شهيد آخر ينضاف إلى قائمة الشهداء التي ما انفكّت صاحبة الجلالة (الصّحافة) تقدّمه من حين إلى آخر وهي معتزة بذلك ورأسها شامخ في سبيل الدفاع عن الكلمة الحرة والصورة الصادقة التي يريد الدكتاتوريون حجبها وتعتيمها... فهذا النظام اللّيبي المجرم في حق أبناء شعبنا في الشقيقة ليبيا يوجّه رصاصة الغدر والجبن في صدر الصّحافي الشهيد علي حسن الجابر مصوّر بقناة الجزيرة لمّا كان يخاطر بنفسه لنقل مشاهد حية عن المجازر التي يرتكبها الطاغية معمر القذافي على بعد 20 كم تقريبا من مدينة بنغازي. ولئن قتل النظام الليبي الصّحافي الكبير ضيف الغزال الذي كان يوجه بمقالاته النقدية الضربات الموجعة للنظام الليبي عدو الجماهير شر قتلة وبتر أصابعه واليوم يحطم عدسة المصور علي حسن الجابر ويرديه قتيلا فإن الأصابع التي حبّرت ستظل خالدة والعدسة التي صورت ستبقى رابضة في مكانها رغم داء الدكتاتوريين وجبروتهم وقد قال الكاتب الروسي العظيم ماكسيم غوركي: »إن الرصاصة التي تقتل المرء لا تستطيع قتل أفكاره«.