حرصا من القطاع على المساهمة في نحت مستقبل البلاد عبر تفعيل اهداف الثورة بمختلف ابعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، نظمت النقابة العامة للتعليم الاساسي ندوة اقليمية بأحد النزل بقابس يومي 9 10 ماي 2011 واكب فعالياتها (64) مسؤولا نقابيا يمثلون الجهات التالية: تطاوينمدنينقابسقبليصفاقستوزرقفصةسيدي بوزيد. ندوة اقليمية بقابس: وافتتح الاخ احمد مبروك الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الاساسي بقابس الندوة مرحبا بالحاضرات والحاضرين محددا اطارها من حيث هي ندوة سياسية على صعيد مضامينها بما يؤكد الترابط والتلازم بين مختلف ابعاد العمل النقابي الامر الذي تجسد منذ اندلاع الثورة باحتضان الاتحاد لها ومساهمته في تجذيرها، مضيفا أن القطاع بعقده لهذه الندوة انما يكرس تناغمه مع التوجهات العامة للاتحاد القاضية بإيلاء الشأن السياسي الاهمية التي يستحق ثم احال الكلمة الى الاخ سلامي امجيّد الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقابس الذي رحب بدوره بالاخ الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الاخ عبد السلام جراد وبأعضاء النقابة العامة وبالمشاركات والمشاركين مسجلا عدم تخلي المنظمة عن الثورة منذ انطلاق شرارتها الاولى ولن تتخلى عن دورها الراهن المتمثل في السير بها حتى تحقيق اهدافها النهائية، مذكرا بالحملات المسعورة التي استهدفت المنظمة بسبب مساندتها للجماهير الشعبية والتي ترجمتها الهجومات السافرة التي تعرضت لها بعض مقراته والعنف الهمجي الذي مورس على بعض مسؤوليه واشار الى ان هذه الهجمة تتنزل في سياق السعي الى فصل الاتحاد عن محيطه الطبيعي واستبعاده من المشهد السياسي الحالي، مضيفا أنها محاولات لن تثبط عزائم النقابين ولن تنال منها بل ستزيدهم حرصا على استكمال الثورة وتأمين المناخ الملائم لاجراء انتخابات شفافة نزيهة حرة وديمقراطية تفرز مجلسا تأسيسيا يضع البلاد على طريق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. أما الاخ حفيظ حفيظ الكاتب العام للنقابة العامة وبعد ان حيا مناضلات ومناضلي القطاع على التزامهم بالحضور بغرض الاسهام بنجاعة في فعاليات الندوة، وجه باسم القطاع أحر التحيات الى الهياكل النقابية بجهة قابس وفي مقدمتها المكتب التنفيذي الجهوي الذين سهروا على توفير كافة مستلزمات النجاح لهذا النشاط الدراسي التكويني من حيث الاستقبال والتنظيم، كما نوّه بحرص الاخ الامين العام على الاشراف على الندوة رغم صبغتها الاقليمية مستعرضا مساهماته في تذليل المصاعب وتجاوز العقبات بما هيأ امثل الظروف لتنفيذ هذا النشاط متوقفا عند اهم اسباب تنظيم هذه الندوة وخاصة منها تمسك القطاع بضرورة تعميق المسار الثوري من خلال بلورة جملة من المواقف والرؤى التي تكشف النقاب عن اشكاليات عديدة تعمل قوى الردة بكل حزم على طمسها والمشاركة من ثمة بفعالية في اعداد مشروع برنامج يلامس كافة المجالات التي يتعين ان تكون حقول فعل مناضل لا هوادة فيه، يصب في اتجاه تجذير ثورتنا بابراز اعماقها الاقتصادية والاجتماعية واظهار اطارها السياسي الحاضن، مضيفا أن هذه الاهتمامات ذات الابعاد المتعددة التي ظهرت جلية في انشطة القطاع هي امتداد لنهج وضعت لبناته الاولى منذ بواكير القرن المنقضي (1919) حيث كرّس القطاع في فعله النقابي خلال هذه السيرورة التاريخية الثرية والحافلة بالعطاءات، الترابط المفصلي بين البعدين الوطني والاجتماعي، هذه الحقيقة الموضوعية الثابتة تجلت في اكثر من محطة ومنه الاضراب الذي نفذه القطاع استنكارا لزيارة شارون ورفضا للتطبيع مع العدو، واضراب 5 اكتوبر 2009 من اجل اطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي متخلصا الى ان انشغال القطاع بالاستحقاقات السياسية واهتمامه بالمستقبل السياسي للبلاد يأتي تتويجا لمسار طويل زخر بالتضحيات الجسام انتصارا لقضايا شعبنا وأمتنا، مركزا على ان القطاع لا يمكن الا ان ينتصر لقضايا الحق والحرية وهي قضايا لا يمكن تثبيتها كمعطيات قارة الا بتفيكك بقايا الدكتاتورية وذلك من خلال تشكيل جبهة تتسع لكل القوى المدافعة عن مجتمع ديمقراطي حداثي يضمن التوزيع العادل للخيرات التي يعتبر الشغالين طرفا اساسيا في انتاجها. اما الاخ عبد السلام جراد وبعد ان حيا الاخوات الحاضرات والاخوة الحاضرين ومن خلالهم كافة المعلمات والمعلمين، توقف عند أنشطة النقابة العامة التي اعتبرها متماهية مع ثوابت المنظمة داعمة لتوجهاتها المنحازة الى جانب شعبنا في نضاله من اجل الحرية والانعتاق معتبرا اياها رافدة للحراك النقابي العام الذي يتميز في الآونة الاخيرة بالكثافة والتنوع، اما على مستوى المستفيدين والاطر المنظمة او على صعيد المضامين التي تقاربت وتمحور جلها حول متطلبات تعميق عملية الانتقال الديمقراطي. وفي مستوى ثان، شدد الاخ الامين العام على ان الثورة يجب ان تحقق نقلة نوعية في حياة الشعب وتؤمن له حياة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية تقوم على مبدأ المواطنة الكاملة الرافضة لجميع اشكال الميز والاقصاء والتهميش والانغلاق وهو يتطلب تصور دستور جديد يتعين تأسيسه وبناؤه على قاعدة اهداف الثورة وعلى خلفية ما راكمه شعبنا من مكتسبات ومن ذلك قيم الحداثة والمساواة بين المرأة والرجل ويصحح التراجعات المسجلة على المستوى الاجتماعي خاصة مجانية وعمومية الصحة والتعليم والسكن الاجتماعي. كما ذكّر الاخ الامين العاك بالدور الفاعل للاتحاد العام التونسي للشغل في اعمال المجلس القومي التأسيسي 1956 وهو دور طبيعي بالنظر الى ثقل هذه المنظمة العتيدة ودورها الريادي في الحركة الوطنية وانخراطها الطلائعي بقيادة زعيمها فرحات حشاد في معركة التحرر الوطني، مضيفا أن الاتحاد اليوم وبعد ثورة الحرية والكرامة التي احتضنتها فضاءاته تصاعديا يطمح الى لعب دور مركزي مع باقي مكونات المشهد السياسي والنسيج الجمعياتي في اعمال المجلس التأسيسي الثاني المزمع انتخاب اعضائه في الرابع والعشرين (24) من شهر جويلية القادم، وأوضح ان الاتحاد ليس حزبا سياسيا ولا يطمح الى أخذ السلطة وليس ذلك من مهامه لكنه مع ذلك معني بالسياسة لانه معني بمستقبل البلاد وبتطورها وباستقلالها وتحولها الى ديمقراطية حقيقية ولأن الدفاع عن مصالح العمال المادية والمعنوية مرتبط بالخيارات الاقتصادية والاجتماعية وبتطور النظام السياسي بالبلاد. ذلك ان الخيارات الاقتصادية والتوجهات السياسية لها انعكاس مباشر على اوضاع العمال وعلى مصالحهم المادية والادبية لذلك فان شأنها يهم الاتحاد بدرجة أولى، كما ان المنظمة الشغلية تنبه الى بعض الاصلاحات الاجتماعية التي تعتبر مفتاحا للاستقرار وضمانا للتنمية الاقتصادية ومن اهم هذه الاصلاحات التي يتوجب تنفيذها في اقرب الاجال تجسيم الاتفاق المتعلق بالمناولة وتقنين العلاقات الشغلية وتكريس الحق النقابي في الوظيفة العمومية وخاصة في قطاع التربية والتعليم فضلا عن التركيز على مسألة التشغيل لاسيما من حيث حفز المؤسسات على توسيع مجالات الانتداب لتغطية حاجياتها في هذا المجال والتي تقدر بنسبة تتراوح بين 20 و 25٪ مع اضافة 10٪ فوق حاجياتها مساهمة منها في حل ازمة التشغيل. وقد ختم الاخ عبد السلام جراد مصافحته بالاشارة الى ان من ينكر الدور السياسي للاتحاد ومن يسعى الى إبعاده عن المساهمة في مستقبل البلاد لا يريد لبلادنا الاستقرار بقدر ما يسعى الى تحييده كقوة في المجتمع ضامنة للتوازن والحداثة والتقدم.