حلّ الأخ رضا بوزريبة الامين العام المساعد المكلّف بالتغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية ضيفا على الاتحاد المحلي للشغل بسليمان ليحاضر حول ملف الساعة الا وهو ملف التأمين على المرض وقبل انطلاق فعاليات هذه الندوة رحبّ الاخ الحبيب غنّام الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بنابل بالاخ رضا بوزريبة مؤكدا على ان هذه الندوة تأتي في اطار الاتصال المباشر بين القيادة والقاعدة العمالية العريضة لمزيد تعميق الرؤى حول القضايا المطروحة على المستوى الوطني ويأتي ملف التأمين على المرض على رأسها نظرا لمدى اهميته على المضمونين الاجتماعيين. اما الاخ الحبيب الخليفي الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغل بسليمان فقد عبر عن سعادته الكبرى باستضافة الاخ رضا بوزريبة محيّا قبوله دعوة الاشراف على هذه الندوة العامة. الاخ رضا بوزريبة الامين المساعد المكلف بالتغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية ذكر الحاضرين بان الاتحاد العام التونسي للشغل دعا منذ سنوات عديدة الى النهوض بالقطاع الصحي العمومي بتدعيمه وتأهيله لتثبيت دوره الريادي والمرجعي في المنظومة الصحية بالبلاد وتأكيد موقعه الاستراتيجي في ضمان الصحة العامة للمواطنين. وفي هذا الاطار ركز الاتحاد على: وجوب تأهيل القطاع الصحي العمومي واعتبار ذلك شرطا اساسيا في انجاح عملية الاصلاح وضمان ديمومة الخدمات الصحية لفائدة المضمونين الاجتماعيين ومن في كفالتهم. ضرورة فهم مقاصد هذا التأهيل على انه تطوير التجهيزات الضرورية والموارد البشرية والخارطة الصحية بشكل يمكن القطاع الصحي العمومي من تحقيق نقلة نوعية في تطوير خدماته. وعلى هذا الاساس توفق الاتحاد الى امضاء إتفاق هام مع وزارة الشؤون الاجتماعية حول اصلاح نظام التأمين على المرض بتاريخ 8 ماي 2004 تضمن في النقطة الاولى منه تأكيدا على ضرورة انجاز تأهيل القطاع العمومي من خلال لجنة تحدث بمقتضى نص ترتيبي يشارك فيها الاتحاد. كما بيّن الاخ المحاضر أن الانطباع الحاصل لدى المضمونين الاجتماعيين ومن في كفالتهم ممن يقصدون القطاع الصحي العمومي بخطوطه الثلاثة للعلاج وكذلك لدى العاملين بالقطاع والمهتمين بملف التأمين على المرض يبرز ما يلي: عدم توازن جهوي في الخدمات الصحية العمومية (الخارطة الصحية). حالة من عدم الرضا العام بخصوص نوعية الخدمات الصحية العمومية كما تطال هذه الحالة من عدم الرضا القطاع الصحي الخاص وذلك من حيث الكلفة المرتفعة للعلاج فيه والتي لا تتماشى ابدا مع القدرة الشرائية للمواطنين والمضمونين الاجتماعيين خصوصا ممن لا يتمتعون بتغطية صحية اضافية. تدني ظروف عمل اعوان الصحة العمومية والمتمثلة اساسا في الاكتظاظ ونقص او فقدان التجهيزات الضرورية والاعطاب المستمرة في الآلات والمعدّات، نقص او فقدان الادوية، التكفل بعلاج اعداد كبيرة من المرضى تفوق طاقة استيعاب المؤسسات الصحية العمومية وهي اسباب تؤثر مباشرة على مردود الاطار الطبي وشبه الطبي وبالتالي على نوعية الخدمات الصحية المقدمة. وخلص الاخ رضا بوزريبة الى ان النظام الجديد للتأمين على المرض من جملة اهدافه الانفتاح على القطاع الصحي الخاص مما ينتج عنه حالة من المنافسة بينه وبين القطاع الصحي العام وهو ما يحتم ضرورة تأهيل هذاالاخير حتى لا يكون الانفتاح على حساب القطاع الصحي العمومي. وفي ختام مداخلته القيمة، طالب الاخ المحاضر لتأهيل القطاع الصحي العمومي. باصلاح الخارطة الصحية وتحسين الخدمات الصحية العمومي كركيزة اساسية في المنظومة الصحية بالبلاد على مستوى العلاج والوقاية والتكوين والبحث العلمي والمحافظة على القطاع الصحي العمومي وتثبيت دوره الريادي والمرجعي في المنظومة الصحية بالبلاد و تحقيق امكانية الاستجابة والرد السريع للحاجيات والاخطار والامراض. واثر ذلك دار نقاش معمق تناول فيه الحاضرون العديد من المسائل.