل لابدّ ان تشترك معها في الاحترام المتبادل وتكون الى جانبها على قاعدة احترام الاستقلاليّة.
وحول التعدّدية النقابية، قال الأخ عبد السلام جراد »لقد أصبحت واقعا معترفا به في القوانين والتشريعات الدولية« واضاف نحن مع التعددية النابعة من ارادة العمال ونضالاتهم ولسنا مع التعدّدية الوهمية والمخاتلة التي تغذيها نزعات تفرقة قوى العمل المسنودة من بعض التيارات السياسية.
وذكر الامين العام بأن الاتحاد العام التونسي للشغل لم يضق بالأفكار والرؤى السياسية بل كان على الدوام تنظيما اجتماعيا محكوما بمبادئه وقيمه وقوانينه وتشريعاته وأن يكون صوت قضاياهم الجوهرية داخل احزابهم وتنظيماتهم السياسية لا صوت احزابهم وتنظيماتهم داخل المنظمة الشغيلة واكد ضرورة ان يكون الوعي النقابي معززا بالوعي السياسي كأرقى اشكال درجات الفكر البشري.
وبين في الاتجاه نفسه ان الانتخابات الحرة والشفافة وان الديمقرراطية الحقيقية هما شرايين الحياة داخل المنظمة الشغيلة.. (سبق ان نشرنا ملخصا لهذه الكلمة في عددنا الماضي).
❊ نظرة داخلية للقضية
وكان الاخ عبد المجيد الصحراوي الامين العام المساعد بالاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي ألقى كلمة أكد في مستهلها دخول الجامعة النقابية للشباب العامل دورتها الخامسة دون انقطاع، وهو ما يبرهن حسب رأيه على ايمان الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي العميق بدوره ومكانته ضرورة مساهمة الشباب في النشاط النقابي باقطارنا المغاربية.
وحدّد الاخ الصحراوي لهذه الجامعة النقابية محورين اساسيين، يتعلق الاول بحتمية الاندماج المغاربي كعامل أساسي في تحقيق التنمية والنهوض بأوضاع التشغيل وفتح آفاق للشباب المغاربي، ويتعلق الثاني بالدور الفاعل للشباب في عملية البناء وما تتطلبه من ضرورة التواجد في المؤسسات المغاربية وخاصة النقابات في بلدان المغرب العربي وفي سياق تناوله لدور الشباب العامل المغاربي في تفعيل وتحديث العمل النقابي بالبلدان المغاربية، تعرّض الأخ عبد المجيد الصحراوي الى ما تلاقيه مشاركة الشباب في النقابات من صعوبات وعراقيل مختلفة تتصدرها صعوبة الاندماج في عالم الشغل والحصول على مواطن عمل قارة.
ودعا الامين العام المساعد بالاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي النقابات المغاربية الى العمل من أجل توفير الظروف الملائمة لاستقطاب الشباب وتحرير طاقاته وقدراته على الخلق والابداع وضرورة زرع ثقافة التضامن والتضحية والالتزام بقضايا الشأن العام في مواجهة الانانية والتخلي عن المشاركة في نحت المصير المغاربي.
وانتهى الأخ عبد المجيد الصحراوي عند التأكيد على ان مستقبل الحركة النقابية المغاربية رهين عملها من أجل وضع برامج ناجعة لتشبيب هياكلها وكوادرها لان الشباب المغاربي يمثل دائما رافدا وعنصرا فاعلا في تحقيق التكامل والاندماج المغاربي.. وتوقف الأخ الصحراوي عند مشاركة الشباب العامل في عملية البناء، التي تستوجب حسب رأيه توفير شروطه السياسية التي تتمثل في اعتماد الديمقراطية في التسيير سواء في المنظمات النقابية أو في مختلف الهياكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتطبيق مبادئ الحكم الرشيد واستقلالية المؤسسات.
❊ دور الشباب العامل في تحديث العمل النقابي
تحت هذا العنوان انطلقت اشغال الندوة العلمية الاولى برئاسة الاخ مسعود ناجي المدير التنفيذي للاتحاد النقابي لعمّال المغرب العربي حيث قدّم الأخ محمد الطرابلسي كبير مستشاري منظمة العمل العربية بالقاهرة مداخلة بعنوان »الشباب والنقابة حتى لا يفوت الاوان الالتزام النقابي للشباب تساءل في مستهلها عن مدى التزام الشباب بالعمل النقابي في مجتمع متحوّل يتسم بالنزعة الفردية وتراجع المثل والقيم.
وأوضح بعد ذلك غياب الاحصائيات الدقيقة حول نسبة الشباب المنضوي بالنقابات المغاربية رغم أنها أعلى بكثير من تلك السائدة بأوروبا اعتبارا لعدة عوامل موضوعية كتلك المتعلقة بالجوانب التاريخية والهرم السكاني.
ففي فرنسا مثلا بينت دراسة (C.G.T) سنة 2009 ان نسبة المنخرطين بالنقابات الفرنسية مجتمعة من الفئة العمرية ما بين 18 و30 سنة لا تتجاوز 2٪!!
وقد جاءت هذه الارقام في وقت تزداد فيه حاجة الشباب للتنظيم النقابي بسبب تفاقم البطالة في صفوفه ومعاناته اكثر من غيره من هشاشة التشغيل ومن شظف العيش وقساوته.
ومن المفارقات التي قدّمتها نفس الدراسة هو أنه ما بين 62 و65٪ من الشباب لهم فكرة ايجابية عن النقابة ويرغبون في الانضمام اليها أو هم في أسوأ الحالات يتفاعلون مع مواقفها ورسالتها، وفي هذا الاطار تساءل كبير مستشاري منظمة العمل الدولية: لماذا يبقى عدد المنتمين من الشباب الى النقابات ضعيفا؟ مضيفا هل قام القادة النقابيين بالاتحادات المغاربية بدراسة هذه المسألة ثم هل تأكدوا هؤلاء القادة من نسبة المحالين على التقاعد كل سنة من بين منخرطيهم حتى يتمّ تعويضهم بعناصر شابة جديدة من الشباب؟
ففي سياق ملامسة بعض جوانب الاجابة عن هذه الاسئلة الحارقة، أكد الاخ محمد الطرابلسي ان الشباب يشكل رهانا كبيرا يُطرح على الحركة النقابية في الوقت الحاضر حيث ان المحافظة على الطابع التمثيلي للنقابة مرتبط حتما بقدرتها على إستقطاب الشباب، مشيرا الى ان الكرة الان في ملعب القيادات والهياكل النقابية، فإذا كانت المؤشرات تؤكد التعاطف الشبابي مع اطروحات الحركة النقابية واهدافها وعلى استعدادهم للنضال في صلبها، فإن ضعف التواجد النقابي للشباب في الهياكل النقابية يعود بالتأكيد الى عوامل ذاتية خاصة بالنقابيين وكذلك نسبة تحمل الشباب للمسؤولية النقابية بها.
والتجأ الاخ محمد الطرابلسي مرّة أخرى الى ما قامت به بعض الاتحادات النقابية الاوروبية من دراسات واحصائيات ميدانية حول هذه المسألة الجوهري، فتبين ال C.G.T الفرنسية ان التواجد النقابي يرتكز على القطاعات الصناعية وبالمناجم بالرغم من تراجع الكثافة العمالية في هذه القطاعات وتقلّص عدد العمال فيها، وبالمقابل يتواجد الشباب اكثر فأكثر في قطاع الخدمات والتجارة، حيث يبلغ عدد العاملين في هذا القطاع خمسة ملايين غالبيتهم من الشباب لا ينتمي الى C G T عدا 25,000 أي بنسبة 0.5٪!! في حين ان هذه النسبة تصل في قطاع المناجم والطاقة الى 14٪.
وخلصت الدراسة الى ان استقطاب الشباب بالنقابات يتطلب اقتحام هذه القطاعات وتعزيز الحضور النقابي بها.
❊ مأساوية التجرية الشبابية الاسبانية
وقدّم »دياڤو لوباز« من اللجان العمالية الاسبانيّة ومنظمة »سلم وتضامن« مداخلة حول الفعل النقابي لدى الشباب من أجل التنمية والحداثة في بلدان المغرب العربي فبين ان معظلة محدودية انخراط الشباب في العمل النقابي لا تزال تؤرق النقابات الاسبانية حيث لا تتعدّى تمثيلية الشباب الاقل من 30 سنة 8٪ في حين تصل تمثيلية الشباب الاقل من 35 سنة 20٪ وأضاف ان ارتفاع نسبة الشباب داخل النقابات مرهون بتطوّر نسبة تشغيلية وحضوره في سوق الشغل ومن المشاغل الاضافية هو ان الشباب العامل في اسبانيا وغير المرسم يصل الى نسبة 44.9٪ فضلا عن ان النسبة العالية للشباب ترتكز داخل المؤسسات الصغرى والمتوسطة التي لا يفوق عدد العاملين بها الستة حيث لا تسمح تشريعات الشغل الاسبانية ببعث نيابات نقابية داخل هذه المؤسسات التي تقدّم خدمات كبرى للمؤسسات في القطاع العام.
وبين الصديق »دياڤو لوباز« ان نسبة بطالة الشباب تصل الى 20٪ لتكون اسبانيا ثاني بلد الاوروبي من حيث عطالة اليد العاملة الشابة بعد لوتوانيا (22.55٪).
فواقع البطالة في أوروبا لا يؤرق الحكومات فقط بل أيضا يستأثر بإهتمام النقابات خاصة وان نسبة عطالة الشباب في الفئة العمرية ما بين 16 و24 سنة قد بلغت 42٪ وتصل نسبة العاطلين من الفئة العمرية الاقل من 30 سنة الى 28٪ فضلا عن ان هذه الفئة وان عملت فإن الرواتب تقل بنسبة 20٪ من معدّلات الاجور في إسبانيا، بحيث وقعت عملية »زرعهم« في النسيج الاقتصادي بعقود عمل حيث بلغ عددهم نحو 37٪ من مجموع الناشطين مقابل تنامي عدد حوادث الشغل في صفوفهم، حيث تسجّل الاحصائيات اصابة عامل من مجموع ثلاثة عمال في الفئة العمرية الاقل من 30 سنة والتي تعمل بعقود محددة المدة بستة أشهر!!
وبناء على هذه المؤشرات والمتغيرات التي يتميز بها واقع الشغل في صفوف الشباب قدّمت النقابات الاسبانية خلال مؤتمرها المنعقد سنة 2008 جملة من التوصيات أهمها:
تشجيع الشباب العامل على الانخراط في العمل النقابي.
ايلاء مسألة التكوين والرسكلة للممثلين النقابيين داخل المؤسسة الاهمية القصوى.
دعم نضال الشباب النقابي داخل المؤسسة.
تأهيل الشباب الى عالم الشغل ومساعدتهم على حلّ مشكلة السكن.
بعث هياكل ولجان شبابية داخل القطاعات والهياكل النقابية...
❊ المغرب العربي ومحيطه الاقليمي
قدّم الاستاذ رضا التليلي الباحث والخبير في شؤون المغرب العربي مداخلة حول كيفية النظر لمنطقة المغرب العربي من الخارج فأبرز في مستهلها أن بناء أية استراتيجية تستوجب بالضرورة معرفة المنطلقات وكيف ينظر الينا الآخر.
وبين ان التوزيع الجيوسياسي يؤكد ان البناء المغاربي لا يمكن ان يكون من قبل جيلنا حيث تتطلب التركيبة الجيو سياسية للمغرب العربي جهدا يمتد الى نحو ال 30 سنة القادمة، ودعا الاستاذ رضا التليلي الى ضرورة التخلص من مفهوم الدولة الوطن ضمن مشروع البناء المغاربي خاصة وان تطوّر العملية السياسية تكاد تكون بطيئة او غائبة تماما، اذ انها تعدو وكأنها مناهضة لفكرة الوحدة فضلا عن عديد المشاكل الطارئة على العلاقات بين الدول.
وبين المحاضر أن السياسة الخارجية الأوروبية في علاقتها بالمغرب العربي لم يتميز بالوضوح والدقة، بل تتصف بالاخذ والردّ في الغالب الاعم حيث تؤثر سلبا على مشروع البناء المغاربي.
واضاف ان هذا المشروع ما انفك يواجه تحديات اكبر لعلّ أهمّها تراجع الديمقراطية في اوروبا وعودة النزعة الاستعمارية والعنصرية بعد الازمة الاقتصادية والتي ترجمتها الحملة الموجهة ضد شباب الاحواز والعنصرية ضد الافارقة وبين المحاضر ان شمال افريقيا يُنظر اليه احيانا كجزء من الشرق الاوسط الكبير واحيانا اخرى كامتداد لاوروبا لان المنظور الاوروبي يقسم القارة الافريقية عبرالصحراء التي تعد الحدود الطبيعية التي تقسم القارة الى جزئين في حين ان الصين الى إفريقيا كوحدة يجب التعامل معها استراتيجيا.
وفي اطار البدائل قال السيد رضا التليلي بوجود عديد السيناريوهات للخروج من معظلة النفق الجيو سياسي:
1) هيكلة المغرب العربي خارج اطار رؤيتي الاتحاد الاوروبي والصين.
2) الاخذ بعين الاعتبار استمرار العلاقة بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية الى عقود اخرى.
3) خلق جسور التواصل بين الاتحاد المغرب العربي والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية.
4) تكثيف دور المجتمع المدني والنقابات في البناء المغاربي.
5) رسم سياسة جوار جديدة بين بلدان المغرب العربي وتحديد مضامنيها.
❊ تحديات التنمية وتفعيل دور الشباب
تحت هذا العنوان قدّم الدكتور عبد الجليل البدوي مداخلته العلمية حيث بين منذ البداية ان اشكالية تفعيل دور الشباب تتوسع وتتراكم بتوسع وتراكم المفارقات والتحديات بالمغرب العربي وفي هذا السياق بين المحاضر أوجه التنوّع والاختلاف بين دول المغرب العربي الكبير حيث تمثل مساحة تونس 7٪ من مساحة الجزائر ويمثل سكان موريتانيا 9٪ من مجموع سكان الجزائر مثلما يمثل الناتج المحلي الموريتاني 2٪ من مجموع الناتج المحلي الجزائري كما يمثل دخل الفرد الموريتاني 9٪ من الدخل الفردي للمواطن الليبي وعلى صعيد النشاط الاقتصادي بيّن الدكتور عبد الجليل البدوي ان الاقتصاد الجزائري ينبني في 70٪ على المحروقات في حين يصل نفس المؤشر الى 50٪ في ليبيا التي يمثل فيها حجم التبادل التجاري 95٪ من الحروقات و98٪ بالجزائر، وفي تونس تصل الصادرات المعملية الى 78٪وفي المغرب الى 68٪ وفي الجزائر 2٪.
وتوقف المحاضر عند العناصر المشتركة داخل البناء المغاربي، حيث ابرز
ان كل الدول تمر بفترة انتقالية نحو اقتصاد السوق.
كل البلدان تشهد نسبة تصاعدية في درجة الاندماج في الاقتصادي المعولم.
البلدان خمسة تتميز بهيمنة الدولة على المجتمع ومحاصرة الحريات وتراجع الديمقراطية وبظهور اثرياء جدد وبروز ظاهرة الفساد وتفاقم معظلة البطالة كما توقف الدكتور عبد الجليل البدوي عند التحديات المشتركة كالتي تواجهها بلدان المغرب العربي و المتحورة اساسا حول:
تحديات ناجمة عن المحيط العالمي
تحديات ناجمة عن المحيط المؤسساتي
تفاقم نسبة البطالة كعنصر تبذير للموارد البشرية.
حيث أصبحت الاقتصاديات عرضة للازمات والمتغيرات والتقلبات خاصة ان الاقتصاد العالمي ظلّ مبنيا على حرية السوق والنزعة النيو ليبرالية وطغيان قانون الغاب، فضلا عن تكرّر الازمات بصفة تصاعدية بعد أزمة 1929 برزت أزمة هيكلة لن تتوقف بحكم فقدان النظام الرأسمالي لشرعية وتفاقم تناقضاته مع تطوّر قوى الانتاج وبروز الثورة »الروبوتية« مع القضايا والنزاعات جديدة.
ومع هذا الواقع الجديد صارت القدرة انتاجية تتوسع مقابل تراجع المكاسب الاجتماعية فبرز اختلال كبير بين العرض والطلب واصبحت الدورة الاقتصادية لا تدور الا بفضل التداين العائلي الذي وصل منتهاه، وبين الدكتور عبد الجليل البدوي ان الاقتصاد العالمي بات يبحث عن محوّل جديد يمكّن الدورة الاقتصادية من الدوران فظهر ما يسمى »بالتداين السيادي« وفي علاقة بانعكاسات واقع الاقتصاد العالمي على التنمية في بلدان المغرب العربي، أوضح المحاضر أن دخول هذه الدول في مجالات الاقتصاد العالمي والشراكة قد جمد الى حدود معينة نسيجها الاقتصادي وكثف من تركيز الامتيازات القارة فضلا عن تطور نسب البطالة في صفوف حاملي الشهادات والبالغ عددهم اليوم زهاء 135 ألف فالمنظومة التربوية باتت في واد والنسيج والاقتصادي في واد ثان، وبالتالي لم تعد المدرسة تمثل عنصر ارتقاء اجتماعي، بل لقد تراجعت قيمة الشهادات.
وأبرز الدكتور عبد الجليل البدوي في السياق ذاته تخلّي الدولة عن سن السياسات الصناعية والتي اصبحت مقتصرة على مجلة الاستثمار دون تمييز بين القطاعات فضلا عن تخلّي الدولة أيضا عن مشمولات التنمية لفائدة القطاع الخاص غير المؤهل حيث لا يزال قطاعا طفيليا يلهث وراء الامتيازات فضلا عن تنامي البعد العدائي داخل المحيط.
وفي باب البدائل، دعا المحاضر الى:
ضرورة الانتقال من الامتيازات التفاضلية القارة الى نظام امتيازات تفاضلية ديناميكية قصد تنويع النسيج الاقتصادي وتقوية اندماجه ومراجعة علاقة الدولة بالاقتصاد في اتجاه اعادة سن السياسات الصناعية وسياسات زراعية حقيقية.
تنظيم العلاقة بين النظام التربوي والنسيج الاقتصادي.
ارساء علاقات تعاقدية بين الدولة والقطاع الخاص.
تعامل وتكامل بين القطاع الخاص والقطاع العام.
اعادة النظرفي عنصر التوازن بين الطلب الداخلي والطلب الخارجي.
اعادة انتشار الدولة في المجال الداخلي والمجال الخارجي واعادة بناء اقتصاد ذا بناء أوسع.
اعادة النظر في الاتفاقيات مع الاتحاد الاوروبي بصيغة جماعية.
❊ شهادات حيّة
خلال الجلسة العلمية من اليوم الثاني لفعاليات الجامعة النقابية تولّى الاخ فتحي بن علي منسق قسم العلاقات الدولية والهجرة بالاتحاد العام التونسي للشغل تقديم ورقة حول تاريخية المنتديات العالمية والمغاربية وذلك انطلاقا من تجربته المباشرة من مواقع مؤثرة في المسارات التي شهدتها حيث كانت لهذه الورقة بما تضمنته من شهادات حية بالغ الاثر على مؤهلات واستعدادات الشباب العامل المغاربي المشارك في الفعاليات.
ومن ناحية أخرى تولّى الاخ الامجد الجمني منسق قسم القطاع الخاص تنشيط ورشة حول انتظارات الشباب المغاربي وتفعيل تمثيل الشباب في النقابات من خلال تجربته في المنظمات الشبابيّة ومسؤولياته النقابية فضلا عن محصلة الزاد المعرفي الذي تمكن منه خلال مشاركاته في الندوات والدورات التدريبية خارج حدود الوطن.
وفي خاتمة اشغال هذه الجامعة النقابية قدّم المشاركون ورقات قطرية في شكل تقارير وتوصيات نهائية علما وانّ الشباب الممثل للنقابات المغاربية قد شارك بكثافة وفعالية في نقاش المداخلات الفكرية والعلمية التي قدّمت اليه على مدار يومين.
وقد مثّل الاتحاد المغربي للشغل الاخوة مرضى يوسف وعادل كمال ومصطفى فتحي وبديعة اعراب، ومثل الاتحاد العام لعمال الجزائر مباركي نورالدين وبن مداح خديجة كما مثل اتحاد عمال موريتانيا كل من الأخوين زين العابدين ولد بلال ومريم بنت السالك في حين مثل الاتحاد التونسي للشغل الاخوة مروان الشريف وأحمد بوزريبة وريم الحمروني وبسمة بن خليفة ومراد المهذبي وفتحي الورفلي وهندة الشلبي وانيس النفزي ومثل الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي الاخوة عبد المجيد الصحراوي ومسعود ناجي وعبد الرزاق الحاج زكري ومحمد السديري ومحمد الطيب حمارنية ومراد ساسي المنسق المغاربي للشباب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.