العاطلون عن العمل ينتشرون في الأزقة والطرقات وتضيق بهم المقاهي يوميا حيث جنى أصحاب هؤلاء المقاهي أرباحا طائلة منهم باعتبارهم زبائن دائمين يرتادونها يوميا. وفي إحدى المقاهي الممتلئة بالعاطلين عن العمل دار هذا الحوار بين اثنين من هؤلاء. الأول. إنشاء الله يا رب تفرج الثاني. ايش هي التي تفرج؟ الأول. طبعا العمل ادعي معي إننا نلاقي شغل الثاني. آه هذا اللي يوجع لان الشغل يا صاحبي أصبح عملة صعبة هذه الأيام. الأول. طيب ما العمل؟ نورنا، الله ينورك. الثاني. يا أخي أنا مثلك بلا عمل يعني كلنا في الهواء سواء. الأول. مادام كلنا بلا عمل لازم كل واحد يحكي للثاني قصته في البحث عن العمل الثاني. طيب أبدأ أنت في حكايتك . الأول . تدري كم لي بلا عمل؟ الثاني. كم أكيد مش أكثر مني الأول . تصدق انه لي ست سنوات لم ألاقي فيها عمل بعدما دخت السبع دوخات الثاني. أكيد ما خلصت التجنيد الأول. يا ليت هكذا لأنني خلصت التجنيد والثانوية وكل شيء معي جاهز إلا العمل. الثاني. والله غريبة حدثني والدي انه قبل العهد الفاسد أي أيام المرحوم الرئيس بورقيبة أي واحد يشتهي يعمل يطلبوا منه دفتر التجنيد وبعدين يلاقي الشغل. الأول. هذا كان أول لكن مع بن علي لا دفتر تجنيد ولا هم يحزنون كل إلي مطلوب منك الفلوس و الأكتاف. الثاني. طيب اللي ما عنده لا أكتاف ولا مال ايش يفعل؟ الأول. ولا يفعل شيء يخليها على الله. الثاني. متى ستنفرج لأني أنا مثلك لي خمس سنوات أدور على عمل والعمل لم يأتي بعد. الأول. على ما اعرف أن البلاد بعد الثورة ستكثر فيها الشركات وأعمال المقاولات وستندثر التدخلات والمحسوبية والرشوة. الثاني. وإلا على الأقل يا أخي لازم تشكل لجنة للعاطلين عن العمل و تنضم للنقابات بحيث تكون هناك ميزانية مالية حتى يصرف للعاطلين مبلغ معين يعينهم على نفقات المعيشة. الأول. ايش تتخيل نفسك في بريطانيا والغرب خليك واقعي ونحن في تونس نعيش. الثاني. طيب ايش الفرق بيننا وبينهم مش هم ناس ربي خلقهم مثلنا؟ الأول. أنا معك أنهم ناس مثلنا لكن من حسن حظهم أنهم خلقوا في بلاد الضباب مش بلاد الأحزاب. الثاني. وهم أيضا عندهم أحزاب. الأول. لكن الأحزاب اللي عندهم لا تفوق الاثنين أو الثلاثة وتتابع قضايا العاطلين وتوفر لهم فرص العمل مش مثل أحزابنا التي تقارب السبعين وهل من مزيد واللي ما عرفنا ايش تريد بالضبط لأنها ناسية موضوع الانتخابات وحتى اتجاهاتها السائدة تسير لبناء ذاتها ولا تعير أي اهتمام للمصالح العامة. الثاني. يا رجال ايش من أحزاب فنحن نعتبر اكبر حزب في البلاد »«. انه والله لسخرية أن نرى النظم السياسية تسخر ولا تبالي بالشعب التونسي الذي كان أمله أن يلتقي قيادة سياسية تدافع على الشعب ولا تجري وراء الأحزاب والكراسي. نجح العالم الغربي بقلة أحزابه لا بتعددها. فعودوا إلى صوابكم واقتدوا بهذه الدول المتقدمة من اجل تونس الحبيبة لتكون فعلا بلدا ديمقراطيا. أناشدكم بالله أن تنظروا الى المواطن التونسي بعين الرحمة لأجل أن يعطى حقه والرفع من شانه وان تعملوا فيما يرضي الله ورسوله وشعب تونس. أدعو الله أن يوفق الحكام إلى ما فيه خير هذه الأمة وصلاحها وان يتولى أمور الناس خيرهم ويدفع عنا شر الظالمين.