تأسّس المعهد العربي لحقوق الانسان سنة 1989 بمبادرة من المنظمة العربية لحقوق الانسان واتحاد المحامين العرب والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وهو منظمة غير حكوميّة ذات علاقة رسميّة استشارية لدى اليونسكو ولدى المنظمة الدولية الفرنكفونيّة وله صفة المراقب لدى اللجنة الافريقية لحقوق الانسان والشعوب ومراقب لدى اللّجنة العربيّة الدائمة لحقوق الانسان. وتقوم برامج المعهد العربي لحقوق الانسان، الذي يرأسه حاليا الأستاذ عبد الباسط بن حسن على الدورات التدريبية في مجال حقوق الانسان واقامة الندوات إلى جانب نشر الدراسات الحقوقيّة والقانونيّة والكراريس التدريبية إلى جانب المجلة العربية لحقوق الانسان وهي مجلة متخصصة في مجال حقوق الانسان ينفتح منبرها لكل المفكرين والمثقفين والمناضلين. نضال المعهد العربي لحقوق الانسان لم يطفٌ على السطح بعد ثورة 14 جانفي بل هو مشروع تأسيسي منذ النشأة وهو اليوم يأخذ بُعدًا أكثر جماهيريّة بعد أن رُفعت عن أنشطته المضايقات والرقابة المقيتة لأجهزة القمع النوفمبري. من أجل العيش معا »منتدى الانتقال الديمقراطي والمواطنة: من أجل العيش معًا «هو مشروع مسترسل للمعهد العربي لحقوق الانسان بالاشتراك مع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والمرصد التونسي للانتقال الديمقراطي، كانت لبنته الأولى في حمام الأغزاز وقليبية بالاشتراك مع جمعية المواطنة والديمقراطية بحمام الأغزاز. النشاط إلتأم في جزءه الأول بفضاء خاص بمدينة حمام الأغزاز وشهد حضورًا كبيرًا مساء السبت 23 أفريل حيث تداول على الكلمة كلّ من الأستاذ حمادي الرديسي والأستاذة حفيظة شقير والأستاذ عبد الكريم الكبيري والاعلامي زياد كريشان والأستاذ عادل بالحاج رحومة. النشاط الذي ترأسه الأستاذ عبد الباسط بن حسن رئيس تطرّق إلى معاني التحول الديمقراطي من أجل مواطنة فاعلة وعيش مشترك ودور حقوق الانسان في الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية كما تمّ التطرّق إلى البعد التنموي وعلاقته بالانتقال الديمقراطي وحريّة الرأي والتّعبير واعلاء تيمة المواطنة. الانتخاب والمشروعيّة الديمقراطية الجزء الثاني من الندوة إلتأم يوم 24 أفريل 2011 بدار الثقافة بقليبية وشهد أيضا حضورًا مهّمًا، وقد شمل النشاط عرضًا غنائيا لنادي الأمل لكورال الأطفال بحمام الأغزاز ثمّ كانت المداخلات العلميّة حول الانتخاب كطريق إلى المشروعية الديمقراطية وتداول على الكلمة كلّ من الأستاذة حفيظة شقير (قانون الانتخاب) والأستاذ بهاء الدين طنڤور (القانون الانتخابي للمجلس التأسيسي) والدكتورة رجاء بن سلامة (المشاركة السياسية للمرأة ومسألة التناصف) والاعلامي سفيان بن حميدة (أي دور للاعلام في شفافية الانتخابات؟) والأستاذ أمين غالي (دور المجتمع المدني في تحقيق انتخابات شفافة). مشروع تنويري هذا البرنامج الذي لاقى قبولاً حسنًا لدى أهالي حمام الأغزاز وقليبية بما طرحه من أفكار ومقاربات علميّة وعقلانيّة متوازنة سوف يتكرّر في مختلف جهات البلاد في الفترة التي تسبق موعد 24 جويلية وذلك مساهمة من المعهد العربي لحقوق الانسان في تيسير ثقافة المواطنة والمساهمة في تحصين الثورة والمحافظة على شعاراتها الرئيسية من أجل البناء الديمقراطي والتداول السلمي على السلطة.