الرحلة الى الجنوب التونسي قادتني كذلك الى مدينة تمغزة إضافة الى مدينتي توزرودوز وهناك اكتشفت لأول مرة حكاية شلالات المياه بتمغزة. والواحات الجبلية بالمنطقة ... وبصراحة متناهية تأسفت كثيرا عندما أخبرني أحد المواطنين بأن الحركة السياحية بتمغزة لا تسير بالنسق المطلوب لعدة عوائق ذاتية ومادية ولذا أقترح أن تبادر وزارة السياحة بفتح ملف «الواقع السياحي بتمغزة» بكل جرأة وأن تحث المستثمرين ورجال الأعمال على اقتحام هذا المجال وللترويج السياحي الطبيعي والاستثمار فيه، كما أن وزارة الداخلية والتنمية المحلية عن طريق المجالس المحلية والجهوية للتنمية بإمكانها دعم الاستثمار السياحي بالجهة ، وكذلك الأمر لصندوق التضامن الوطني (26 26) والبنك التونسي للتضامن وصندوق التشغيل وغيرهما من الآليات التمويلية حيث بالإمكان المساهمة في حفز همم الشباب وتشجيعه على خلق موارد رزق ومواطن شغل بمئات الدنانير... كذلك على بلدية تمغزة أن تبادر بتحسين المرافق الموجودة بجانب الشلالات .. وتوظبف هذا المخزون الطبيعي كأحسن ما يكون والعمل على إيجاد فضاء ترفيهي (قرب الشلال الكبير) مثلا أو بداخل المدينة... أي دور للبقية ؟ تطوير القطاع السياحي في الجنوب التونسي ليس مسؤولية الدولة فقط بل هو أيضا مسؤولية الجميع ونعني بذلك المنظمات الوطنية والأحزاب السياسية والجمعيات الثقافية والرياضية والترفيهية وغيرها ... وأيضا وزارة التربية والتكوين ووزارة التعليم العالي ... فلو تبادر كل هذه الهياكل والمنظمات بتنظيم رحلات أسبوعية منظمة تعرف شبابنا وطلبتنا وأطفالنا بتونس الجميلة من حيث مواقعها الطبيعية الخلابة بتمغزة وواحاتها بتوزر وصحرائها بدوز وقصورها الصحراوية بتطاوين ... فإننا نكون قد ساهمنا جميعا في دفع عجلة التنمية في هذه الربوع التي تحققت فيها عديد الانجازات وهي تنظر الى الغد المشرق بعيون حالمة ... أعود مرة أخرى لأقول أن من حق أبناء هذه المناطق الانتفاع بثمار التنمية كبقية مناطق الجمهورية ... والمسؤولية تكون جماعية لتحريك السواكن ... فلنا مخزون كبير بالامكان استغلاله وتوظيفه بصورة أفضل من الآن .. الدعوة موجهة الى رجال الأعمال لمزيد الاستثمار في هذه الربوع (وقد لاحظنا وجود حضيرة أشغال بناء نزل تمغزة بلاص) ... كذلك لا بد من السعي لتطوير الخدمات سواء داخل القطاع السياحي أو خارجه وخصوصا بالمدن السياحية المعروفة (دوز، توزر، نفطة، تمغزة، سبيطلة...) وتحديدا أثناء فترة إقامة مثل هذه المهرجانات الدولية وما تستقطبه من آلاف السياح أجانب وتونسيين ... وأختم ملاحظاتي بالتأكيد على أن الدولة تمهد الأرضية ... وبقية الأطراف تتحمل المسؤولية في تطوير القطاع السياحي وخصوصا دعم السياحة الداخلية.