تقمص الصادق ساسي (عتوقة) زي المنتخب الوطني لمدة 17 سنة كاملة وكان في أغلبها الحارس الاول تألق في تصفيات كأس العالم 1978 كما تألق مع فريقه النادي الافريقي لينحت بنجاح تجربة حارس مرمى مميز بعد مغادرته المستطيل الاخضر لم يتحمل عتوقة مسؤولية تسيرية رغم خبرته الواسعة ومع ذلك فإن عشقه للجلد المدور لم يفتر. ❊ الصادق ساسي، هناك بعض اللاعبين ممن انتمو للمنتخب او لفرق كبرى يعيشون وضعيات اجتماعية صعبة فماهي الاسباب؟ وكيف ترى هذه الوضعية؟ هذه الوضعيات التي يعيشها بعض اللاعبين تعود إلى عدة عوامل اهمها اننا في السابق لم نجن المال ولم نسع وراءه، كل ما كان يحركنا هو حبنا لكرة القدم لذلك لم نحصل أرصدة ولا عقارات وكل ما فزنا به هو شغل قار يضمن للفرد منا حياة كريمة بعد اعتزاله اللعب والمشكل يكمن في ان البعض فكر في مستقبله ووازن بين الكرة وحياته المهنية والبعض الآخر لم يحسب حساب ما بعد فترة اللعب. كما يعلم الجميع فقد لعبنا كرة القدم في اطار الهواية، اي ان كرةالقدم لم تكن موردًا للرزق وهو ما لم يفهمه عديد اللاعبين الذين انغمسوا في لعب كرة القدم منبهرين بالشهرة ومتعة اللعب وهو ما سبب الوضعيات الاجتماعية الصعبة. ❊ ماهي الحلول التي تراها لمساعدة هؤلاء اللاعبين؟ لابد من الاشارة أولا إلى ان الجمعيات لا تتحمل مسؤولية كبرى في مساعدة اللاعبين ذلك أنّ لها التزاماتها المالية الحالية من خلاص لاعبين ومسيرين واطار فني وطبي وهي كلها مصاريف تثقل كاهل الجمعية قد تعجز عن سدادها في بعض الاحيان يبقى ان مساعدة البعض من حين الى آخر تبقى مسألة إنسانية تقوم بها الجمعية كلما سنحت الفرصة. ويكمن الحل في اعتقادي في الاستفادة من خبرة اللاعبين القدامى مقابل أجر فعلى سبيل المثال لم يتمكن عدد كبير من اللاعبين القدامى من الحصول على شهادة التدريب درجة أولى بسبب غياب شرط المستوى التعليمي في حين حصل على هذه الشهادة أناس لم يمارسوا يوما كرة القدم. فهل يعقل ان لا يستطيع التدريب لاعبٌ انتمى إلى المنتخب وإلى جمعيات عريقة؟ لذلك أرى ضرورة أن تمنح الدرجة الاولى من شهادة التدريب لكل من لعب في صفوف المنتخب لان هذه الشهادة ستفتح لصاحبها آفاق التدريب والحصول على وظيفة وأجر ويمكن ايضا ان يقع الاستفادة من خبرة اللاعبين القدامى في مستوى الرابطة الثانية والثالثة أو حتى النوادي الرياضية كمشرفين وهو أقل ما يمكن القيام به لفائدة اللاعبين القدامى لان فضلهم كبيرفي امتاع عشاق كرة القدم فهم من ألقوا المحفظة وغادروا المدرسة كي يتمتع اخرون بالفرجة وكي يصنعوا لحظات تاريخية يرفعون فيها راية تونس. ❊ على ذكر التزامات الجمعيات المالية هناك عدد كبير من اندية النخبة مهدد بالنزول الجماعي للرابطة الثانية بسبب اخلالات مالية فهاهو تعليقكم؟ هذا أمر معروف وطبيعي فوفقا لقانون الاحتراف تعاقب الجمعيات المخالفة للشروط المالية بالنزول الى درجات أدنى وهو ما حصل فعلا في فرنسا وإيطاليا. المشكل في تونس أننا مازلنا بعيدين بمسافات عن مفهوم الاحتراف فلا عقلية اللاعبين ولا عقلية المسيرين احترافية لان الاحتراف قائم على التنظيم المالي وعلى مجموعة من الالتزامات المتبادلة وفي حال الاخلال بأحداها يقع الاخلال بكامل المنظومة الاحترافية وهو ما يحصل عندما لا تقوم الجمعية بخلاص أجر اللاعبين والمسيرين والاطار الفني فتتشنج الاوضاع وتنعكس على أداء اللاعب وعلى مستوى البطولة ومستوى الفريق الوطني لذلك أرى أن على الهيئات المديرة أخذ المسألة المالية والادارية على محمل الجد لان الأجور والتنظيم الاداري هي مقومات وشروط الاحتراف. واذا اردنا تقييم تجربة الاحتراف في تونس يمكن القول انها دون المأمول فالاحتراف تراجع بمستوى كرتنا واخرجنا من دائرة المنافسات القارية والدولية وهو ما يطرح التساؤل حول جدوى الاحتراف ان لم يحسن من مستوى كرتنا ماذا أضاف الاحتراف؟ أين المواهب امثال طارق والعقربي وعقيد والشتالي والشايبي؟ أين فرقنا في المنافسات القارية؟ ❊ من الملاحظ غياب قدماء اللاعبين عن التسيير الرياضي فهل هو خيار أم اقصاء؟ بصراحة ان المسألة واضحة ولا تستحق تأكيدا فعد قلة تدخل في باب الاستثناء وقع اقصاء اللاعبين القدامى وتجنبهم أو تجاهلهم فكما ذكرت سابقا أقصى العديد منهم من مجال التدريب بحجة المستوى التعليمي اما في مجال التسيير فأغلب فلتات تونس وأبرع لاعبيها غير موجودين. لقد انتُزع منا مجالنا الذي ابدعنا فيه وضحينا لاجله وما يلاحظه الجميع ان من عشق ومارس الكرة وفهمها واتقنها مُغيّب في حين يسير الكرة في تونس من لا علاقة له بها ومن لم يلعبها يوما بل واكثر من ذلك يحدث ان ينال لاعب حظّه فسرعان ما يهاجمه البعض ويحاول البعض الاخر جاهدا الاطاحة به وعرقلة مهامه فانا لا أفهم الى حدود اللحظة اسباب التخلي عن الحارس والمدرب الممتاز المختار النايلي، كما لا أفهم اسباب اقالة علي بومنيجل لا أفهم أيضا ان يتصل مسؤول في الجامعة باللاعب عادل السليمي ليتهمه على المباشر ويناقش معه مسائل كروية لا يفهمها. هذا الوضع الذي أقصى فيه اللاعب القديم وأصحاب الخبرات هو الذي أنتج واقع كرتنا الحالي المتردي وأكبر دليل الانسحابات المتتالية من المنافسات القارية وعجز منتخبنا حتى الان على ضمان ورقة العبور لنهائيات أمم افريقيا التي اصبحت من المسلمات لذلك أرى ضرورة مراجعة واقع كرتنا واعطاء أهل الخبرة والكفاءة حظهم في الاشراف ولابد أيضا من مراجعة الاحتراف حتى تتحسن كرة القدم.