ها هُوَ الدّكتاتورُ الطّريدُ، يفكّر في قبرهِ، هائمًا هاربًا، كالخفافيشِ في الظّلماتْ... ها هو الدّكتاتورُ الشّريدُ، تضيق به في الفضاءِ جميع الجهاتْ... فيختارُ منفاهُ وسْط الفَلاةْ... ها هو الدّكتاتورُ الحقيرُ هنالكَ في القَفْرِ مُغْتَرِبًا وذليلاً كنَعامَةٍ، إِرْثُهُ اللّعناتْ... الشّهيدُ كالفراشةِ كان الشّهيدُ، يفتّشُ في النّارِ حارقةً عن نجاةْ... هُوَ أوّلُ من يسقطونَ وآخرُهُمْ، هو ناصرُهُمْ... ولديه النّشيدُ الّذي قاومَ الطّعناتْ... الشهيدُ الّذي أشرقَ الفَجْرُ من دَمِهِ... الشّهيدُ الّذي أشعلَ الأُفْقَ من حُلْمِهِ... الشّهيدُ الّذي اخْتَرَقَتْهُ الرّصاصَةُ في رأسِهِ/ صدرِهِ/ ظهْرِهِ... الشّهيدُ الّذي أطعم الزّمنَ القادِمَ الحُرَّ من لحمِهِ، كي نكونَ كما نشتهي، كي يحرّرنا من قيودِ الطّغاةْ... هُوَ أعظمُ منّا جميعًا، وأعظمُ من كلّ ما قيلَ، أو ما يقالُ، وما سيقالُ... وأعظمُ من أن تحيطَ بهِ الكلماتْ... سماسرة الثّورات أيّها القادمونَ حناجرُكُمْ مِلْؤُهَا الصّرخَاتْ... اِحرسُوا جذوةَ الرّفضِ فيكُمْ وفينَا، إلى أنْ ترَوْا نصرَكُمْ، ساطِعًا مثل أيقونَةِ الضَّوْءِ. واعتصمُوا دائمًا بالثّباتْ... واهتفُوا في المَدَى، اهتفوا أبدَا :»لا تهينوا دماء الشّهيدِ، رجاءً. ولاتسرقوا حُلْمنا في الحياةْ...« واحذروا جيّدًا، جيّدَا، من سماسرَةِ الثّوراتْ...