لقد كانت ثورة 14 جانفي 2011 ثورة على الاستبداد والتسلط والفساد وثورة ايضا في النفوس والاحاسيس والرؤى والمواقف والاحلام. اذا ايقظت فيّ آمالا وتطلعات كنت قد واريتها ودفنتها في سراديب النسيان. فصرت ارى بلدي اجمل وارحب البلدان اذ اصبح بامكاني ان احلم واحقق احلامي اصبح بإمكاني ان اتمتع بكل حقوقي الانسانية والاساسية... ولكن بمرور الايام والاشهر ونحن نعيش هذه الفترة الوقتية الحبلى بالمتناقضات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والثقافية والتي تارة تطمئننا وطورا تربكنا وتخيفنا من المستقبل المجهول بدأت تمتلكني عديد الهواجس والمخاوف مع الشعور الدائم بعدم التوازن والاستقرار مع الارق المشحون بعديد التساؤلات عن تونس الجديدة؟ تونس بعد 23 اكتوبر 2011؟ هل ستكون تونس التي نعرفها وتعرفنا والتي سنأخذها وتأخذنا إلى عالم الرقي والحداثة؟ هل ستكون تونس الحرية والديمقراطية والمساواة؟ هل ستكون تونس التي أسس لها خير الدين باشا والط?هر الحداد وفرحات حشاد وبورقيبة وسيواصل ابناؤها وبناتها لافذاذ بناءها برؤى وأفكار تنويرية تتبنى قيم المساواة الفعلية والتامة بين كل الفئات. ام ستكون تونس الغريبة التي لا تعرف أبناءها ولا هم يعرفونها، تونس التي تنظر الى الوراء وترى انّ ابناءها غرباء، تونس التي فيها يتميز الرجال عن النساء؟ كل هذه الاسئلة في كل يوم تؤرّقني لان اجوبتها مؤجلة الى يوم 23 اكتوبر 2011 ففي هذا اليوم التاريخي سيقول الشعب كلمته وسيعلو صوته بالحق الذي ننتظره جميعا، سيدوي يومها صوت الحق صوت هذا الشعب الابيّ الذي اثبت على مرّ الازمان انه تواق الى الحرية والديمقراطية والحداثة. هذا الشعب الذي افتك سيادته واستعاد عافيته ليصبح سيد نفسه وسيد صوته فما اثمن صوتك ايها الشعب العظيم فلا تبعه رخيصا مهانا فيعود عليك وعلى بلدك بالوبال وليكن صوتك الشمعة او الشموع التي تنير طريقك نحو التقدم والحداثة والخلود فليكن صوتك المارد الجبار الذي تدحض به الرجعية والظلامية وتتبدّد به مخاوفنا حول مكاسب المرأة التونسية فليكن صوتك صوت الحق والحرية والديمقراطية لبناء مجد تونس الابيّة.