نحتفل السبت 9 افريل 2011 بذكرى احداث 9 افريل 1938، التي سقط فيها شهداء تحت رصاص المستعمر الفرنسي، عدد من التونسيين رفعوا أصواتهم عالية للمطالبة بالحرية وببرلمان تونسي. ولهذا العيد هذه السنة بالذات مذاق مختلف حيث لن نقتصر على تقديم التهاني من باب أداء واجب يبدو في غالب الاحيان ثقيلا، لأنه كان يتلخص في الاشادة بالاحياء وابراز دورهم مقابل إغفال الحديث عن الشهداء. وإذا كان لابد من تهنئة، فإننا نقدمها هذه السنة عن طيب خاطر وبروح معنوية مرتفعة، الى الشعب التونسي قاطبة والى أجياله المتعاقبة والى كافة المناضلين من اجل حرية البلاد ومناعتها وحماية اقتصادها وبناء مستقبلها. واعتقادنا ان شهداء تونس على مر السنين وخاصة في الحقبة التاريخية الحديثة ولا سيّما منذ بداية القرن الماضي يستحقون التخليد والتمجيد والاشادة في كل مناسبة، لا فقط عبر تسمية الانهج والشوارع والساحات والمباني بأسمائهم ولكن ايضا بتضمين اسمائهم في لوحة رخامية ضخمة يمكن نصبها على ضفاف بحيرة تونس وتكون مزارا للتونسيين وغيرهم من زوار تونس، وذلك على غرار لوحة مماثلة منتصبة في مدينة واشنطنالامريكية، تخلد قتلى الجيش الامريكي في حربيْ كوريا وفيتنام. وإذا خصصنا لوحة العاصمة لجميع شهداء الوطن، فإننا نستطيع اقامة لوحات خاصة بشهداء كل مدينة أو جهة في احدى ساحاتها. وبذلك يقع التعرف على الشهيد الواحد مرتين، محليا ووطنيا. وبالمناسبة، ندعو السلط المعنية ومنها البلديات الى التنصيص في العلامات التي تثبتها في الشوارع والساحات، اضافة الى الاسم واللقب، على تاريخ استشهاد المعني بالامر، حتى تتوفر للمطلع فكرة أولية عن الشهيد، كأن تكتب فرحات حشاد، استشهد في رادس يوم 5 ديسمبر 1952 وليس فقط اسمه وفي بعض الحالات، اسمه وعبارة شهيد. ولعله من المفيد، الشروع منذ الآن في اعداد احصائية دقيقة لشهداء الوطن سواء قبل الاستقلال او بعده ولِمَ لا فتح سجلّ خاص بهم يكون محفوظا في احدى الدوائر الآمنة.