منذ انطلاق التحركات التي قام بها عدد من العاطلين والنقابيين بمعتمدية الرديف دفاعا عن حق الشغل عمل الاتحاد على مواكبة هذه التحركات عن طريق الاتحاد الجهوي وجامعة المناجم والاتحاد المحلي بالرديف مكثفا التدخلات والمساعي من اجل ايجاد الحلول للمشاكل القائمة وتسريع المبادرات لمساعدة شباب الجهة وبخاصة المتخرجون منهم للحصول على عمل لائق، ومع تطور الاوضاع وما نجم عنها من اعتقال لعدد من العاطلين والنقابيين، قرر المكتب التنفيذي للاتحاد العام يوم 8 افريل 2008 ان يتحول وفد الى الجهة للقاء بالنقابيين بالجهة وبالسلطات الجهوية في اتجاه ايجاد الحلول للقضايا المطروحة سواء تلك المتعلقة بأسبابها او بمضاعفاتها. وقد تركب الوفد من الاخوة محمد شندول ومحمد السحيمي عن المكتب التنفيذي للاتحاد ومحمد حليم الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الاساسي وحسن العيساوي الكاتب العام لجامعة المناجم. وبالتوازي تولى الاخ الامين العام للاتحاد بالتنسيق مع الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة تكثيف المساعي والتدخلات لتهدئة الوضع والافراج عن المعتقلين بالرديف مع متابعة الاتصالات التي يقوم بها الوفد النقابي الوطني للجهة سواء بالنقابيين او بالسلطات الجهوية. حق جميع التونسيين في العمل اللائق والعيش الكريم كما تمت دعوة الهيئة الادارية الجهوية للانعقاد لبحث الاوضاع واتخاذ المواقف المناسبة دفاعا عن الاتحاد العام وتأكيدا لمواقفه في مجال مقاومة البطالة ومن اجل تشغيل الشباب وتحقيق التوازن والعدالة في السياسات التنموية الجهوية. وقد كان لاطلاق سراح المعتقلين اثره الايجابي في تهدئة الوضع وعلى سير اشغال الهيئة الادارية التي تولت مناقشة تطور الاحداث بالحوض المنجمي ودور الاتحاد كقوة نضال ومقترحات في تسريع وتيرة التنمية ومكافحة البطالة والدفاع عن حق جميع التونسيين في العمل اللائق والعيش الكريم. كما تطرق النقاش الى اهمية قيام الدولة بدورها في الاستثمار بالجهة واحداث المزيد من مواطن الشغل حتى لا يقتصر هذا المجهود على نشاط واحد ومؤسسة واحدة في القطاع المنجمي خاصة بعد تقليص عدد العمال بهذه المؤسسة بعد ما عرفته من عمليات تطهير ومكننة مكثفة. وأكد الجميع ضرورة ان تصبح قضية التشغيل ركنا اساسيا وقارا في الحوار الاجتماعي حتى لا يتم اقصاء الاتحاد من ابداء رأيه في سياسات التشغيل والقوانين التي تحكمه انطلاقا من المؤسسة الانتاجية وصولا الى تحديد الخيارات الوطنية في هذا المجال. كما تطرق عدد من المتدخلين الى واقع الاستثمار والتشغيل بالجهة وما تعانيه من تفاقم للبطالة وبخاصة في صفوف حاملي الشهادات مطالبين بوضع سياسات استثمارية تتسم بالتوازن والعدالة بين مختلف جهات البلاد وبخاصة فيما يتعلق بالتجهيزات والبنى الاساسية التي من شأنها جلب المستثمرين وتشجيعهم على الانتصاب بالولاية. وقررت الهيئة الادارية اعداد دراسة علمية بمشاركة عديد الخبراء والمختصين حول واقع التنمية والتشغيل بقفصة وتقديم المقترحات العملية لفض مشاكلها على غرار الدراسة التي تم انجازها لولاية الكاف الامر الذي أقره المكتب التنفيذي للاتحاد العام في اجتماعه يوم الثلاثاء 15 افريل 2008. اما فيما يتعلق بالوضع النقابي الداخلي والمسألة الديمقراطية داخل المنظمة فقد شددت الهيئة الادارية على ضرورة احترام قوانين المنظمة وهياكلها ونددت بمظاهر الفوضى والتوظيف السياسي ومحاولات ارباك الهياكل النقابية باسم الدفاع عن القضايا السالفة الذكر والمتعلقة خاصة بحق الشغل وتنمية الجهة. وعبرت الهيئة الادارية عن رفضها القطعي لمحاولات الزج بالاتحاد في أجندا غير نقابية تحاول اضعاف الاتحاد وتهميش دوره تحت شعارات لا علاقة بالاتحاد ورسالته النبيلة في الدفاع عن الشغالين والقيام بدوره الوطني والتاريخي. وفي ختام اجتماع الهيئة الادارية الجهوية صادق الحاضرون على محتوى اللائحة العامة التي تضمنت جملة من المطالب والتوصيات والاقتراحات كان ابرزها: على المستوى الجهوي: التوترات التي عرفها الحوض المنجمي اسبابها البطالة وانسداد آفاق التشغيل بالجهة. يعبرون عن مساندتهم لمطالب العاطلين عن العمل في معتمديات الولاية كافة وبحقهم في التشغيل. يثمنون دور الاتحاد والمساعي التي قامت بها فيادته وهياكله الجهوية والمحلية بقفصة في سبيل اطلاق سراح الموقوفين من أهالي الرديف. يدعمون نقابات المناجم في المحافظة على مكتسباتها لما فيها من فوائد على المنجميين خاصة وعلى الحوض المنجمي ومتساكنيه عموما. مطالبة شركة فسفاط قفصة بتوسيع مجالات أنشطتها الاقتصادية في اتجاه استيعاب اكثر ما يمكن من اليد العاملة في الحوض المنجمي وبقية معتمديات الجهة. ان الهيئة الادارية الجهوية تدعو السلطة الى القيام بدورها في معالجة ازمة البطالة المتفاقمة وذلك بتسريع نسق التنمية في مختلف المجالات وفي المعتمديات كافة. الوضع الصحي: تؤكد الهيئة الادارية الجهوية تطوير وتحيين هيكلة القطاع الصحي العمومي وتعديل الخارطة الصحية بالجهة لما يشكوه الوضع الصحي من تدهور من حيث غياب البنية التحتية الصحية والاختصاصات الطبية والادوية والآليات العصرية المتطورة. على المستوى الوطني: ان الهيئة الادارية الجهوية تساند مطالب قطاعات التعليم وتندد بمماطلة وزارة التربية والتكوين لرفضها الحوار مع نقابات التعليم وتطالب بفتح التفاوض الجدي والمسؤول في ما يخص المفاوضات الاجتماعية فان الهيئة الادارية تسجل الارتفاع المشط لأسعار المواد الحيوية الاساسية وتدهور المقدرة الشرائية للأجراء وتطالب بزيادات جدية ومعتبرة في الاجور تغطي الارتفاع المشط للاسعار خلال السنوات الفارطة. المناولة: التصدي لمظاهر التشغيل الهشة ومنع تفشي ظاهرة المناولة في اليد العاملة باعتبارها اهانة للذات البشرية. في الشأن العربي: تدعو الهيئة الادارية الى مزيد الدعم والدفاع عن القضايا الوطنية والقومية وتقديم كل اشكال الدعم والمساندة للمقاومة في العراق وفلسطين وفضح المشاريع الاستعمارية في كل المحافل الدولية والاقليمية وتندد بالحصار الجائر الصهيوني المضروب على قطاع غزة.