في لقاء مع الاخ المولدي الجندوبي بيّن لنا أنه وبمعية الاخ محمد سعد كُلّفا بهمة تندرج ضمن اهداف الاتحاد الذي يُناضل من أجل الحريات العامة والفردية والاحاطة بالحركات الاحتجاجية اضافة الى الجانب الانساني من خلال ما تعرّض اليه الشاب محمد بوعزيزي، متوجّها مباشرة الى المستشفى قصد الاطمئنان على حالته الصحية والاتصال بعائلته وتقديم المساعدة المادية والمعنوية، وشكر الاخ الجندوبي الإطار الطبيّ وشبه الطبي والمديرالعام للمستشفى ببن عروس والاطارات الادارية الذين سهلوا مهمة الوقوف على الحالة الصحية للمتضرّر. ومباشرة تمّ التوجه الى سيدي بوزيد فكان لقاء أوّل مع المكتب الجهوي مع الاطارات النقابية للاستماع بانتباه شديد لمجريات الاحداث وتم تحديد اولويات التدخل، واستقر الرأي على المبادرة بالاتصال بوالي الجهة من أجل اطلاق سراح الموقوفين والتأكيد للسلط على ضرورة تجنب الحلول الامنية في تطويق هذه الاحتجاجات على البطالة لان الحلول الامنية تعمّق مظاهر التشنج خاصة لدى الشباب العاطل عن العمل، إضافة الى التطرق إلى واقع التنمية بالجهة التي أفردها الاتحاد بدراسة علمية شاملة. وأكدّ الاخ الجندوبي أن الاتحاد سيقوم بتفعيل هذه الدراسة ومتابعتها جديا موجّها دعوة الى السلط والجهات المعنية الى الاستئناس والعمل بها، خاصة أن الجهة تُعاني ضعفًا في نسيجها الصناعي والفلاحة ترتكز على مائدة مائية مالحة الى جانب عمقها وذلك يتطلب حفر آبار لا تتوفر للفقراء والعاطلين إضافة إلى انعدام الوسائل والمادة اللاّزمين لذلك. سعد: جهة مهمّشة وجب سدّ ثغرة التنمية فيها! بيّن الأخ محمد سعد أن هذه الحركة شملت ولاية كاملة بأغلبية معتمدياتها، وهذا دليل على أنّ هذه الجهة التي قدّمت آلاف المقاومين زمن الاستعمار، تُعاني تهميشا كبيرا ونقصا ملحوظا في البنية الاقتصادية والاجتماعية حتى أضحت نموذجا كبيرا للخلل في التنمية. هذه الجهة تعيش على الموارد الفلاحية فقط وتشكو الجفاف المتواصل فانتشرت البطالة ومظاهر السطو والسرقات وجلّ الممنوعات وأصبحت ممرّا لتخزين الممنوعات القادمة من الحدود وتفشت فيها مظاهر الجريمة نتيجة هذا المناخ الى جانب ظواهر التطرق. وأشار الاخ الامين العام المساعد أن الاتحاد بادر بإعداد دراسة حول التنمية بالجهة شخّصت الوضع وأكدت أن الجهة لا تحمل مواصفات الولاية بسبب غياب اقتصاد متنوع خاصة من جانب الصناعة وغياب المؤسسات ومحدودية القروض وأكد أنّ الاتحاد نبّه الى أن هذه الوضعية مرشحة لتوتر اجتماعي، لذلك وجب الانقاذ الفوري والجدّي بتركيز شبكة تنمية متكاملة بمركز الولاية وبمعتمدياتها وتأسيس حوار مع بقية الاطراف من أجل سدّ ثغرة التنمية وتوفير الشغل وضرورة تدخل الدولة لبعث مشاريع واستثمارات والاتحاد يأمل أن ينتهي هذا التوتر ونعيد إلى الجهة اعتبارها وإعطاءها حقها ونصيبها من الثروة الوطنية.