استضاف المنتدى الفكري لفرقة مسرح الشمال ببنزرت برئاسة الزميل الحبيب العربي الكاتب والناقد المسرحي والصّحافي »أحمد عامر« ليحاوره حول »الخطاب المسرحي بعد ثورة 14 جانفي« بفضاء دار الثقافة الشيخ ادريس ببنزرت مساء السبت 16 افريل 2011 . بعد الكلمة الترحيبية وبسط الموضوع من قبل الاستاذ الحبيب العربي رئيس الفرقة وكلمة شكر الاستاذ أحمد عامر للدعوة وللشباب الثورة الذي أتى بالحرية انطلق في تشخيصه للمسرح التونسي بداية من سنة 1909 زمن تأسيسه واعطائه المكانة المتميزة ثم تطرق باختصار الى قطاعات المسرح انطلاق من الهواية الى العمومي فالى الخاص وذكّر بأهمية المسرح المدرسي والجامعي وأكد على ان خريجهما هم دعامة المسرح المحترف الجديد وتحدّث عن المسرح في فترة الستينيات والسبعينيات من ناحية الاثراء والتبشير بخطاب مسرحي جديد، كما ذكّر بأهمية نوادي النقد الذي هو قاطرة تعنى بمعالجة المضامين. تطرّق ايضا الى هزيمة جوان 1967 التي ولّدت الشك في الهوية العربية وسببت الاحباط فجاءت الدعوة الى اللجوء او الهروب الى التراث لاستعادة الروح للعرب لكنه لم يتواصل نتيجة عقمه، ثم جاء فيما بعد تطور الشكل والتوهان في المضمون والاقتصار على التلميح والاشارة والاسقاط تظرا لدخول الكاتب تحت الرقابة. كان المسرح فسيفسائيا يشتمل تجارب مسرحية متطورة فيها جرأة سياسية وسرد جميل وشاعرية كمسرح الأرض لرجاء بن عمار ومسرحية »غسالة النوادر« لفاضل الجعايبي. أكدّ الاستاذ أحمد عامر ان مهرجان قربة بهنشير بن عياد هو المؤسس فسمّي بهوليود المسرح ويأسف لتلاشيه، هذا المهرجان تناسلت عنه مهرجانات عديدة اللقاءات فيها ليست بالحميمية كما كانت سالفا تتسم بعدم التلاقح وضخّها لعروض دون ضبط محاور وتوجهات، كما جاء على تشرذم مسرح دور الثقافة وصمود مسرح الهواية وظهور القطاع الخاص ومسرح الجمالية والكتابة البصيرية والسينوغرافية والجسد على حساب القضايا والمضامين ونوّه ببعض التجارب المسرحية الشابة ومضامينها ومفهومها. باختصار شديد كان المسرح حسب قوله في الماضي يتنفس برئة واحدة واليوم بعد الثورة حتما سيتنفس الصعداء ويعبر بكل حرية بلا اشارة ولا تلميح وجوابا عن السؤال الذي طرحه في أول مداخلته. أجاب الاستاذ أحمد عامر قائلا: يجب ان يكون المسرح متمسكا بقواعد العملية المسرحية الحقيقية ومستفيدا من مناخ الحرية الحقيقي يطرح القضايا بجرأة وشجاعة دون السقوط في فوضى الكلام واللغة الخشبية والخطاب المباشر غير قابل للخيانة منفتحا على محيطه ومتفاعلا معه مرتقيا بالجمهور لا متعسفا عليه التعقيد والغموض لأن الفن ابداع وممارسة راقية ترتقي بالاذواق دون السقوط في الفوضى والشعارات. ايضا يجب ا ن يكون مؤسسا لتجارب متطورة وراقية من المعرفة لا يركبه كل من هبّ ودبّ متناغما مع الفنون ليكون فرحة نابضة بمختلف الفنون (غناء، رقص، موسيقى، رسم... الخ). ويجب ان يكون ايضا مسرحا طارحا السؤال تلو السؤال معيدا النقد الى مكانته لا يقوم على الهرولة لكسب الربح وضمان برمجة مكثفة في المهرجانات التي من الواجب اعادتها الى مكانتها كمهرجانات مسرحية حقيقية لا مهرجانات زينة و (فترينة). قبل إثراء الحوار البنّاء والهادف من بعض المتدخلين استمع الحضور للشاعر عز الدين الشابي في قصيدة »التنازع على الحكم« وكان مسك الختام مع قيدوم المسرح ومؤسس مسرح الشمال ببنزرت الاستاذ محمد الهادي المرنيصي في سرد جملة من النوادر التي تعرض لها ورقافه مع الزعيم الحبيب بورقيبة بعد عرض احدى المسرحيات بحضوره أضفت مسحة من الفكاهة على الحضور وأضحكتهم.