تقو ل بعض الاساطير عن كتاب «أخبار الملوك والشعراء» لمؤلف مجهول: ... لما حلّ ابن جني ببغداد قادما من حلب، بلغه ان صديق عمره، الشاعر المتنبي، حاصره اعراب من البادية وأثخنوه جراحا في معركة دامية، وقتلوا من معه، فأسرع وهو على فرسه ليقف على صديقه قبل موته. وعند وصوله دير العاقول، بحث عن أبي الطيب فعثر عليه بين جثث كثيرة وهو يحتضر، فأخذه بين يديه وبكى وقال: أراحلٌ يا غريب الدّار أم عائد؟ كم قد طويت من بلد ولم تشيعك والدة وكنت وحدك في ترحالك يا نجمنا الشارد؟ رفعتهم فوق الدّنى بحرير الكلام وصغت لهم جميل القصائد فكانوا جميعا عليك كعادتهم فاتكا... حقودا... جبانا... وحاسد .. سمع المتنبّي هذا الكلام فردّ: كم متّ قبل الآن وكم نعوني في مجالسهم وعدت منتفضا كمارد الآن أحمل أضلعي وأغلق قلبي على قمر وامرأة هناك في حلب وسّدتها جفني الساهد توزّعني بالتّساوي بين نخل المساء في الكوفة وشمس حزينة.. في الشام... ومراكش فجميعهم وأنا في الجرح... واحد وأوصاه:... جرّبتهم بالرّثاء وجرّبتهم اكثر في الهجاء فلم أجد بينهم ضدّ الغزاة عونا لنا أو... مساعد لا تعترف بالروم يا صاحبي ولا تجلس لهم في مصالحة وأنا ضحيتهم وهذا دمي الوحيد... الاوحد... الشاهد قال ابن جني: ولما ادرك الموت المتنبي، حشرج وقال كلاما متقطعا هو كالهذيان، لم اتبينه ولم اذكر منه الا هذا: ميتة كيتيم وأنا ريشة في هواء داوني بالبكاء الملوك.. ملوك والرعايا نساء وطن بين ماء وماء سمّه ما تشاء سمّه لعنة سمّه كربلاء وانا سمّني... سيّد الشهداء