رغم مرور أسبوعين على خطابكم الذي ألقيتموه في قابس يوم 30 جانفي 2007 حول التطرف والإرهاب في اطار حملة للتحسيس بالأحداث الخطيرة التي عرفتها بلادنا في الفترة الأخيرة، رغم هذا لا زال الجدل قائما حول جزء هام من خطابكم «المتشنج» والذي نال فيه النقابيون بدون موجب نصيبهم من الاتهامات والشتائم والافتراءات... واذ نشاطركم في مخاوفكم من الارهاب وتداعياته وفي معاداتكم للمجموعة المغامرة والمتطرفة فانا نرفض وبشدة ما تعرض له النقابيون ومنظمتهم من اتهامات باطلة وتشويه مجاني حسب ما أكده العديد من الحاضرين... خطابكم كان حقا ولا زال محور حديث الناس وموضوع اهتمام العديد من السياسيين التجمعيين منهم والمعارضين والمثقفين والنقابيين خاصة في الجزء المتعلق بالاتهامات التي لم تخطر على بال أحد والتي وجهت الى النقابيين ومنظمتهم الوطنية مما أثار الإحباط والحيرة والاستياء من أبعاد هذا التهجم على الاتحاد ومناضليه الذين حشروا باطلا في هذه الحملة مع الإرهابيين والمجرمين...؟؟!!فبسبب هذا التعميم الانفعالي الذي لا يساعد الا على هدم جسور التواصل والذي جاء في خطاب استاذ له مكانته العلمية والسياسية والاستشرافية كلف بمسؤولية معهد للدراسات الاسترتيجية في بلادنا ... بسبب كل هذه المشاكل التي اثارها هذا الخطاب الذي يذكرنا بفترة مؤلمة ظننا انها ولت وطويت صفحتها نهائيا يبقى البحث عن دواعي وانعكاسات هذا الهجوم الكاسح وغير المبرر على النقابيين قائما، كما يظل مستقبل الحوار الوطني والتعاون بين مختلف فصائل المجتمع المدني مصدر تساؤلات واستفسارات تبحث عن اجابات للعديد من الاسئلة المشروعة... من الذي سيجسم التوجه الرئاسي الذي ما انفك يؤكد على أهمية دور الاحزاب والمنظمات في اثراء الحياة الوطنية ومكانة المشروع الديمقراطي في بلادنا، والذي كثيرا ما أكدت السلطة انه خيارا لا رجعة فيه...؟ من المسؤول عن عقلنة استراتيجيتنا المستقبلية وتطوير برامجنا التحديثية؟ من الذي سيساعد على توسيع مجالات الحرية الفردية والجماعية ومجالات المساهمة في صنع القرار وتنمية طاقات الخلق والابداع؟ أبعقلية تشويه المناضلين الوطنيين وتهميش منظماتهم وأحزابهم يمكننا مواجهة التحديات الداخلية والخارجية؟؟ رغم كل هذا سيظل النقابيون كعادتهم وطنيين صادقين يسعون لإذكاء الروح الوطنية والتسامح والتضامن لحشد الهمم وتركيز جهودهم وطاقاتهم على ما ينفع البلاد والعباد والتفرغ لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية ويعزز مناعة واستقرار وطننا العزيز.