النوافذ مطفأة تشرد الأطفال قبل منتصف الليل وتوقفت قمامة العائلة عن النزول من الطابق العلوي للعمارة حدث كلّ هذا عندما عثرنا على ألبوم صور ملقى في آخر الزقاق العصفور سأحدثك عن العصفور الذي فرّ من قفص الظهيرة الضيق المعلّق في باب المطبخ لم يكن جوعان أو عطشان لكنّه قرّر الفرار من قفص الظهيرة الضيق المعلق في باب المطبخ ربّما كان وحيدا ربّما كان حزينا ......................... لسبب ما لم أنزعج لرحيله ولم أقم مأدبة لتشييعه تركت له باب القفص مفتوحًا وغيّرت خبزه وماءه وموسيقى البيت مساء، عاد العصفور مبلّلا ومذعورا ربّما اكتشف أنّ المدينة كانت قفصا كبيرا وأنّ الشوارع كانت ملأى بالصيادين وأنّ موكب العصافير المهاجرة لم يمر بعد... شارع مدريد في الفجر أمراء المزابل مجتمعون على قطّة، المزاريب تقطر أعمدة النور تذبل والبرد يبحث عن فتحة في الملابس جيش العصافير تختبر الصول في ردهات الشجيرات ..... متهجية درجات العمارة تسأل صاحبة المخبزة متى ستسدّد فاتورة الكهرباء؟ عامل البلدية، يلتقط الصوت، ينهي مصادرة الفضلات وينسى مواعدة الحافلة ... إيه... كم موحش حادث الشغل في مطر الساعة الرابعة لن أكتب شيئا... لن أزرع في الغيمات الفكرة لن أجلس في مقهى القدس ولن أتسلّى بمرور الأيّام أمام عيوني وأنا أرتشف القهوة كالبدوي النازح ... من ماشية الوسط الغربي إلى ماشية الاسفلت من أين انحدرت هذي الدّمعة كالخنزير البرّي؟ مرّت من شفتيّ الكلمات سريعا فتقيّأت عويلي...