كأنّي في انتظار أحد مّا، أو شيء مّا، أظلّ مستلقيا في هذه الغرفة المهملة الغرفة التي يفتح شبّاكها على شارع مقفرٍ حيث لا ريح سوى تلك التي تكنس الشّارع القديم، وتلقي بالغبار على وجهي، ولكنّها لا تطال نسيج العناكب في الزوايا السوداء لا تحملني إلى ذاكرتهم ولا تلقي بالغبار في كؤوسهم كأنّي في انتظار أحد مّا، أو مطر مّا، أظلّ مستلقيًا... لا أحد يطرق بابي، صبيحة الأحد لا أحد يمرّ بذاكرتي لا أحد يمرّ بي.. سوى الجرذ العجوز في تفقّده اليائس لأواني الطبخ. كان يتوقّف لينظر إليّ شزرًا رغم أنّي تجاهلت طيلة اللّيل قضمه لأوراقي المبعثرة.