لايشكّ إثنان في جمال بني خلاد (من ولاية نابل)، فالموقع والطبيعة وهبتا بني خلاد بهاء سحريّا ملهما، لما لا والمدينة محاطة من كل الاتجاهات بحقول القوارص بشتى أنواعها (برتقال، ليمون) اضافة إلى شجر الزيتون والرّمان الذي صار مضرب الأمثال في شكله وحلاوة مذاقه، هذه بني خلاد أو تاج الدخلة كما يسمّيها أهلها ومزارعوها مدينة الهدوء والإطمئنان وراحة البال والأحلام تجمّعت كلّها لتمنحها صفة المكان الجميل بكل ما تحمله الكلمة من معنى... جمال بني خلاد تحصيل حاصل، دعنا نلتفت إلى وجهها الآخر، فإذا تكثفت الجهود وشحذت العزائم في سبيل معالجته لأمكن الحديث عن مدينة متكاملة، ذلك أنّ التوسع العمراني الذي تشهده المدينة، له تبعاته، ووجب مواكبته بما أمكن من الوسائل والحاجيات لتلافي السّلبيات وتقوية ماهو إيجابي مادام الهدف الوصول ببني خلاد إلى مراتب عليا من التقدّم والإزدهار. ❊ النظافة والعناية بالبيئة: رغم حصول البلديّة على عديد الجوائز الجهويّة والوطنية في هذا الباب، إلاّ أنّ هناك نقائص لابدّ من تلافيها وتبرز في بعض الأنهج والأحياء التي مازالت فضلاتها لا ترفع في مواعيدها ممّا جعلها عرضة لتكدّس الحشرات من ذباب وناموس، ومصدرا للروائح الكريهة... ❊ على مستوى الطرقات: في هذه النّقطة لا يسعنا إلاّ أن نسأل مستعملي طريق سيدي عليّة وسنكتشف معاناتهم اليوميّة ليل نهار، صيفا وشتاء وخاصة عند نزول الغيث النّافع حيث تكاد عمليّة المرور منه مستحيلة بفعل السّيول والأوحال، ناهيك وأنّ هذه الطريق التي تمتد على مسافة تقارب الكيلومترين كثيرة الاستعمال ترجّلا أو ركوبا على وسائل النقل بكل أنواعها باعتبار أنّ منطقة سيدي عليّة يسكنها عدد محترم من السّكان وهي منطقة فلاحيّة نشيطة اضافة إلى أنّ الكثير من شاباتها وشبابها هم عمّال بمصانع مدينة بني خلاد وما جاورها من المدن الأخرى لذلك فإنّ الواجب يدعو إلى تسوية نهائيّة لهذه الطريق وتجهيزها بإنارة كافيّة وبأرصفة موازية لها، تسهل عمليّة استعمالها من طرف المترجلين ومستعملي وسائل النقل على حدّ سواء. ❊ على المستوى الثقافي: بني خلاد طالبت وتطالب بفضاء رحب لتعاطي النشاط الثقافي بمختلف أوجهه، فأبناؤها يستحقّون مركّبا ثقافيا ومسرحا طلق خاصا بالعروض الثقافية، مسرحا كان أو سينما أو سهرات موسيقيّة... وحتى دار الشباب الموجودة بالمدينة لا تستطيع بمفردها أن تحلّ هذا المشكل، ناهيك وأنّ موقعها إلى جانب نادي الأطفال في قلب الضجيج والغوغاء (محاذيان لمحطّة النقل العمومي، وسيارات الأجرة والتاكسيات) يجعلهما لا يؤدّيان وظيفتهما التأطيريّة على الوجه الأكمل، لذلك فإنّ أطفال بني خلاد وشبابها يستحقون وعن جدارة مركبا خاصّا بكل من هذين الفئتين المهمتين في النّسيج الاجتماعي يقع تشييده في مكان خال من المنغّصات ويصلح للتأطير ومن ورائه الابداع والخلق. ❊ على المستوى التربوي: تجهيزات المدارس في بني خلاد وخاصّة مدرسة ساحة التحرير ومدرسة العربي زرّوق تقادمت حتى تآكلت وصار من الضروري تجديدها وخاصّة طاولات المتعلّمين التي يرجع تاريخ ميلاد الكثير منها إلى الزّمن الغابر من حقبة الاستعمار الفرنسي البغيض. أمّا السّبورات فعن حالها لا تسأل من كثرة الاستعمال وعمرها المديد، صار من الضروري تجديد هذه الوسائل وغيرها حتى تدفع المتعلّمين ومربّيهم إلى مزيد البذل والعطاء من أجل نهضة وطننا وعزّته. خاتمة: هذا هو الوجه الآخر للمدينة وهناك أركان أخرى سنأتي عليها في قادم الأيّام، فقط أردنا إشارة لغاية إضفاء مزيد من الجمال على مدينة جميلة لتكون بني خلاد أجمل من الجمال نفسه... المكان بهيّ ولكنّه ينادينا إلى مزيد الإهتمام به ورعايته حتى يصبح في مصاف المدن، وأجزم أنّ مدينة كبني خلاد سيكون لها شأن عظيم في المستقبل المنظور إذا ما تظافرت الجهود وشحذت العزائم.