أيها الشعب المكافح نساء ورجالا، شبابا وشيوخا على اختلاف اصنافكم الاجتماعية احييكم جميعا تحية الاتحاد العام التونسي للشغل. في هذا اليوم التاريخي بذكرى عيد الشغل وأتوجه باسمكم جميعا الى كافة الشغالين في العالم فابلغهم تحية الشعب التونسي الذي يكافح في جانب الشعوب التي تسعى للنهضة والحرية والاستقلال ثم أتوجه الى أرواح الشهداء الذين سقطوا في ميدان الكفاح القومي والذين قدموا لنا درسا في الكفاح اني احييهم واحيي الأرواح الطاهرة الزكية التي استشهدت في ميدان الوغى وتركت لنا هذه المثل العليا التي تحتفل اليوم من اجلها لنقيم الدليل على اننا في طريقهم سائرون وعلى تحقيق امانيهم عاملون. يجتمع الشغالون اليوم احتفاء بهذا العيد لاقامة الدليل على ان الطبقة الشغيلة سائرة وراء الاتحاد، فعيد الشغل اصبح عيد الشعب، عيد تونس عيد أعظم عبرة، عيد السواعد القوية، عيد التضحية، عيد الثورة الاجتماعية التي حررت الشعوب من الاغلال (...). نعم نحتفل كل عام بعيد الشغل، ولكن هذا الاحتفال عسير على اقطاب الرجعية الذين لم يتفطنوا الى الحقيقة وقرب انهيار الحكم المتجبر الذي يجعل من الشعوب عبيدا دون مراعاة لحرية البشر ورفاهيتهم وتحررهم من ظلم الانسان لأخيه الانسان انه ليوم عسير على الرجعية. ان احتفالكم بعيد الشغل له معنى وأيّ معنى فلابد بعد الاحتفال بهذا العيد ان يفتح باب جديد للنضال حتى نقضي على قوى الرجعية وحتى نكسر القيود التي تغل شعبا ناشد للحرية. إن الشعب التونسي قد عقد العزم على افتكاك حقوقه وان يقيم على سواعده بناء جديدا طبقا لمبادئه، وهذه المرأة بينكم لإقامة الدليل اكثر من السابق على انها دخلت ميدان الكفاح. وهؤلاء العمال والمتوظفون قد كافحوا الاضطهاد. هؤلاء المثقفون التونسيون قد انضموا للاتحاد. وانا لنمد ايدينا الى الطبقة العاملة العالمية التي هيأت برامج لاعانة الشعب التونسي. وهذه النتائج التي جناها الاتحاد لم نتحصل عليها الا بسواعدنا الجبارة واعمالنا الخالدة. سنعمل دائما في الحقل القومي الوطني اذ نحن من الشعب واليه وان الشعب وحدة لا تتجزأ وسنعمل دائما بعزيمة لنيل حقوقنا وتحقيق حياة الكرامة والشرف. اننا نعاهد الشهداء على مواصلة الكفاح لتحقيق الرغائب القومية ولتحيا تونس عزيزة مكرمة. من خطاب فرحات حشاد في احتفالات عيد الشغل يوم 1 ماي 1951، الصباح بتاريخ 3 ماي 1951.