❊ لماذا تقصدين القصرين؟ هذا أول واجب أقل تحرك في اتجاه المواطنة ولأني مازلت أتحسس طريقي الفني أريد ان اشارك جماهير هذه المناطق أحاسيسهم عن قرب هم قدموا الكثير وهذه الزيارة اعتبرها تشاركا رمزيا مع أهالينا في مسيرة ثورة الحرية والكرامة في حين أكدت لبنى النعمان انها تزور القصرين لان اهلها كبار أصلا ونريد ان نطاول كبرهم وكرمهم تجاه هذه الثورة المجيدة وتقول لو كانت لدي امكانيات لزرت كل المناطق لان هذه الثورة صالحتها كفنانة مع هذه المناطق اكثر اذ كان من المفروض ان تكون اكثر تصالحا مع اللّجهات والفنون ومع طبائع هؤلاء الناس، زيارتنا رمزية لتجاوز المعوّق الجغرافي وتقرب المناطق من بعضها البعض خصوصا ان هناك من يحاول الاصطياد في بركة الجهويات العطنة التي تجاوزها شعب تونس منذ ملحمة التحرر الوطني. الزيارة زيارة عرفان لأناس كانوا في واجهة الاحداث وقدموا الكثير لأجلنا: دماء وكرامة وقهر. والفنان هو مواطن اساسا عليه ان يلتحم بالجماهير ويعطي المثال السلوك المواطنة. علينا ردم هوّة الفردانية. لقد اصبح لنا اليوم من يحتفى بقصائدنا ويغني للرفاق ومن يبادلنا عناقا بعناق. أما نوال بن صالح فقد قالت »اقصد القصرين بخجل شديد تجاه ما قدمه أهالي هذه المناطق لكل لبلادنا وللبلاد العربية. أريد ان اشاركهم أحاسيسهم التي هي بالتأكيد مختلفة عمّا عشناه لقد دفعوا ثمنا أغلى من أجلنا جميعا، كنا في العاصمة متفرجين لم نسمع لعلعة الرصاص الذي كان يخترق صدورهم العارية وجباههم التي لا تنحني. كانوا يخرجون من منازلهم وهم لا يعلمون ان كانوا سيعودون اليها أم لا، كانوا وحدهم. لا تكفي أغنية واحدة ولا بحر موسيقى لتكريمهم. امين مال نقابة المهن الموسيقية سامي زغلامي تساءل: ولماذا لا أزورالقصرين، هناك قولة تؤكد ان كل شيء قد قيل منذ الاغريق لا أريد ان أضيف انا المتفرج عن بُعْدٍ كلاما عن نضالات اناس عزّل واجهوا ديكتاتورا مسلحا وجندا مدججين بحجارة، انهم بواسل الحرية والكرامة، نذهب لنشكرهم على انجازهم العظيم الذي لم يخطر على بالنا ربما لجبننا او لانسجامنا مع فكرة المواطن النموذجي الذي غرسها فينا نظام بورقيبة ثم بن علي وسيذكر التاريخ ان أهل تالةوالقصرين وبوزيد قد حرروا تونس ولن يذكر اننا رزناهم لذلك فزيارتنا هي لا شيء امام ما قدموه من صناعة تاريخ تونس الحديث، نزورهم ايضا لتفنيد »ما فعله السفهاء منا« في القصبة باعتدائهم على المعتصمين بها. نائلة الزغلامي ناشطة سياسية وباحثة المرأة في هذه الثورة ساهمت مساهمة فعالة جنبا الى جنب مع الرجل فالمرأة التي قالت قتلوا لي ابنا ولي 3 اخرين سأقدمهم مناضلين لهذه الثورة »صفي« امرأة مناضلة من الصف الاول والمرأة في كل مكان وظيفة ومستوى تعليمي قد ساهمت بفكرها وساعدها من خلال فلذات اكبادها الذين قدمتهم وهي اليوم تستشعر خطر الرجعية وتسعى في المستوى الحقوقي التشريعي الى التمسك بالمكاسب وتتصدى لقوى الرجعية خشية ان تخسر ما لديها وتضطر لمعاودة النضال من نقطة الصفر، المرأة تنشط وتساهم في التظاهرات والنقاشات وحقوق المرأة غير موزعة بعدل على كل النساء لذلك علينا السعي الى مساواة المرأة مع اختها (المرأة العاملة وربة البيت مثلا) في مستوى الحقوق والواجبات والمرأة عموما تخاف على مكانتها داخل المجتمع فمثلا عندما عينت وزارة العدل مكلفا بعدول اشهاد رفض الحديث معه النساء العاملات في هذا القطاع وهذا مؤشر خطير لذلك نرى ان المطروح على النساء اليوم اكثر مما هو مطروح على الرجال بمسافات لأن المرأة تقاوم العودة الى الخلف وتريد تعزيز ما تحقق سابقا حتى لا تخسر عمرا اضافيا في نقاش مسائل محسومة. ثم ان الحركة النسائية جزء لا يتجزأ من الحركة العمالية والنضالية والسياسية وعلى المرأة ان لا تتخلف عن هذه الحركة وتناضل من الداخل وهو نضال مضاعف لأنه يصطبغ بطابع خصوصي هو خصوصية واقع المرأة في محطينا المحلي والدولي من خلال تفعيل دور الجمعيات النسائية والديمقراطية والتنموية والحقوقية لأن المرأة تعاني اضطهادا مزدوجا. يوسف العبيدي (عضو اتحاد جهوي بالقصرين) الاتحاد الجهوي كان موجودا ومتابعا الوضع عن كثب محليا ووطنيا خاصة اثر اندلاع الاحداث في جهة فريانة، وهي انطلاق الاحداث في جهة تالة تولى الاتحاد المتابعة والتحول على عين المكان صحبة حسين العباسي ورضا بوزريبة حتى ساعة متأخرة في اتحاد محلي بتالة مع مجموعة نقابيين بجهة تالة حيث كانت المدينة محاصرة في حالة رعب تام. وفي القصرين قام الاتحاد بتأطير المسيرات، وقد اقتحم البوليس مقرّنا واعتقال والاعتداء على مجموعة نقابيين ومواطنين التجؤوا الى الاتحاد. وتنقلنا الى المستشفى لمعاينة الشهداء والاصابات صحبة الاخ حسين العباسي وعقدنا هيئة ادارية جهوية أقرت الاضراب بيومين 10 و 11 جانفي وتواصلت المجزرة بالمدينة وتواصلت المجزرة بالمدينة عن طريق القناصين ومنع دفن الشهداء الى حدود انسحاب كلي للأمن في البلاد وعمت الفوضى وعمليات نهب من اطراف مجهولة وأغلب الظن من اعوان الامن الى حدود سقوط النظام. يجب اعادة الامن والطمأنينة الى المواطنين والاستقرار في الجهة وعودة التلاميذ الى مدارسهم ومعاهدهم بشكل طبيعي. اعطاء الجهة الأولوية في التنمية، نسبة البطالة مرتفعة جدا وتهميش للجهة. فتح تحقيق عاجل حول الضحايا والقناصة وتحديد المسؤوليات. محاسبة لبعض المسؤولين في الجهة وكشف التجاوزات التي حدثت. يقظة مستمرة من الشعب حتى لا يقع الالتفاف على الثورة لأن هناك مؤشرات توحي بالعودة الى النظام البائد من خلال الاعلام وتجاه الجهة وتسميات الولاة. الأستاذ أحمد المباركي (عضو لجنة الدفاع عن الثورة) للمحامين دورهم ايضا منذ أول يوم انطلقت فيه الشرارة الاولى للثورة، كان الامر يتعلق بالمسيرات امام الجموع الغفيرة للمواطنين تنديدا بالقمع والسلب والنهب وطلبا للحرية والانعتاق. كان المواطنون بجميع شرائحهم يسعون إلينا ويهتفون امام قصر العدالة طالبين مساندتهم فكان منا ان نخرج بالزي الأسود ونصطف امام تلك الجماهير رافعين الشعارات المعروفة التي اصبحت شهيرة في تونس وحتى في الثورة المصرية حاليا ومنها »الشعب يريد اسقاط النظام« »حرّيات حرّيات لا رئاسة مدى الحياة«. مع العلم ان هذه الشعارات السياسية رفعت لأول مرة في القصرين ومنذ أول يوم وامام ما يُسمى بلجنة التنسيق للتجمع والغريب ان الالتحام بالجماهير لم يحصل مثلما حصل في القصرين، فتبدأ المسيرات عفوية ثم تتجمع امام قصر العدالة ثم تنطلق في افضل عنفوانها في انحاء المدينة ووصول الامر بعاطفة الجماهير الى حد ان جميع سيارات الاسعاف التي كانت تنقل الشهداء والجرحى كانت تتوافد عنوة وعمدا امام المحكمة حيث كان المحامون في صف واحد بزيهم الرسمي ويعلموننا بما ينقلونه من شهداء وجرحى رغم ان السيارات لا يفترض ان تتوقف. لقد فكر المحامون في تأطير وتأسيس الطلبات حتى لا تظل الحركة الشعبية على عفويتها الاولى فانطلقنا في تكوين لجان على مستوى اطار المحامين ثم تكوين ما سمّيناه بلجنة الدفاع عن الثورة هذه اللجنة تكونت من عديد المحامين واساتذة التعليم ومناضلي اتحاد الشغل اضافة الى ممثلني عن المعطلين عن العمل من ذوي الشهائد العليا واصبحت هذه اللجنة تصدر بيانات لتلخيص المشهد السياسي وتوضيح مطالب الثورة على المستوى الوطني ومنها اسقاط الحكومة، حلّ التجمع وتأسيس مجلس يعهد اليه تحديد دستور جديد يكون بناؤه مبادئ الديمقراطية والحرية وعلى الصعيد الداخلي، وهي طلبات ملحة في الجهة ومنها رفض تسلم تلك المعونات المادية المتمثلة في 120 د لأنها تمثل امتدادا لسياسة النظام البادئ ونظام الحضائر، رفض تنصيب ولاة جدد ممن كانوا عالقين في وحل النظام البائد وتركيز قطب صناعي بجهات الولاية والمشاركة بوزراء وولاة وموظفين ساميين من ابناء الجهة.