توجت مشاركة وفد الاتحاد العام التونسي للشغل في أشغال مؤتمر فرع الكنفدرالية الدولية للنقابات بافريقيا المنعقد أيّام 25 و26 و27 نوفمبر الجاري تحت شعار »تجديد الحركة النقابة بافريقيا لتحرير القارة بجنوب افريقيا بانتخاب الأخ عبد السلام جراد نائبا لرئيس المنظمة المذكورة وعضوا بمكتبها التنفيذي وعضوا بمجلسها العام وانتخاب الأخت نجوى مخلوف نائبة لرئيسة لجنة المرأة والأخ مروان الشريف عضوا بمكتب الشباب. وللعلم فقد تكوّن الوفد من رئيسه الأخ محمد السحيمي الأمين العام المساعد المسؤول عن العلاقات الدولية والأخ محمد شندول الأمين العام المساعد المسؤول عن الاعلام والأخ منصف اليعقوبي الأمين العام المساعد المسؤول عن الشباب والمرأة والجمعيات والأخ مروان الشريف منسق مكتب الشباب ونجوى مخلوف منسقة مكتب المرأة. وقد شارك أعضاء الوفد في مختلف أنشطة المؤتمر ولجانه وأسهموا بدور فعّال في لوائحه ومقرّراته. بالمناسبة، ألقى الأخ محمد السحيمي كلمة أبرز فيها أهمية مشاركة الاتحاد في مثل ذلك المؤتمر بما يؤكد استقلاليته ونضاليته والمراوحة بين دوره في فض مشاغل العمّال ودوره الاصلاحي ومزاوجة بين جانبي الاحتجاج والاقتراح بحكم قربه من نبض الشارع، وهي طريقة ساعدته في عمله الدؤوب من أجل محاربة الاستبداد. واضاف ان الاتحاد استطاع ان يكون قوّة فاعلة بأن واكب الحراك الشعبي فظهر انّه المؤطر للمحتجين والمعين لهم ومهد للثورة من خلال دوره الاجتماعي وخصوصياته الديمقراطية هذا المعطى وفر للاتحاد مكانة متقدمة ساعدته على البروز كقوّة ضغط وتعديل قبل الثورة وارتقت به الى موقع متقدّم بعدها، باعتبار انه كان وظل منحازا الى الشعب في كل الظروف بدءًا من الحركة الوطنية وصولا الى بناء الدولة الجديدة ونهاية بالثورة المجيدة. ولا شكّ في انّ هذه المرحلة جعلته مع مكونات اخرى مثل رابطة حقوق الانسان وهيئة المحامين وجمعية القضاة معطى أساسيا في القيام بالدور الموكول له بعد الثورة. قال الاخ محمد السحيمي ايضا ان الاتحاد وبالاضافة الى المطالب الشعبية قد ساهم بدور فعال في المطالب السياسية كمنظمة محورية في ربط الاحزاب بعضها ببعض وتيسير لقائها حول الادنى المشترك. لكن رغم ذلك، لم ينس الاتحاد دوره الاجتماعي وقد تمكن بالفعل من تحقيق عديد المكاسب ومنها بشكل خاص تسوية وضعيات آلاف عمال البلديات وتسوية وضعيات آلاف الاجراء الذين كانوا يعملون عن طريق المناولة كما قام بمفاوضات اجتماعية للزيادة في الاجور والمنح وعديد المجالات الترتيبية لفائدة كل الاجراء وقد امكن للاتحاد تحقيق الاستقرار الاجتماعي الشيء الذي ساعد بلادنا على الوصول الى محطة 23 اكتوبر الانتخابية حيث نجحت هذه المحطة فكانت انتخاباتٍ حرّةً ونزيهةً أمنتها هيئة مستقلة. وأشار الاخ محمد السحيمي الى محاولات الارباك التي شنّها البعض ضد الاتحاد من خلال توجيه بعض التهم إلى امينه العام، لكن القضاء المستقل الجديد استطاع رفع المظلمة عن الامين العام وبالتالي محو اثار التهم المشار اليها والتي وقع استعمال احدى الهيئات أداةً لها. في الاخير حيا الاخ محمد السحيمي جميع المشاركين في المؤتمر من أفارقة وأوروبيين وأمريكان ومن منظمات دولية وأكد على ضرورة تضامن الحركة النقابية الافريقية مع احد اعضائها البارزين وعلى ان المنظمة الافريقية تبقى سدّا منيعا امام كل محاولات اضعاف المبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان والعدل الاجتماعي وما انتخاب اميننا العام في قيادة هذه المنظمة الا دليل على ما تضعونه من ثقة في الاتحاد العام التونسي للشغل. وكان لوفد الاتحاد عديد الاتصالات مع عديد الشخصيات النقابية البارزة والتي عبرت كلها عن تقديرها لتونس واتحادها العام والدور الذي يقوم به عبر تاريخه وخاصة خلال الثورة والانتقال الديمقراطي، علما ان الحركة النقابية العالمية في هذا المؤتمر كانت مُمثلةً تمثيلا واسعا من كل القارات.