أصابعُ باردةٌ تلقي عليّ غطاءً، وتضعُ قرب وسادتي شربةَ ماءٍ باردةً. في ليلة صيفٍ، لا أظمأ فيها ولا أعرى، أنامُ حالما بأعشاش حمامٍ تحت ضوء القمر، ذريعي أنّ نسائمً باردةً ستهبُّ كُلَّ دقيقةٍ. في ليلةِ صيفٍ، أزهارُ جسدي تتمايل تحت ضوء القمر، ذات اليمين وذاتَ الشّمال أشبه بمنديل وداعٍ في يد امرأةٍ. في ليلة صيفٍ، أشمّ رائحة أغنامٍ في زرائبها وأسمعُ صوتَ ديكةٍ فوق أشجار اللّوز، أشربُ سجائري مرتجفًا من غضبة والدي. في ليلة صيف، أكتبُ قصائدَ فوق حصيرٍ قديمٍ.. محُوطًا بأحجار وأعمدةٍ خَشْيةَ عقارب الصّيف، والحروف تغمغم تحت الوسادة في الفجر. في ليلة صيفٍ، مصباح نفطيّ معلّق فوق مدخل الباب، كتبٌ تبتلّ بالنّدى قرب الوسادة، وسعالُ أبي: ألمْ تنمْ بعْدُ!؟ في ليلة صيفُ يا أصدقائي أولدُ مثل قمرٍ في الحقول والبراري. في ليلة ليلاءَ ننام فيها بلا أغطيةٍ فوق السّطوح وفي الشّرفات.. في ليلة صيفٍ..