وكل الخطى لن تعيد الورود لمن سوف أحكي... واسرد غدر الليالي لمن...؟ وكيف الطيور غدت في الاعالي... وراحت وراحت... وبتّ أناجي الرّسوم لوحدي... تأخرت جدا... وتلك الليالي التي فرّقتنا... قست شرّدتنا... ستمضي... غدا الشعر عندي سرابا... عذابا... وكلّ القبيلة تنكر وجهي... الى أين امضي... واني الجريح... واني الغريب... واسأل كل الذي سوف يأتي... متى كان جرحي؟ اعدّ نجوم الصباح لوحدي... ويبحر فيّ السكون عميقا... كيف ابتعدنا... وكيف المنيّة تلجم صوتي.. أروح واغدو إلى المنتهى... تأخرت جدا... ويولد فيّ السؤال جنينا.... إلاهي افترقنا... متى سوف نرسي...؟ سلام عليك... سلام... وذاك الطريق يشهد... اني اكتويت... واني اغتربت... وضاع السبيل... وحتى الحمام المسافر وحده... نأى في البعيد وغاب الهديل... وتلك الروابي تقول احترقنا... وتلك البوادي تقول افترقنا.. وغابت عن الافق شمس الاصيل... واحدى وستّون حولا مضت... وامضي انا مثل طير كسير... اوشحّ حرفي رسوما عليله... كأن ليس يخمد جرحي... فكلّ اللغات سبتني بعيدا... وكل القوافي بدت مثل رمح... إلى أين امضي... وحتّى الثرى زاد شعري أنينا... وكل الحروف تقول وداعا... إلى الخلد تمضي سريعا... ويمضي الصراخ الذي هدّ نفسي. إلى اين امضي... تمرّ الجياد على اضلعي... وحيدا اقاتل لحن اللقاء... وابحر كما الباحث عن لؤلؤات... اسامر بدر الليالي شريدا... وتلك الجراح التي شرّدتنا... سنينَ طويله... من الاغنيات.... من الامنيات... فحتما ستمضي... ويبقى القصيد رسولي إليك... كما السحر يولد... من مقلتيك... إلى أين امضي...