أحيى الشغالون يوم 5 أوت بصفاقس بذكرى حوادث 5 أوت 1947. ووفاءً لتقاليد الاحتفال بهذه المناسبة التاريخية الخالدة، أقام الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس مهرجانا أشرف عليه الأخ علي بن رمضان الأمين العام المساعد المسؤول عن النظام الداخلي حيث انعقدت الهيئة الادارية الجهوية يوم 4 أوت وتمّ تدشين معرض الصور الخاص بالذكرى الخالدة ومن الغد انتظمت المسيرة الرمزية التقليدية بمشاركة عدد غفير من النقابيين والشغالين والمواطنين والتي سارت من مقر الاتحاد إلى مقبرة الشهداء المنتصبة في نفس المكان الذي شهد واقعة 5 أوت 1947 واستشهد فوقه عدد من المشاركين فيها يتقدّمها الاخوة أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي والأخ محمد شعبان الكاتب العام والاخوة أعضاء المكتب التنفذي للاتحاد العام محمد سعد، حسين العباسي، بلقاسم العياري ومحمد شندول. وبعد أن تولّى الأخ محمد سعد الأمين العام المساعد وضع باقة زهور على النصب التذكاري للشهداء، وتلاوة الحاضرين لفاتحة الكتاب ترحّما على أرواح الشهداء ألقى الأخ محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل كلمة حماسية أعاد فيها إلى الأذهان أطوار المعركة الخالدة ووقف مطوّلا عند العبر المستخلصة منها محيّيا أبطالها الذين كانوا في ذلك الوقت من المناضلين الصادقين المؤمنين بالحرية والانعتاق وعدالة قضيتهم باعتبارهم شغالين وخاصة عدالة قضية بلادهم التي كانت ترزح في ذلك تحت نير الاستعمار. وأضاف أنّ أولئك المناضلين اندفعوا بصدور عارية لا يخشون الأسلحة والدبابات يصرخون عاليا رافعين أعلام تونس وأعلام الاتحاد وينادون بالحرية والكرامة. فما كان من الاستعماريين الحاقدين إلاّ أن أطلقوا الرصاص على المضربين والمحتجين، فسقط من سقط وجرح من جرح. وخصّ الأخ محمد شعبان في هذا الاطار روح الزعيم الحبيب عاشور بطل هذه المعركة بالذات بفصل خاص من كلمته حيث ذكّر بنضالاته وشجاعته ومواقفه المبدئية المنتصرة للشغالين وضعاف الحال كما أبرز دوره الحاسم في معركة الاستقلالية التي كلّفته وعددا من زملائه النقابيين سنواتٍ عديدةً من السجن والابعاد. أمّا أبرز نقطة في كلمة الأخ محمد شعبان فهي تلك التي تعلّقت بالتعدّدية النقابية حيث أطنب في شرح أسباب ظهورها مذكرا بتاريخ مبتدعيها وممارساتهم لمّا كانوا في الاتحاد. وأضاف أنّ المنظمتين اللتين ظهرتا بعد الثورة مدعيتين الدفاع عن العمّال لا شرعية لهما باعتبار أنّهما لم تلدا من رغبة العمّال بل من رغبة صاحبيهما في استعادة أمجاد فقداها في مسارهما النقابي نتيجة أخطاء جسيمة ارتكبها كل منهما فلفظتهما القاعدة العمّالية والنقابية. وقال الأخ محمد شعبان إنّه مثل هذه المنظمات الطفيلية نشأت بدعم مالي وفّرته أطراف حاقدة على الاتحاد العام وراغبة في كسر شوكته وإسكات صوته. لكن هيهات، يقول الأخ محمد شعبان أن يمرّوا وأن يحققوا ما يخطّطون له بل لن يعمّروا لأنّ الشغالين سيكشفون ألاعيبهم وحدود امكانياتهم. لذلك، دعا الأخ محمد شعبان إلى مزيد من الوحدة وإلى مزيد الالتفاف حول الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة مستقلّة حرّة ديمقراطية وموحّدة.