بعد الثورة الشعبية العظيمة التي انطلقت شرارتها الأولى لأسباب اجتماعية والتي حررت العمال المقموعين وحفزتهم على تحسين أوضاعهم المادية والمعنوية عبر انخراطهم في العمل النقابي وتأسيس نقابات تدافع عن مصالحهم وفي هذا الصدد وقع يوم 6 فيفري 2011 تأسيس نقابة اساسية بشركة سوهترام لنقل البضائع عبر الطرقات بقابس لصاحبها محمد حسن والتي وقع بعثها سنة 1992 والتي يبلغ عدد عمالها 260 عونا منهم 37 مترسما فقط... وبدأت النقابة الجديدة في عملها بطلب جلسة عمل وتعارف مع الادارة بتاريخ 16 فيفري 2011 لم تتم الاستجابة لهذا الطلب لا بالسلب ولا بالايجاب مما اضطرنا الى مراسلة تفقدية الشغل بتاريخ 25 فيفري 2011 لايجاد الحلول الملائمة وخاصة ترسيم الاعوان المتعاقدين الذين فاقت أقدميتهم الاربع سنوات والذين ضحوا وطالما قدموا للمؤسسة وفي يوم انعقاد الجلسة بالوحدة المحلية لتفقدية الشغل بغنوش بتاريخ 15 مارس 2011 بدأت الادارة بتوخي سياسة الطرد التسعفي والايقاف عن العمل دون اسباب وذلك بطرد سبعة اعوان منهم نائبين نقابيين دون الرجوع الى التفقدية العامة للشغل كما ينص على ذلك القانون الوطني والدولي ورغم برقية التنبيه بالاضراب الاولي بتاريخ 31 مارس 2011 والجلسة الصلحية الاولى تمسك المؤجر بموقفه عبر ممثله الاداري والتنبيه بالاضراب الثاني بتاريخ 22 افريل 2011 بعد طرد 37 عاملا اخرين ورغم محاولات الطرف النقابي للوصول الى حل الا ان المؤجر تمادى في الطرد وتهديد الاعوان مما اضطرهم الى الدخول في اعتصام مفتوح بالمؤسسة دفاعا عن حقوقهم المشروعة ووضع حد لسياسة التسيير العشوائي المرتكز على سياسة النعامة والهروب الى الامام ومطالبين بضرورة تركيز ادارة عصرية تعكس الصورة الحقيقية لحجم المؤسسة ورغم تذليل اغلب الصعوبات في جلسة بإدارة المؤسسة وخارجها وابداء حسن النية من الجانب النقابي الا ان ادارة المؤسسة تمادت في موقفها المتصلب غير عابئة بخصوصيات الوضع الجهوي والوطني في هاته المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد بل الاخطر من ذلك ان الاعوان المعتصمين سلميا بمقر العمل تعرضوا الى عملية اعتداء بالعنف من طرف بعض الافراد المسلحين الذين جندهم المؤجر بمقابل مالي وزودهم بمعلومات خاطئة مفادها احتلال مقر المؤسسة من اشخاص مجهولين وغرباء وكادت ان تحصل كارثة لو لم يتحكم المعتصمون في اعصابهم وايمانهم القاطع بشرعية مطالبهم ولولا تدخل قوات الجيش والامن وحسن تأطير الاعوان من قِبَلِ الاتحاد الجهوي للشغل بقابس لحدثت كارثة حقيقية ينجر عنها فوضى وعنف تدخل البلاد في متاهات جهوية نحن في غنى عنها وقد بادر الاتحاد الجهوي للشغل بقابس بالاتصال بالمؤجر في محاولة لايجاد حل يحفظ حقوق الطرفين ووقع الانفاق على حل بعض النقاط دون حل المشكل الرئيسي ألا وهو الترسيم فوقع يوم 4 جوان 2011 مراسلة التفقدية الجهوية للشغل بقابس لتحديد موعد جلسة للنظر في الوضعية القانونية للعمال الذين تنطبق عليهم الشروط القانونية للترسيم وبالتالي محاولة انهاء هذا الاشكال الذي غذّاه تعنت صاحب المؤسسة واصراره على الهروب من مسؤوليته خاصة ان بلادنا لم تعد تتحمل المزيد من الاحتقان وان عهد القهر والظلم قد ولى.