على مدار 9 ساعات تواصلت اشغال الهيئة الادارية للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة التي احتضنت فعالياتها قاعة الاجتماعات بدار الاتحاد الجهوي للشغل برئاسة الاخ علي بن رمضان الامين العام المساعد المسؤول عن النظام الداخلي وحضور الاخ محمد السحيمي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم الدراسات والتوثيق، والاخ منعم عميرة مقرر اللجنة الوطنية للنظام الداخلي. الاخ عمارة العباسي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة، افتتح الاجتماع بكلمة رحب من خلالها بالاخوة: علي بن رمضان ومحمد السحيمي ومرافقيهما وبالاخوة الحضور، موضحا ان اجتماع الهيئة الادارية الجهوية يوم 25 جوان 2008 يتزامن مع إحياء الذكرى 41 لوفاة الزعيم الوطني والنقابي المرحوم احمد التليلي، كما بين ان الاخوة اعضاء الهيئة الادارية الجهوية سيستمعون الى حوصلة موجزة ومبدئية عن الدراسة المعمقة والقيمة حول التنمية الجهوية بجهة قفصة التي اعدها وانجزها فريق من خبراء قسم الدراسات بالمركزية النقابية تحت اشراف الدكتور عبد الجليل البدوي. ثم أحال الكلمة الى الاخ علي بن رمضان رئيس الهيئة الادارية الذي طلب من الحاضرين الوقوف لتلاوة الفاتحة على روح الفقيد المناضل الوطني والنقابي احمد التليلي وعلى أرواح شهداء الاتحاد والوطن وبدوره رحّب الاخ علي بن رمضان بالحاضرين وعبّر عن اعتزازه بتواجده بين الاطارات النقابية ومناضلي جهة قفصة. دور أحمد التليلي كما استعرض الأخ الامين العام المساعد مراحل النضال النقابي والوطني والاجتماعي والسياسي للمرحوم احمد التليلي وركز على مساهمته في بناء مؤسسات الاتحاد الاجتماعية والاقتصادية والاعلامية ودوره الفعال في المستوى الافريقي والدولي وقيادته لمعركة التحرير ضد المستعمر الفرنسي ومشاركته في بناء أسس دولة الاستقلال والدفاع عن الحريات في انحاء العالم، كما عرّج الاخ بن رمضان على المستجدات الاخيرة بالحوض المنجمي وبين ان المكتب التنفيذي الوطني يتابع يوميا اطوارها ويساهم من موقعه وينسق مع الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة في حل العديد من الاشكاليات، وهو مهتم بقضايا التشغيل ولا ينحاز الا إلى مشاغل الشغالين وقد اولى الاتحاد اهتماما خاصا الى وضعية التنمية بجهة قفصة خاصة في الحوض المنجمي، حيث كلف فريقا من الخبراء لإعداد دراسة ميدانية شاملة وكاملة حول التنمية بجة قفصة، سيتبناها الاتحاد وسيدافع على تحقيق مضامينها، كما اكد ان الاتحاد يرفض توظيف العمل النقابي لأغراض سياسية لا تخدم مصالح الشغالين. واستعرض الاخ بن رمضان الوضع النقابي العام وشرح مراحل المفاوضات الاجتماعية التي مرت بظروف صعبة منذ انطلاقتها، ولكن بفضل صمود وجهود المفاوضين النقابيين توصلنا الى نتائج ملموسة، كما تطرق الى ملفات التأمين على المرض والمناولة والحق النقابي والهيكلة. الاخ عمارة العباسي قدّم حوصلة للنشاط النقابي المحلي والجهوي وركز على المكاسب التي تحققت لفائدة الشغالين بالساعد والفكر خلال المدة الفارطة وخاصة ما انجز لفائدة اعوان الشركة العامة لاشغال السكك الحديدية من حيث ترسيم الاعوان كافة وتمتيعهم بالتغطية الاجتماعية والمنح وبعض الامتيازات، وكذلك تسوية وضعية الاعوان المتعاقدين بالمجمع الكيميائي بالمظيلة وتمكينهم من مساعدات مادية واجتماعية ومتابعة قضايا العاطلين عن العمل والمساهمة في تشغيل العديد من ابناء ضحايا حوادث الشغل بالحوض المنجمي، وفي هذا السياق ثمن الاخ العباسي موقف المكتب التنفيذي الوطني ازاء قضايا التشغيل وخاصة تشغيل ابناء ضحايا حوادث الشغل وعرج الاخ العباسي على ما تم انجازه في إطار تجديد الهياكل النقابية القاعدية والوسطى و الجهوية التي دارت فعالياتها في ظروف طيبة واجواء مريحة. الاخوة الكتاب العامون للاتحادات المحلية للشغل بالجهة استعرضوا النشاط النقابي المحلي والمستجدات الاخيرة التي تعرضت لها الجهة، وعبروا عن ارائهم بكل مسؤولية وصراحة حول الوضع العام النقابي والاجتماعي وقدموا بعض الحلول والاقتراحات التي من شأنها ان تضيف المزيد من النجاعة والفاعلية للعمل النقابي. 23 متدخلا من اعضاء الهيئة الادارية الجهوية تقدموا بالعديد من الاستفسارات والاقتراحات والتوصيات والاضافات حول العديد من المسائل التي تتعلق بالوضع الحالي بالحوض المنجمي، وبالوضع العام بالجهة وفي المستوى القطاعي والوطني، وتطرقوا الى الحديث عن المفاوضات الاجتماعية وملف التأمين على المرض والمناولة والحق النقابي وهيكلة بعض القطاعات والتشغيل وسياسة التعاقد والعمل الهش والموسمي والعدالة الاجتماعية و الوضع الصحي والخارطة الصحية والنهوض بالقطاع الفلاحي كبديل لقطاع الفسفاط والتنمية الجهوية والوظيفة العمومية والتحركات النضالية، الدعوة الى مزيد من الوحدة والالتفاف حول الهياكل النقابية وتدعيم الانتماء الى الاتحاد العام التونسي للشغل كمنظمة شغيلة واحدة موحدة والدفاع عن مكاسب الشغالين بالساعد والفكر ومراجعة بعض فصول مجلة الشغل. دراسة ميدانية من جهته قدم الاخ الاستاذ الدكتور عبد الجليل البدوي حوصلة حول مضامين الدراسة الميدانية المتعلقة بالتنمية الجهوية بالجهة مستأنسا بافكار واقتراحات الاطارات النقابية بالجهة لاثراء محتوى هذه الدراسة... أمّا الاخ السحيمي فقدم بسطة حول المفاوضات الاجتماعية الجارية وكذلك حول الدراسة الميدانية حول التنمية بالجهة ودعا النقابيين الى مزيد من التفاعل مع هذه الدراسة وبين ان الاتحاد وخاصة قسم الدراسات سيقوم كذلك باعداد دراسات اخرى ببعض الجهات وخاصة دراسة حول «البترول» في اطار اهتمامه بمشاغل المواطنين وقضايا الساعة. الاخوة المشرفون على الاجتماع تولوا الرد عن استفسارات واقتراحات المتدخلين كل حسب موقعه بتوضيح العديد من المسائل وشرح العديد من النقاط والمواضيع والمحاور التي طرحت خلال اشغال الهيئة الادارية الجهوية والتي تمخضت عنها اصدار بيان تمت المصادقة عليه بالاجماع تضمن حوصلة لعديد من المواضيع التي ناقشتها الهيئة الادارية الجهوية. نشيرُ في الختام إلى أن الاخوة علي بن رمضان ومحمد السحيمي وعمارة العباسي أدوا زيارات ميدانية الى مدن الرديف وام العرايس والمتلوي وتفقدوا مقرات الاتحادات المحلية حيث تحدثوا مع عدد من النقابيين كما ادوا زيارات مجاملة الى بعض المصابين في الاحداث الاخيرة. بيان الهيئة الادارية إن اعضاء الهيئة الادارية الجهوية المنعقدة بدار الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة بتاريخ 25 جوان 2008 برئاسة الاخ علي بن رمضان الامين العام المساعد المسؤول عن النظام الداخلي وبحضور الاخ محمد السحيمي الامين العام المساعد المسؤول عن الدراسات وبعد استعراض اسباب تدهور الاوضاع الاجتماعية بالجهة وفي اطار متابعة البحث على الحلول الممكنة التي تساهم في تخفيف التوترات جهويا فان الهيئة الادارية الجهوية تؤكد ان الشغل حق للجميع وهو حق من الحقوق الاساسية للمواطن يضمنه دستور البلاد وكل المواثيق والاتفاقيات الدولية وتؤكد الهيئة الادارية الجهوية ايضا حق كل مواطن في المطالبة بالتشغيل بكل الطرق القانونية بما في ذلك الاحتجاجات السلمية. والهيئة الادارية الجهوية إذ تشيد بمواقف الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد الجهوي، والنقابيين التي واكبت، وساندت مطالب العاطلين عن العمل بالجهة، والتي عبرت عنها اللوائح والبيانات الصادرة عن اطره القانونية في الغرض، فإنها تدين كل التجاوزات لقانون المنظمة وانتهاك حرمة مقرّاته والاعتداء على النقابيين، وتحمل المسؤولية لكل من قام بالتجاوز، وترفض توظيف الاحتجاجات من اجل المطالبة بالتشيغل لاغراض اخرى ومحاولة تحميل الاتحاد الجهوي والاتحاد العام مسؤولية الاحداث وتدين الهيئة الادارية سقوط ضحايا وجرحى في الاحداث الاخيرة بمدينة الرديف وتدعو الى فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات. تعبر الهيئة الادارية عن ادانتها الشديدة لكل اشكال العنف مهما كان مصدره وتندد بالتجاوزات الامنية في الحوض المنجمي. كما تدعو الى: حماية المواطنين الابرياء في ممتلكاتهم وحرماتهم وحرياتهم. فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات في تلك التجاوزات. اطلاق سراح الموقوفين الذين عبروا عن حقهم في الشغل في اطار مسيرات سلمية. العمل على ارجاع الاوضاع العامة بمدينة الرديف الى حالتها الطبيعية. وتعبر الهيئة الادارية الجهوية عن انشغالها امام استمرار ارتفاع عدد العاطلين عن العمل في كل معتمديات الجهة وغياب تركيز مشاريع اقتصادية تنموية بها، وتحث الدولة على بعث المشاريع الفاعلية الاقتصادية القادرة على استيعاب اعداد كبيرة من طالبي الشغل ووضع مخططات تنموية ترسي العدالة الاجتماعية بين كافة معتمديات ولاية قفصة وتقاوم تفشي البطالة بها، وتحدّ من التهميش لفئات واسعة من السكان في تلك المعتمديات. والهيئة الادارية الجهوية التي تسجل تدني الخدمات الصحية في الجهة نتيجة غياب التجهيزات المناسبة والضرورية لحفظ صحة المواطن خاصة في المستشفيات العمومية الى جانب غياب طب الاختصاص والادوية المناسبة، تدعو الى تعديل الخارطة الصحية وتطوير القطاع الصحي العمومي ليقوم بدوره الاجتماعي وتركيز مستشفى جامعي بالجهة.