علمت «الشعب» أن 23 طيارا تونسيا تابعا لكل من الخطوط التونسية والطيران الجديد «نوفال إير» و»كارتاقو» قد غادروا تونس للعمل في شركات طيران خليجية نظرا للاغراءات والعروض المالية الكبيرة التي توفرت لهم عن طريق الانترنات أو الاتصالات المباشرة من طرف وكلاء هاته الشركات. ونظرا للخبرة وللسمعة الطيبة التي يتمتع بها الطيارون التونسيون بدأ الطيران الخليجي يستقطب هؤلاء إضافة الى الفنيين والمضيفين والمضيفات. ففي أقل من شهرين تمت هذه العملية نتيجة اغراءات مالية وأجور تصل الى 12 ألف دولار شهريا مع سيارة فاخرة من أغلى الماركات العالمية إضافة الى شقة مجهزة توفر لهؤلاء ظروف عمل وإقامة طيبة للغاية. وحال علمنا بهذا الخبر اتصلنا بالأخ مختار الحيلي الكاتب العام للجامعة العامة للنقل ليوضح لنا هذه المسألة فأكد لنا الخبر مبينا أن السمعة الطيبة للطيران التونسي جعلت عديد الدول تريد إغراء الطاقم التونسي المتكون من طيارين وفنيي طائرات ومضيفين ومضيفات حتى أن الهند طلبت وبصفة رسمية من الاطراف التونسية (ألف طيار) وهذا الرقم المذهل يؤكد الاغراءات الموجودة عالميا. وحول تأثير هذا النقص على عمل شركاتنا أوضح الأخ الحيلي أنه بفضل وطنية الطيارين بشركات الطيران التونسية تم تجاوز النقص في الفترة الماضية فقبلوا بالعمل المضاعف على حساب راحتهم السنوية والتزاماتهم العائلية. وذلك دفاعا عن سمعة الخطوط التونسية وغيرتهم على المؤسسة. ولئن يمثل هذا «الهروب» الى الخليج خسارة مادية ومعنوية كبيرة للطيران التونسي باعتبار أن تكوين طيار في ظروف عادية يتطلب خمس سنوات وأن كلفة باهظة، فان الخطر يتطلب تحمل كافة الأطراف المسؤولية كاملة. وفي هذا الجانب أوضح الأخ مختار الحيلي أنه يتمنى أن يكون للمسؤولين الحس والاهتمام الكبير مثلما يكنه رئيس الدولة على هذا القطاع حيث ما فتئ يدعم الخطوط التونسية ويحظاها برعاية خاصة . ودعا المختار الحيلي الى ضرورة فتح مدرسة برج العامري من جديد أمام الطيارين المدنيين والى مزيد تكثيف تكوين الطيارين الأكفاء وذلك للحفاظ على السمعة الطيبة للطيران التونسي وحتى لا نضطر الى الاستعانة بطيارين أجانب. ونبه الأخ الكاتب العام للجامعة العامة للنقل الى أن السنوات القادمة الى حدود سنة 2010 ستشهد إحالة عدد هام من الطيارين الي التقاعد ببلوغهم سن الستين سنة مما يفترض برمجة تكوين مكثف. ونشير أن هذا الاقبال المكثف على الطيارين التونسيين جاء بعد أزمة الطيران لسنة 2001 حيث شهد ركودا كبيرا بسبب أحداث 11 سبتمبر، ولكن يشهد القطاع الآن انطلاقة جديدة مما نتج عنه نقص في سلك الطيران على المستوى العالمي وبعد ايقاف تربص الطيارين العرب بالولايات المتحدة سنة 2001 ومن ضمنهم التونسيين نبهت الجامعة العامة للنقل إلى أهمية أخذ هذه المعطيات بعين الاعتبار حتى لانصل الى ما لا يحمد عقباه.