صباح الخميس الماضي توقفت حركة النقل الحديدي على خطوط الساحل او ما يعرف بالخط 22 على اثر الوقفة الاحتجاجية او الاعتصام الذي نفذه المواطنون والطلبة وبعض اعوان شركة الشيمينو... على خلفية تهريب احد القطارات الجديدة الموجودة للخط 22 الى تونس العاصمة في واضحة النهار. عن هذا التحرك ودواعيه المتعددة أفادنا مصدر نقابي بجملة من المعطيات ندرجها على لسانه ومفادها ان هذا الخط 22 تؤمن رحلاته منذ سنة انبعاثه (84) 6 قطارات (أو ما يعبر عنه عند اهل الشركة بالرامبات) اثنتان منها بالقاطرة ألغيتا في جويلية 2010 بإيعاز من وزير النقل، ويبلغ طول هذا الخط 73 كم ويربط بين ولايات الساحل الثلاث سوسةوالمنستير والمهدية في رحلات متعددة أضحت تؤمنها بعد قرار وزير النقل 4 قطارات فقط. الامر الذي دعا الى ضرورة تجديد هذا الاسطول الصغير او على الاقل تعزيزه ببعض القطارات الجديدة التي تم جلبها وسيشرع?في تشغيلها على الخط الجنوبي للعاصمة (اي الاحواز الجنوبية الى غاية برج السدرية). ٭ أنصاف حلول هذا الحل جاء منقوصا !! حيث اقتنت الوطنية الحديدية 19 قطارا كهرائيا خصص منها 16 للخط الجنوبي 13 للجولان 3 قطارات احتياطية وخصصت البقية اي 3 قطارات لخط الساحل. وهو توزيع قبل في الساحل على مضض باعتباره لا يفي بالحاجة ولا يريح من هذه القطارات القديمة المترهلة التي بلغت من العمر عتيا. ٭ رضينا بالهم الاخ خالد العيادي من نقابة السكة بوحدة احواز الساحل صرّح بما مفاده «رضينا بالهم والهم ما رضي بينا»، حيث انه ورغم عدم الرضا بهذا النصيب والقبول بثلاثة قطارات فقط على كثير من المضض عمدت الشركة الى «تمقيص» هذا العدد او على الأصح محاولة ذلك، اذ بمجرد انهاء التجربة حاول القطار الثالث الفرار الى تونس فتم ايقافه بمحطة المنستير «متلبسا» حيث كان يحمل اسم المحطة المتجه اليها وهي «الرياض» قرب حمام الانف وهو ما أثار حفيظة الجميع ومن بينهم الركاب انفسهم الذين سئموا من هذه العشرة مع قطارات مترهلة (27 سنة) والتي كثيرا ما?كانت سببا في مشاكل لمستعمليها خاصة من الموظفين والطلبة نتيجة الاعطاب التي تصيبها بشكل دوري واينما اتفق حيث كثيرا ما يتوقف «حمار الشيخ» في الخلاء والسباخ!! ٭ حانوت مسكّر!! الكثير ممن التقيناهم الخميس الماضي نبهوا الى ضرورة تدارك هذا الامر وقد ذهب البعض الى الدعوة الى غلق هذا الخط اذا ما تواصل هذا الشكل من الاعطاب والتأخرات والتذمرات حيث لابد حينها من العمل بالمثل القائل «حانوت مسكّر ولا كرية مشومة». ٭ الحل بعض الحرفاء وكذلك بعض المصادر من رجال السكة انفسهم يرون ان الضرورة وخاصة السلامة تقتضي احالة هذه القطارات التعيسة على «شرف السكة» اي التقاعد وتعويضها بأخرى جديدة خاصة في ظل توفر 3 قطارات احتياطية في تونس يمكن ان تعزز الخط 22 اي خط الساحل حاليا في انتظار ان يتعزز الاسطول العام بقطارات اخرى تحتمها الضرورة القصوى. ٭ لا تحفظ رغم ان هذه الوقفة الاحتجاجية كانت تلقائية فانها لم تكن بمعزل عن هياكل الاتحاد العام التونسي للشغل التي لم تتحفظ على هذه الحركة بل قد تكون دعمتها من خلال الاتصالات التي أجرتها النقابة من ناحية والاتحاد الجهوي للشغل من ناحية أخرى من خلال الاخ سعيد يوسف الذي كثف من الاتصالات بكل الجهات ذات النظر مركزيا وجهويا، وهي اتصالات أثمرت وعودا جدية بحلول جادة كانت سببا في فك الاعتصام الذي عطل الحركة تماما بما في ذلك حركة القطار من والى العاصمة.