بعد هدوء نسبي في الشارع التونسي، وبعد تنظيم عديد المسيرات المتفرّقة بين عديد الولايات، عادت الاحتجاجات الرافضة لحكومة الغنوشي والمنادية بإسقاطها. وكانت الجولة الأولى يوم الأحد 20 فيفري الجاري عندما تجمّع المئات أمام المسرح البلدي رافعين شعارات مندّدة بسياسة الحكومة المؤقتة وداعية إلى إسقاطها، ثمّ سرعان ما تحوّل التجمّع إلى مسيرة حاشدة ضمّت الآلاف من الشباب والكهول والنساء تنقلوا إلى ساحة الحكومة لخوض تجربة الاعتصام من جديد وتسجيل محطّة جديدة من محطّات النضال ضدّ النظام القائم. المعتصمون في ساحة الحكومة كانت مطالبهم واضحة، فهم أوّلا يطالبون بمجلس لحماية الثورة وبحكومة إنقاذ وطنية على أنقاض الحكومة الحالية تعدّ لانتخابات حرّة ونزيهة لمجلس تأسيسي يسنّ دستورا ديمقراطيا جديدا. وتواصل الاعتصام إلى الآن رغم البرد القارس والطقس الكافر ومناورات وحدات البوليس الذين فكّروا في الاعتداء عليهم مرّة أخرى في ظلّ صمت الحكومة لكن إرادة المعتصمين حالت دون ذلك. وكلّ يوم، وكلّ ساعة تأتي وفود مشاركة مساندة من النقابات والنقابيين والعاملات والعاملين والطلبة والتلاميذ والقوافل من عديد الجهات رغم منع بعضها. اعتصام القصبة، مثّل شمعة تُنير درب فئات وقطاعات واسعة من الشعب التونسي، ودليلا على رفض حكومة لا ترتقي إلى طموحات وآمال عائلات شهداء ثورة تونس والشعب التونسي عموما.