(نحنُ أمّةْ لَوْ جهنّم صُبّتْ على رأسها واقفة ما حَنَى الدّهْرُ قامَتَهَا إنّما تنْحَنِي لِتُعينَ المقاديرَ إنْ سقطتْ أنْ تَقُومَ) تذكرك الشوارع الطويلة تذكرك المدائن تذكرك الأرياف يذكرك التفاح والإجّاص والخضار يذكرك الأطفال حين يشترون منك حزنك المقهور والمسجون من أولئك الكبار... تذكرك الوالدة الثكلى وأختك التي تراقصت في لسنها أغنية الأحرار... يذكرك الشيوخ في الحكايا تذكرك الوجوه للمرايا تذكرك الجدران حين كنت تحتها تفكّر في ليلك هل يأتك النّهار... صنعته النّهار... صنعته النّهار يذكرك النشيد في الصباح داخل الفصول تحفظه ألسنة الصّغار تذكرك الجبال والسّباسب تذكرك الأنهار والقفار والصّحارى يذكرك الظلام حين يسدل السّتار يذكرك الأحرار يذكرك الجياع والحفاة والعراة وناي الرّعاة يذكرك التلميذ حين يكتب النّشيد حين يخطّ على صفحة العمر جملته التالية بلادي بلادي أنت حبّي ومرادي... يذكرك الشابي حين ينشد الحياة... »ومن لا يحبّ صعود الجبال يعش أبد الدّهر بين الحُفر« يا يا يا يذكرك العبّاد حين... يؤذن المؤذن ترتيلة الجهاد في هدأة الأسحار يذكرك الشّيوخ في صلاتهم يذكّرك الحجّاج طائفين في تكبيرهم.. في كعبة الأبرار تذكرك السّورات والآيات تذكرك القصائد العصماء تذكرك الأشعار يا سيّد الأحرار يذكرك الحكّام في قصورهم يذكرك السّلطان والأمير... حين تكشف الأسرار تذكرك الشام... تذكرك لبنان... تذكرك عمّانُ... أي عُمّانْ يذكرك العراق... يا سيّد الأحرار تذكرك الرّباط والجزائر البيضاء يذكرك المختار في ليبيا الفداء تذكرك جزيرة الآبار تذكرك نواق الشط والسّودان والصّومال تذكرك الرّايات حرّة في ساحة التّحرير... يا سيّد الأحرار وتونس العظيمة... وتونس الجميلة... وتونس الكريمة... وتونس التي في قلبها يجتمع الثوّار يا يا يا يذكرك الصّعيد جائعا يذكرك الفيّومُ... والرّغيف ثائرًا... يذكرك العبّاس... سيّدنا الحسين... والأزهر الشريف... يذكرك الأحرار... يا سيّد الأحرار يذكرك الأبطال... تشي غيفارا... هو شي منه... عبد الناصر... لوممبا... مونديلا... يكتبك التاريخ ثائرًا... في صفحة الثوّار... يذكرك المسيح... يذكرك سيّدنا علي... يذكرك الغفاريّ... يذكرك النبيّ أحمد في لحظة الصّفاء... يهديك راية الجهاد والتحرير... يعطيك اسمك الجديد... يا يا يا قهرتهم بجوعك.. قتلتهم بفقرك أذقتهم مرارة الآلام والأوهام أهديتنا الآمال والأحلام ففرّت الأقزام وغادرت أوكارها وغادروا المكان وغادروا المكان وصرت أنت سيّدا يا سيّد الأحرار وصارت الشعوب من ورائك تصنعها الأقدار يا يا يا يذكرك اللّسان والنداء هاتفا: »إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر...« يا يا يا