(نحن أمّة لو جهنم صبت على رأسها واقفة ما حنى الدّهر قامتها إنّما تنحني لتعين المقادير إن سقطة أن تقوم) »مظفر النوّاب« تذكرك الشّوارع الطويلة تذكرك المدائن تذكرك الأرياف يذكرك التفاح والاجاص والخضار يذكرك الأطفال حين يشترون منك حزنك المقهور والسجون من أولئك الكبار تذكرك الوالدة الثكلى وأختك التي تراقصت في لسنها أغنية الأحرار يذكرك الكبار في الحكايا يذكرك الصغار للمرايا تذكرك الجدران حين كنت تحتها تفكّر في ليلك هل يأتك صنعته النهار صنعته النهار يذكر النشيد في الصباح داخل الفصول تحفظه ألسنة الأطفال تذكرك الجبال والسباسب تذكرك الأنهار والقفار والصحاري يذكرك الظلام حين يسدل الستار يذكرك الأحرار يذكرك الجياع والحفاة والعراة وناي الرعاة يذكرك الطفل حين يدون فقرته حين يخطّ على صفحة العمر جملته التالية: بلادي بلادي بلادي أنت حبّي ومرادي... يذكر الشابي حين ينشد الحياة إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ومن لا يحبّ صعود الجبال يعيش أبد الدهر بين الحفر يا سيد الأحرار يا سيد الأحرار يا سيد الأحرار قهرتهم بجوعك قتلتهم بفقرك أذقتهم مرارة الآلام والأوهام أهديتنا الآمال والأحلام ففرّت الأقزام وغادرت أوكارها وغادر المكان وغادر المكان وغادر المكان وصرت أنت يا سيد الأحرار وصار شعبك الأبي من ورائك يصنعها الأقدار يا سيد الأحرار يا سيد الأحرار يا سيد الأحرار ❊ محمد اللواء عمارة توزر في 14 جانفي 2011 ***** لم يبق من الخريف سوى كرهي له ❊ أنور اليزيدي لم يعد البرد كافيا لإشعال كانون في البيت وشراء معطف للمشي مساء في طريق طويلة ما نزل من الأمطار لا يرسم ابتسامة السنابل فجرا، لا رحيق في الأزهار. لا فرق بين النحل وراقصات الباليه. تمرّ الفراشات حاملة كفنا نسجته من شرانقها أما الشمس: تلك الشمس فقد صارت جثة، صارت نعشا، صارت قبرا، سأعشق هذا العالم مهما تغيّر... ******* ضباب ❊ خالد الهدّاجي هناك أشياء مبهمة خلف النوافذ التي غازلت القمر في ليالي الثلج، هناك أشياء غريبة. تحت الموائد الكبيرة حيث تمتدّ الأصابع الغامضة. لترسم أسماء لقيطة.. هناك أشياء غامضة، تومض في أعين الطيبين. هناك أشياء مدهشة... خلف أبواب السماء التي ظلت مغلقة مساء الغبار أيها الصنم، بايعناك فاكذب دون خجل. هذه ريحك تعيرنا وجوها للمرايا، فلا تسقط فوق روؤسنا، كم نحتاجك كي لا يأتي الصباح، مساء الحزن أيها الصباح، سوف تأتي، أعدك أنك ستأتي، لنصدّك عن شواطئنا... ونعود الى كهوفنا.