على إثر ما شهدته مدينة سيدي بوزيد والمعتمديات المجاورة لها مؤخرا من تحرّكات اندلعت تضامنا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي أقدم على حرق نفسه بعد أن انسدت أمامه سبل الكسب والرزق وعدم إيجاده الآذان الصاغية ترفع الضيم عنه وترد الاعتبار لكرامته وذاته البشرية تعدّدت في أكثر من مناسبة تجمعات لمئات النقابيين والمناضلين أمام دار الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس متحدّين الطوق الأمني الذي ضرب على مبنى الاتحاد والطرق والأنهج المؤدية إليه رافعين شعارات تنادي بضرورة وحدة العمّال ضدّ القمع والاستغلال والمطالبة بحق كل مواطن تونسي في الشغل والحرية والكرامة واستعدادهم للدفاع عن منظمتهم العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل بالنفس والنفيس من أجل الحفاظ على مكاسب الشّغالين والوقوف ضدّ كل من يحاول امتصاص دم العمّال واستغلال عرق جبينهم وكد يمينهم مندّدين بغلاء الأسعار الذي سحق القدرة الشرائية للطبقة الشغيلة فأثرت سلبا على أوضاعها الاجتماعية التي زادت غما وكمدا وضنكا. وفي هذا الاطار انعقدت يوم الخميس 2010/12/30 هيئة ادارية جهوية بصفاقس برئاسة الأخ محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس نظرت في عديد المسائل المدرجة على جدول أعمالها وأصدرت لائحة عامة ضمنتها مواقفها من عديد المسائل خاصّة المتعلقة بالوضع في سيدي بوزيد ومختلف التحركات الناتجة عنه وتبعاتها المتعدّدة. كما أكّدت على شرعية مطالبنا المعنوية والمادية الواردة في مختلف لوائح هياكلنا الجهوية والقطاعية والمركزية والمتعلقة خاصة باستئناف التفاوض حول نظام التأمين على المرض والتقاعد والسياسة الجبائية والشأن التربوية وغيرها من الملفات الوطنية الكبرى. وجدّدت »عزمنا على مواصلة النضال الدؤوب ضدّ كلّ أشكال السمسرة باليد العاملة والعمل الهش في القطاعين العام والخاص والوظيفة العمومية«. وعبّرت عن دعمها اللامشروط لكلّ النضالات القطاعية المبرمجة جهويا ومركزيا (الضمان الاجتماعي، عملة التعليم العالي، التأطير والإرشاد التربوي، التعليم الأساسي، التعليم الثانوي، الاتصالات، عملة التربية...) ونؤكد على التزامنا بإنجاحها دعما لمطالب منظوري هذه القطاعات وتكريسا للوحدة النقابية المناضلة ومطالبها بإلغاء كلّ القيود المكبلة للحريات العامة والفردية وكلّ التشريعات المانعة لهذه الحريات كما طالبت برفع كلّ القيود المسلطة على الاعلام المرئي والمسموع، وتمكين الاتحاد العام التونسي للشغل من حقّه في التعبير عن مواقفه عبر مختلف وسائل الاعلام العمومية. وفي المستوى العربي جدّدت التزامها بمواصلة النضال ضدّ كلّ ما يتعرّض له المسجد الأقصى من حفريات واعتداءات يوميّة سافرة تهدف إلى تهويد القدس وطمس هويته العربية الاسلامية، كما نجدّد دعمنا لنضالات شعبنا في غزّة الأبيّة وكلّ المدن الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني الغاشم، وأكدت رفضها لكلّ مظاهر التطبيع والاعتراف به أو التفاوض معه عن وقوفها الى جانب المقاومة العراقية الصامدة في وجه الاحتلال الأمريكي الصهيوني وكلّ الأطماع الاقليمية، وإدانتها لبعض الأنظمة الرجعية الداعمة للاحتلال الأمريكي للعراق الصامد. كما أفادنا الأخ يوسف العدواني الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي بصفاقس بموافقة الهيئة الادارية الجهوية بصفاقس على اقتراح عقد مؤتمر استثنائي غير انتخابي للبت في تطوير قانون الاتحاد حتى يفسح المجال لتفكير هادئ وجدّي لتطوير هيكلة الاتحاد وتحديثها وقد تمّت المصادقة على هذا المقترح بأغلبية كبيرة وعارضهُ اثنان أحدهما لا حق له في التصويت. كما أشار المتدخل بأنّ المكتب التنفيذي وعددا من النقابيين تحوّلوا إلى المستشفى الجهوي الحبيب بورڤيبة بصفاقس لزيارة الجرحى والمصابين في أحداث مدينة سيدي بوزيد وما جاورها قصد الاطمئنان على أحوالهم والتعبير لهم عن مساندة الاتحاد الجهوي لهم وتضامنه معهم.