ايها الشعب المكافح نساء ورجالا، شبابا وشيوخا على اختلاف اصنافكم الاجتماعية احييكم جميعا تحية الاتحاد العام التونسي للشغل. في هذا اليوم التاريخي نحتفل بذكرى عيد الشغل واتوجه باسمكم جميعا الى كافة الشغالين في العالم فابلغهم تحية الشعب التونسي الذي يكافح في جانب الشعوب التي تسعى إلى النهضة والحرية والاستقلال ثم اتوجه الى ارواح الشهداء الذين سقطوا في ميدان الكفاح القومي والذين قدموا لنا درسا في الكفاح اني احييهم واحيي الارواح الطاهرة الزكية التي استشهدت في ميدان الوعي وتركت لنا هذه المثل العليا التي نحتفل اليوم من اجلها لنقيم الدليل على اننا في طريقهم سائرون وعلى تحقيق امانيهم عاملون. فاتحة عهد جديد.. ايها الاخوان يجتمع الشغالون اليوم في انحاء المملكة التونسية مدنها وقراها احتفاء بهذا العيد لاقامة الدليل على ان الطبقة الشغيلة سائرة وراء الاتحاد، فعيد الشغل اصبح عيد الشعب، عيد تونس عيد اعظم عبرة، عيد السواعد القوية، عيد التضحية، عيد الثورة الاجتماعية التي حررت وهي في طريقها الى تحرير بقية الشعوب من الاغلال، بهذا العيد يحتفل الشعب الجزائري وشعب مراكش وشعب طرابلس لاقامة الدليل على انها شعوب متحدة المرمى والاتجاه ومستعدة للقضاء على الاستعمار المشترك وهي بهذه الصفة تلتحق بقافلة النهوض والتقدم الاجتماعي العظيم. الوحدة المغربية والتحرير ان اتحادكم ايها العمال اتحادنا العظيم الذي بث الروح في هذه الطبقات الشعبية وناداها الى التكتل والسير الجدي الحثيث نحو تحقيق اهدافها السامية، ان هذا الاتحاد ليتكلم باسم الشعب الافريقي باجمعه اذ لا تحرير لتونس ولا للجزائر او مراكش ما دام هذا المغرب العظيم يرزح تحت اثقال الاستعمار فلا غرابة حينئذ ان ننوه في هذا العيد بالشعوب الشقيقة. المغرب وجلالة سلطانه العظيم سيدي محمد بن يوسف وشعبه وزعمائه وشعب طرابلس الجسور الذي تحصل على استقلاله، فهذه الوحدة التي تجلت في هذا العيد تجعلنا نعتبره عيد التحرير والاستقلال. نعم نحتفل كل عام بعيد الشغل، ولكن هذا الاحتفال عسير على اقطاب الرجعية الذين لن يتفطنوا الى الحقيقة وقرب انهيار الحكم المتجبر الذي يجعل من الشعوب عبيدا دون مراعاة لحرية البشر ورفاهيتهم وتحررهم من ظلم الانسان لاخيه الانسان انه ليوم عسير على الرجعية. ان احتفالكم بعيد الشغل له معنى واي معنى فلا بد بعد الاحتفال بهذا العيد ان يفتح باب جديد للنضال حتى نقضي على قوى الرجعية وحتى نكسر القيود التي تغل شعبا ناشد للحرية، مداسة حقوقه الشرعية انتم تعلمون ماهي الحالة التي نحن عليها اليوم، لقد اجتمعنا في مثل هذا اليوم من سنة 1950 وانذرنا الحكومة والوزراة الكعاكية بان الشعب التونسي لا يمكن ان يسكت عن هذه الحالة الممقوتة وامام اتساع الكفاح الشعبي وتقدمه جنح الخصم الى التفاوض فتألفت الوزارة في شهر اوت الماضي. وكان يظن انه بمجرد هذه العملية يمكن ان تهدأ الحالة ويتخلى الشعب عن كفاحه اليومي لانجاز رغائبه الوطنية. ولكن هل تراخيتم عن رغباتكم، كلا، فالعامل الفلاحي دائما في طريق النضال وحوادث النفيضة وغيرها اعظم دليل على ذلك وقد برهنتم كلكم موظفين وعمالا على ان السياسة الحالية لا تجدي نفعا وكانت الوزارة تكافح داخل الحكم وقد تفطن الشعب لاساليب الاستعمار الشيطانية اذ اتحد في جبهة تقاوم الحكومة في دواوينها نفسها. وهذه اضطرابات عمال الفلاحة تشهد بان العامل التونسي يتقدم وينتظم فكانت الاضطرابات من المظاهر العامة على كفاحه وقد زعزعتم اركان الادارة الفرنسية حتى تخلى الكاتب العام وكاهيته عن منصبيهما وظنت الحكومة ان سياسة التدجيل توهن الايمان الراسخ وتفرق بينكم فكان الاتحاد فاتح باب الوحدة القومية وممهد سبيلها وهي اعظم دليل على ان سياسة المراوغة قد افلست ونقول للجانب الفرنسي لقد افتضح الامر وقد برهن العامل والشعب التونسي باجمعه على ان هذه الحالة لا يمكن ان تدوم وان الطريق الوحيد الموصل الى الامن هو ارضاء الرغائب العامة للشعب التونسي، وان الشعب قد اعد لكل طارئ ولان يفتك حقوقه افتكاكا. هناك ازمة مخيمة على البلاد، وهذه الازمة سياسية تتجسم في بقاء هذا المجلس الحقير الذي يعمل لفائدة اقطاب الاستعمار، وقد اصبح ممثل فرنسا محتارا في اي الطرق يسلك هل يتوجه نحو التجمع الفرنسي فيكون طريق الخيبة ويكون طريق سفك الدماء؟ ام يسلك طريق الجنرال. نشر بجريدة الصباح في 3 ماي 1951